عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-10-09, 11:31 AM   #2
ابو عدنـان الحضرمي
مشرف
 
تاريخ التسجيل: 2008-05-23
المشاركات: 1,476
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوعمر مشاهدة المشاركة
الرئيس البيض .. والشيطان الأكبر




مقدمة :
إن ما نحصل عليه في يسر بالغ ، لا نقدره حق قدره ، لكن الندرة هي فقط التي تعطي لأي شيء قيمته
ــ الانجليزي توماس بين ــ







يبدو أن الرئيس علي سالم البيض لم يستوعب دروس السنين الماضية ، ويبدو بأن من يحيط به لا يملكون كثيراً من الإدراك لسياسات الدول ومصالحها وخصوماتها وحتى مواقفها من بعضها البعض قبل مواقفها وسياساتها تجاه القضية الجنوبية العربية ، ولسنا لنخوض في خطايا البيض منذ ستينيات القرن العشرين الماضي بمقدار ما يجب علينا الوقوف بصرامة تجاه ما لمسناه مؤخراً من الإشارات المنذرة بخطأ هو من سيدمر الحراك السلمي ويدفن القضية الجنوبية العربية أبد الابدين ..

في العام 1990م وبعد أن اجتاحت القوات العراقية الكويت ، لم تجد الكويت غضاضة من التحالف مع الولايات الأمريكية التي وصفها البعض بالشيطان ، ولم يكن هنالك حرج عند الكويت وحلفائها العرب آنذاك من التحالف مع الشيطان ليسترد أرضهم وبلادهم ، وكان التحالف في إطاره العالمي يبدو موفقاً لولا أنه أتاح بعد ذلك تنامي التيارات الإسلامية المتشددة وما جاء بعد ذلك من تطورات عالمية هائلة لم يكن الحادي والعشرين من سبتمبر 2001م غير جزء منها ...

الكويت آنذاك تحالفت مع القوة الدولية المركزية في العالم سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ، ولم تتحالف مع القوى الإقليمية المتصارعة حولها ، فالكويت لم تتحالف مع عدو العراق إيران بل أوجزت تحالفها مع الشيطان بدون قيود وشروط وتركت لبقية الأنظمة العربية خيار الإتباع أو الرفض بهذا التحالف والتعاضد مع الولايات الأمريكية ...

في جانبنا الجنوبي العربي وبعد عقد ونصف ظهر الرئيس علي سالم البيض مكرساً يمنية الجنوب العربي ، وحتى إن نحن فعلنا ما فعلنا فالرئيس البيض يمني جنوبي وإن ألبسناه ما ألبسناه فهو لا يعرف وطناً ولا يؤمن بوطن غير اليمن الجنوبي ، وعلى الرغم من حجم الخطأ الأيدلوجي العميق مازالت غالب القوى الجنوبية العربية ترى في أن التمسك بشرعية الرئيس البيض مسلكاً ممكناً لتحقيق أقل الأهداف الجنوبية العربية بفك الارتباط السياسي عن الجمهورية العربية اليمنية ومن ثم الدخول في معركة الاستقلال الحقيقي للجنوب العربي ...

الرئيس البيض أرسل في أغسطس 2009م رسالة تهنئة للسيد حسن نصرالله في لبنان يهنئه فيها بيوم النصر العظيم ، وعاد مرة أخرى من خلال مقابلته بصحيفة الأخبار اللبنانية ليرحب بمساعدات إيرانية في فكرة من البلادة بمكان تحاول انتهاز ما يجري من حرب في جبهة صعدة شمال الجمهورية العربية اليمنية متجاهلاً أن الطرف المقابل لإيران في هذه الحرب ليس اليمن بل هي المملكة العربية السعودية التي يرتبط بها جنوبنا العربي ( اليمن الجنوبي ) بأطول حدود سياسية ...

ليتحالف الرئيس البيض مع الشيطان ، ولكن ليكن الشيطان الأكبر بدلاً من الشيطان الأصغر ، هل كل هذه السنوات الطويلة التي تصل إلى ستين عاماً من الممارسة في السياسة لم تصل بالرئيس البيض إلى معرفة كيف التعامل مع أبسط قواعد السياسة ، البحث عن التحالفات ليس خطيئة بل الوقوع في التحالفات الخاطئة هو الخطيئة ، تحالف مع الفكرة اليمنية للجنوب العربي هو كارثة ، وتحالف مع عمائم طهران هو كارثة وخطيئة لا تغتفر ...

في ظهور الرئيس البيض 21 مايو 2009م عبر عن اعتذاره للشعب في الجنوب العربي وإن كان في جوهره يتحدث لليمنيين الجنوبيين ، ومع ذلك مازال مصمماً على انتهاج الخطأ بالسير تجاه طهران التي سيدفع ثمنها الشعب الجنوبي العربي جيلاً بعد آخر ، فأجيال تحملت خطيئة ما بعد 30 نوفمبر 1967م ، وأجيال أخرى دفعت من سنواتها خطيئة ما بعد 22 مايو 1990م ، ويبدو أن على الجيل الحاضر أن يدفع سنوات من القهر والظلم لسوء تدبير ما يسمى القيادة السياسية الجنوبية ...

في لبنان اكتشف العالم كله حقيقة حزب الله في انتخابات 2009م ، هزم حزب الله سياسياً على الرغم من كل الدعم الإيراني المعلن والصريح ، وها هم الحوثيين يخاصمهم كل العالم ويقف مع العدوان اليمني عليهم لصلتهم بإيران ، هنالك ثمة صراع عالمي بين القوى السياسية ما طهران والرياض غير أحجار شطرنج فيه وعلى البقية النظر في التحالف الذي يؤمن مصالحه ، زمن الشعارات انتهى إلى غير رجعة ، ومع ذلك مشكلتنا أننا مازلنا مع القادمين من القبور ...

الصراع متأجج بين الرياض وطهران بسبب حرب صعده المستعرة ، والجنوب العربي قضيته سياسية من الدرجة الأولى ، وليس على القيادة السياسية اكتشاف مواطن القوة لملفها السياسي فإشارة السعودية من خلال نتائج زيارة رئيس دولة الاحتلال اليمني في مايو 2009م اتجاه واضح يمكن من خلاله التعامل مع الملف سياسياً ومن خلال تصعيد القضية إعلامياً لتخترق العواصم الإقليمية من خلال الوضع الميداني المتفوق على كل ما حصلت عليه قضية الجنوب العربي من يوليو 2007م ...

كنا قد استبشرنا خيراً بما جاء في خطاب الرئيس البيض 6 يوليو 2009م وتأكيده على مسألة الحدود إلا أن ما جاء بعد ذلك خيب كل الآمال في الفكر السياسي الذي تتعامل به القيادة الجنوبية مع قضيتها السياسية ، ناهيك عن جملة الأخطاء الناجمة عن الاستقطاب الدارج وتنحية تلكم القوى وتقريب أخرى في منهجية لها عواقبها الوخيمة ...

في تاريخ 3 أكتوبر 2009م نشرت صحيفة الجزيرة السعودية مقالاً لكاتبها جاسر الجاسر فيما يلي نص المقال :

بركات السيد علي سالم البيض


اعتدنا أن نستمع إلى آراء سياسية تختلف عما كان يمارسه قادة الدول الغربية، عندما يتركون السلطة بعد انتهاء فترة حكمهم، أو هزيمة حزبهم في الانتخابات، وقد برز في هذا السياق العديد من الرؤساء الأمريكيين ووزراء الخارجية والسفراء وبعض من رؤساء الحكومات الأوروبية، وآخرهم توني بلير.

هذا ما اعتدنا من ساسة الغرب، إلا أن السلوك بدأ ينتقل للساسة العرب الذين طبعاً لا تنتهي فترة حكمهم بالتداول عبر صناديق الانتخابات؛ فالنهاية مرتبطة بحكم الدبابة، وآخر هؤلاء الساسة العرب الذين أجبرتهم (الدبابة) على ترك الحكم وتقليد الغربيين في العودة لواقعه وجذوره هو (السيد علي سالم البيض)، وكان آخر منصب يشغله نائب رئيس الجمهورية اليمنية، قبل أن يُطرد من هذا المنصب بعد فشل الانفصال الذي قاده (السيد البيض)، والذي هرب بعده إلى خارج اليمن، حيث يستقر الآن في ألمانيا يحرض اليمنيين وغير اليمنيين على بلاده.

المهم، تاريخ (السيد) علي البيض في التآمر معروف، ولكن الذي لفت انتباهي هو حرص أمين اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليمني، رئيس جمهورية اليمن الشعبية الدميقراطية (سابقاً)، الذي حفل عهده باضطهاد العلماء وإغلاق المساجد والاستيلاء على زوارق صيادي سمك بقصد التأمين توافقاً مع النهج الاشتراكي، هذا الرئيس الملحد تذكر وهو في المنفى (البلد الغربي العلماني ألمانيا) أنه (سيد)، وأنه من أسرة هاشمية يجب أن يؤّلَّه أحفادها، مثلما يطالب الحوثيون؛ ولهذا فإن (السيد البيض) أخذ يسبق اسمه بقلب السيد، ويرفض أن يخاطبه أحد دون أن يسبق بكلمة (سيد) أو يخاطبه بمولانا، رغم أن (السيد) علي البيض قد حرم من هذا (الشرف) من والده الذي تبرأ منه عندما انضم إلى الحزب الشيوعي وأعلن إلحاده وتركه الصلاة..

آخر بركات السيد علي سالم البيض انضمامه إلى جوقة دعم تمرد الحوثيين وطلبه من الانفصاليين في الحراك الجنوبي وحليفه الجديد في (الشرك) طارق الغفيلي، التوجه إلى أية دولة قادرة على تقديم الأسلحة والأموال لهم لتحقيق أهدافهم في الانفصال ومواصلة التمرد، سواء كانت هذه الدولة عربية أو إيران التي يزعم بأنها موجودة في المنطقة وقادرة على لعب دور.. ويؤكد (السيد) أنهم يرحبون بمساعدات إيران.. وبلعب دور داعم لهم.

هذا المقال ما هو سوى مقدمة سيئة للغاية لما سيحصده الجنوب العربي من خلال البحث في التحالف الخاطىء الذي يريده الرئيس البيض من خلال إشاراته الأخيرة الغير محسوبة العواقب على القضية الجنوبية العربية ، عدم التعلم من التجارب السابقة هو بحد ذاته ممارسة يمكن جداً وصفها بـ ( الدحبشة ) التي نصف بها الجانب اليمني قيادةً وشعباً ، هذه الممارسة الفجة والغير مسئولة لسنا منتظرين ليظهر من خلالها الرئيس البيض بعد سنوات ليقدم اعتذاره عنها ...

قد كتبنا سابقاً بأن لواشنطن وغيرها مصالح لدينا ، والأهم أن لدينا خيار الحرية والاستقلال كشعب يريد هويته المجردة رافضاً التلبس بالهوية اليمنية أكانت شمالية أو حتى غربية ، هذا منطلق لمفهوم مازال مرفوضاً في عقلية القادمين من مقبرة التاريخ ، هذه هي المرجعية التي لابد وأن ترسخ القناعات في قضية الجنوب العربي ، واستدراك الأخطاء هو حالة لابد من الوعي بها بدلاً من مخاصمة الواقع والسقوط مجدداً في الخطايا ...


ان النقاط التي اشرت اليها ولتي تناولها البيض اعتبرها سياسيه ولفت نضر الجوار الي القضيه
الجنوبيه وتذكيرهم بفترة الاستقلال وماحصل لعدم احتضان الجنوب
والجنوب بعيد كل البعد من تحالف مع ايران بما في ذالك ساسته والقصد من ذالك
لفت الجوار الي القضية لتكون حاضرة
__________________
كآسة شآي بخآري بضيآفه آبو عدنآن آلحضرمي
ابو عدنـان الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس