رشاد العليمي قتل 10 آلاف شهيد من شباب الحراك السلمي الجنوبي :
2022-05-10 12:54
شبوه برس - خـاص - عـــدن
يوميات من عدن 2
د. عيدروس نصر (*)
قال لي :
ـ هذه مزايدة الغرض منها تحريض المواطنين ضد القيادة السياسية الجديدة.
قلت له:
ـ وأين تكمن المزايدة؟
أفي المطالبة بإنصاف المظلومين، والاعتذار للضحايا؟
أم في معالجة الأثار المدمرة التي أتت بها حرب 1994م التي دمرت كل شيء من الأرض إلى الإنسان ومن الدولة إلى البنيان، ولم تبقِ للشعب الجنوبي سوى الخراب والدمار والجوع والظلام والمرض والفقر والإرهاب؟
لكن زميلنا الثالث قام من مكانه وانتصب محاججاً:
ـ يا أخي بلاش مزايدات، الحزب الاشتراكي قتل الشيخ محمد بن سالم البيحاني؟ وأمم ممتلكات الناس وشردهم خارج الوطن، وقتل. . . . .
لكنني قاطعته؟
ـ صحح معلوماتك يا صديقي: الشيخ محمد بن سالم البيحاني الله يرحمه انتقل من عدن إلى تعز واستقر هناك حتى وفاته، فأرجوك تأكد من معلوماتك.
قال:
أنتم قتلتم الشيخ الراوي والشيخ العدني والشيخ . . .
قلت له يا صديقي الذي قتل الشهيدين الراوي والعدني هو الذي قتل الشهداء علي الصمدي وجعفر محمد سعد وعلي ناصر هادي وأحمد الأدريسي والخمسين شهيدا من جنود شرطة الشيخ عثمان، ومجندي الصولبان وقبلهم اغتيال المحامي عبد الله اليزيدي وهو نفسه الذي حاول اغتيال كل من عيدروس الزبيدي وشلال علي شائع والوزير سالم السقطري ومحافظ عدن أحمد لملس، لكن المشكلة أنكم لا ترون إلا بعين واحدة، تنوحون على حالة واحدة أو حالتين وتنسون شعبا كاملا جرى اغتياله على مدى ربع قرن من الظلم والقمع والتنكيل والتمييز والإرهاب.
وواصلت تساؤلي:
ـ ثم ما علاقة ما تتحدثون عنه بموضوع ما جرى في حرب 1994م وغزو الجنوب وتدمير دولته ونهب ثرواته وتحويل الجنوب إلى كومة من الخراب وأبنائه إلى جيش من العاطلين إجباريا عن العمل؟
وما علاقة هذا بالقتل العمدي لأكثر من عشرة آلاف شهيد من شباب ثورة الحراك السلمي الجنوبي على أيدي قوات الأمن حينما كان رشاد العليمي وزيرا للداخلية؟
لكن زميل ثالث قاطعنا كلنا وقال:
ـ في 1994م رشاد العليمي لم يكن وزيراً للداخلية والذي كان وزير الداخلية هو حسين عرب وهو جنوبي منكم.
قلت له:
ـ أولا نحن لا نتحدث عن أسماء ولكن عن دولة غزت الجنوب ودمرت دولته الشريكة معها في محاولة وحدة 1990م.
ثانيا حسين عرب لم يكن وزيرا حينما قامت ثورة الحراك السلمي وراح ضحية العدوان على شبابها أكثر من عشرة آلاف شهيد وأضعافهم من الجرحى والمعوقين، وإنما الوزير طوال تلك الفترة هو الدكتور رشاد العليمي الذي هو اليوم الرجل الأول في الجمهورية اليمنية التي باسمها وبتوجيه قادتها، قُتِل هؤلاء الشباب وجرح أضعافهم واعتقل المئات وحكم على العشرات بأحكام جائرة مختلفة وصل بعضها إلى السنوات العشر، وحينما سلم ( فخامته) الوزارة لنائبة مطهر المصري انتقل إلى موقع نائب رئيس الوزراء للشؤون الأمنية ورئيس اللجنة الأمنية، يعني أنه ومن موقع مسؤوليته السابقة والحالية، مسؤول مسؤولية مباشرة عن كل هذه المظالم التي تعرض لها شباب الثورة السلمية الجنوبية.
وفي كل الأحوال وبغض النظر عن إسم الوزير فإننا نتحدث عن مواطنين قتلتهم الدولة التي يفترض أنهم مواطنوها.
ومع ذلك - قلت لزملائي-هل أنتم بحرب 1994م أنصفتم الشيخ البيحاني، وأعدتم الاعتبار لضحايا السياسات التي تتهمونها بالظلم والجور، وهل أعدتم الأملاك التي تتهمون النظام الجنوبي بمصادرتها؟
إنكم تتحججون بأخطاء النظام السابق التي يمكن انتقادها وتقييمها بمعايير زمنها، للهروب من الجرائم الجسيمة التي ارتكبتموها بحق ملايين المواطنين الجنوبيين في كل محافظة ومديرية ومركز.
وإياكم أن تعتقدوا أن الاعتذار – إذا ما جرى- سيكفي لتنازل الجنوبيين عن قضيتهم، وعن مطلبهم باستعادة دولتهم.
إننا عندما نطالبكم بالاعتذار نريد لكم أن تخلقوا بيئة تساعد على نشوء الاحترام بينكم وبين المواطنين الذين ستعتذرون لهم لكن يبدو أنكم حتى فضيلة الاعتذار والإقرار بالخطيئة لا تمتلكون القدرة على التحلي بها، وهو ما يعني أنكم مصممون على اعتبار نتائج حرب 1994م هي نهاية التاريخ، رغم كل النكسات والنكبات التي بسبب تلك الحرب جررتم البلاد إليها.
والسؤال هو متى ستتعلمون من أخطائكم وخاطايا قياداتكم التي أوصلت البلاد والعباد إلى هذا المستوى من الخراب والتشطي الوطني والتفكك الاجتماعي والانهيار الأخلاقي والتربوي والإنساني عموما؟؟
سياسي وبرلماني جنوبي
__________________
استكمال الحوار الجنوبي الجنوبي
استكمال تحرير الأرض الجنوبيه
استكمال هيكلة
المجلس الانتقالي
والقوات المسلحه الجنوبيه
|