عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-03-15, 10:34 PM   #1
عبدالرحمن حيدرة
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2008-03-02
المشاركات: 75
افتراضي وأخيرا عرف ابناء الجنوب أن دولة الزيود لا تصلح لهم...

عام 2007 هو عام الحراك الجنوبي وبداية الثورة ، في هذا العام اقيمت الكثير من الفاعليات السياسية في كل مناطق الجنوب تقريبا، وقد تم تثوير اغلب الشعب ومن كان غافلا صحي من غفلته ، ومن كان جاهلا عرف بعض الحقائق المرة عن الواقع القائم، وهذا الحراك لم يأت من فراغ بل أتى نتيجة طبيعية للوضع الذي صار بعد التوحيد عام 1990 وتحديدا بعد حرب 94 حين احتلت قوات الجمهورية العربية اليمنية أراضي الجنوب تحت مسمى الوحدة ، واستبدلت الوضع القائم وحاولت فرض نظام وعادات وتقاليد الجمهورية العربية اليمنية والمملكة المتوكلية الزيدية،لقد قتل وجرح الأولوف من أبناء الجنوب ،وتم الاعتداء على الكثير من المواطنين ،وتم نهب وتخريب الكثير من الممتلكات العامة والخاصة، وعوملت أراضي الجنوب كأراضي مفتوحة، وبعد الحرب تم تسريح مئات الآلاف من الموضفين العسكريين والمدنيين، وتم إلغاء الوضع القانوني والنظامي الذي كان قائما في الجنوب ،واستبدل القانون بالأعراف والتقاليد اليمنية الشمالية وتم عن عمد ترك الناس يتنازعون ويتقاتلون كرها لهم وحتى يخلقوا وضعا جديدا ، يصبح فيه الناس مشغولين ببعضهم البعض وهؤلاء الغزاة الجدد يتفرغون للنهب والسلب ، والبيع والشراء في الأراضي الخاصة والعامة.

والجنوبيين لم يفقدوا الحرب والوضائف ومصدر الرزق، بل فقدوا الأمن والسكينة والطمأنينة وضهرت إلى السطح جرائم لم تكن موجودة من قبل، وكثرت الجرائم الكبيرة والمتوسطة والصغيرة عشرات المرات، ولأول مرة يعرف الجنوبيين نظام الأجرة الزيدي ، حيث يتم تأجير الشرطة حين يقومون بالحضور إلى أماكن النزاعات والحوادث، وهذه الأجرة تختلف حسب عدد العسكر المرسلين وقد تصل إلى عشرات الآلاف.وأيضا نظام النزاعات في المحاكم والتي قد تستمر ل20 أو 30 سنة ويصدر حكم ويعاد إلى المحكمة الابتدائية ويبداء المتنازعون من جديد ..!! ويصد حكم نهائي من محكمة النقض والإقرار ولا يتم تنفيذه.!! وهلم جرا. وعرف الجنوبيين إن أهل النفوذ لا قانون عليهم مثل كبار المسئولين والظباط والمشائخ وغيرهم، ومن حق هؤلاء نهب وسلب الناس وبل وحتى قتلهم في بعض الحالات والمناطق ..!!


وهنا سنقوم بذكر بعض الحقائق التي اكتشفها الجنوبيين بعد الوحدة
1.إن حكومة الشمال لم يكن غرضها الوحدة قط، بل الهيمنة والسيطرة على الجنوب،ومعاملته مثلما يعاملون أهل اب وتعز وتهامة ،وهذه النيات ضهرت بعد حرب 94 بشكل سافر ولا زالت إلى ألان، وقد ضهر ذلك جليا بعد التوحيد حيث تم اغتيال الكثير من قادة اليمن الجنوبي . .
2. الشمال استخدم الحرب النفسية والمادية من اجل الهيمنة على الجنوب، وقد تمثل ذلك في الحملة الإعلامية ضدهم وتصوريهم أنهم لايؤمنون بالله وأنهم خونة وانفصاليين وأخيرا اصدار الفتاوي الدينية التي تجيز عمل أي شيئ ضدهم من الإبادة الجماعية إلى جواز الاستيلاء على ممتلكاتهم..!! وقد توج ذلك بحرب 94. وهذه الحرب جزء من استراتيجية السيطرة، وهي نسخة مكررة لما جرى لأهل اليمن الأسفل اب وتعز، وتهامة في القرن الحادي عشر ، والرابع عشر الهجري.حين غزاها أئمة الزيدية،وهذه الأفكار تفوق الأفكار النازية والفاشستية في أنها تجرد خصمها من كل فضيلة ..!! وتنسب إليهم كل رذيلة.وأنها هي الوحيدة على الحق.ولا يمكن التعايش مع أناس يفكرون بالطريقة هذه.(وهي تدل على عقدة نقص عند من يفكر بها )
3.حكومة الشمال وجزء من سكانه لا يريدون إقامة دولة تقوم على القانون ولا النظام، لأن ذلك في نظرهم سيضر بمصالحهم أو يؤثر على قيمهم وتقاليدهم ومكانتهم السياسية.أو أنهم لا يعون فائدة دولة القانون، لأنها لم تحكمهم من قبل أية دولة حديثة، بسبب انعزالهم، وتخلف واقعهم.
4.أدى تسريح مئات الآلاف من أعمالهم بعد حرب 94 إلى انتشار الفقر والعوز في الجنوب بصورة لم تعرف من قبل، وقد وصل الحد ببعض الناس إلى التسول، وانتشرت ضاهرة الانتحار وبيع الأعراض بين الناس بسبب ذلك.وهذا لم يكن موجودا عند أبناء الجنوب من قبل.
5.لقد كان يضن البعض أنها ممكن أن تتحسن الأحوال، وانتضر الناس 13 سنة وكل يوم يقولون لعل وعسى تصلح الأمور ولكن لم يحدث شيئ من هذا القبيل.

6.النهب والسلب والبسط على الأراضي وعدم احترام القانون من أصحاب النفوذ ومن كان قويا ماديا أو قبليا سياسة رسمية في الجمهورية العربية اليمنية، وتوجد في اليمن خاصة صنعاء عصابات للأراضي تقوم بمنازعة الناس على أراضيهم بعد أن يشتروها، وعصابات سياسية، وعصابات قبلية، وشلل وأصحاب نفوذ..الخ.والقانون من الأمور التي يمكن التفاوض والمساومة حوله وليس له أي احترام ولا التزام من اكبر مسئول إلى اصغر موضف.

7. فقد الجنوبيين الأمن والأمان واستبدل القانون بالفوضى والواسطات والاختلاس، وحل التآلف بين الناس إلى نزاعات على الأراضي، وتم إشعال ثارات قديمة بين القبائل ولا يمر يوم إلا وفيه قتل..! وهذه عودة إلى وضع ما قبل الاستقلال، والذي يمكن وصفه بالجاهلي الوثني.وهذا الثأر تسبب في انتشار العدواة والريبة والخوف بين الناس، وتجد بعض القرى تعيش في حالة قلق وتوتر وأنعدام للسكينة لا يمكن تصورها، وقد عطل هذا الوضع الحياة الطبيعية وحولها إلى كابوس للعشائر والبيوتات المتنازعة، اذا الكل خائف ولا احد يسير ليلا أو نهارا إلا وهو يحمل السلاح، وأحيانا يقومون بأخذ الثأر خارج مناطقهم .

8. كان الشعب في الجنوب محسن الظن في شعب وحكومة الشمال، وهذا سبب اندفاعهم للوحدة، ولكن هذا الظن كان مبنيا على الوهم والتخمين، وقد اكتشفوا خطئهم فيما بعد.وأنهم كانوا واهمين.واكتشف الجنوبيين أن العواطف هي التي قادتهم للوحدة وقد فكر الناس في الفوائد قبل الخسائر، وفي الأحلام قبل حقائق الواقع واندفعوا بصورة ساذجة إلى أحضان أناس كانوا يبدون حملانا، وضهر فيما بعد أنهم ذئاب مفترسة وحيات سامة وقاتلة.وأدرك الجنوبيين شيئا اخر وهو طالما ان الشمال متخلف ولا يحكمه قانون والناس راضون وقابلون بذلك ، فكيف يمكن أن يصير التغيير اصلا ...لأن فاقد الشيئ لا يعطيه..!
9.بعد الوحدة ذهب إلى الجنوب مئات الآلاف من أهل الشمال بقصد العمل والتملك والتجارة الخ.وقد زاد ذلك من معانات الجنوبيين إذ عليهم مزاحمة هؤلاء القادمين على لقمة العيش وعلى فرص العمل.

في الفقرات السابقة عرضنا جزاء قليلا مما جلبته الوحدة، ولضيق الوقت قد يكون هنالك قصور في العرض أو الترتيب او فيما أوردنا من معلومات ،وعلى الإخوة القراء رفد الموضوع بما يرونه مناسبا.وما نريد التأكيد عليه في هذا المقال ومقالات أخرى لنا.أن أهل الجنوب بطباعهم وتاريخهم المختلف عن طباع وتاريخ الشمال الزيدي، لا يمكن لهم التعايش والانسجام مع بعض، حسب سياسة غالب أو مغلوب.والحالة الطبيعية هي استقلال الجنوب وحكم نفسه، أو قيام صيغة أخرى مثل الكونفدرالية أو الفدرالية أو غيرها من أشكال التعاون والتكامل.المهم إن لا يبقى زيدي في الجنوب يتحكم برقاب الناس مباشرة، أو من صنعاء من خلال التشريعات وغيرها.وبارك الله في شعب الجنوب،والحمد لله انه صحي وعرف مايجب معرفته وفجر الحرية والعدالة آت بأذن الله ، وما يهم هو العمل الواعي والمنظم والدؤب والمستمر ، والابتعاد عما يفرق ويشتت الجهود.
عبدالرحمن حيدرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس