[علي المفلحي]

الأحد - 07 أبريل 2024 - 06:44 م بتوقيت عدن



*زيارة احمد العيسي إلى عدن بين شوك المشهد وورد الذاكرة !*


(عدن الغد)

كتب / الخضر البرهمي



ثمة نسمات باردة أحس بها الشيخ احمد صالح العيسي رئيس الإئتلاف الوطني الجنوبي ، وهو يصعد درجات سلم الطائرة حين غادر القاهرة متجهاً إلى عدن ، وتناهت إلى مسامعه ضحكات عدنية قديمة ظاناً من أن الوضع فل وورد وعلى مايرام ، احمد العيسي قد ألقى بظلاله على العمل السياسي حينما استطاع الحوار بتوليفة رهيبة وبأكثر من لغة للهروب من الواقع الذي يعيشه ويعانيه ، عصي على الإنكسار أبو صالح ، شاهد واقع ووضع في عدن مؤلم لايسر !

أن الكتابة العميقة وغير المباشرة في مثل هذه المواضيع ، تجعل الرقابة لاتفقه فيها شيئاً ، ولاتجد فقرات متبلورة ذات مدلولات سياسية أو اجتماعية واضحة للقارئ الذي تاه بين سطورها ليس ذلك فحسب ، بل جعلته يدور في حلقة مفرقة أما بأزمات تفتعل ، أو بكتابات تقف حائرة على حافة الشك ، من ذلك الورد الذي ذبل وفقد عبيره ورائحته الزكية وأستبدل بشوك في يوم جميل للموت في عدن !

أسئلة ساخنة وشهر لهّاب ، لم يخفف من حرارتهما إلا برودة اللقاء بالأشقاء في عدن ، ذلك اللقاء الذي يتماهى كثيراً بشيء من الزيف مع تلك الطبقات التي تسكن الأبراج العاجية ، فما كل مصقول الحديد يماني ياعيسي !

الشيخ احمد العيسي يقف على رأس هرم السلطة مكتوف الآيدي ، مع كبار السياسيين في الدراما التي سوف تظهر قريباً على مسرح الوطن ، وهو من طلائع الجيل المؤسس للتأصيل والتحديث في فن السياسة ، وله كذلك حضور مميز ومتواصل منذ منتصف العقد الماضي حتى اليوم ، فليس كلّ ماقيس على كلام الرئيس مقبول !

هذه الانتخابات ، عفواً أقصد الحوارات أو التسوية أو على مايروه بحسب مصطلحاتهم السياسية ، هي مربطُ الفرس ، لأن الحديث يجب ألا يقتصر على نخبة دون أخرى ، وان لاينسوا أبناء أبين ، فأصعب شيء في الوجود أن تحب ذلك الشخص ، وهو يستغلك وتحلم بمساعدته رغم حرمانك وهو يذلك ، وتتمنى لقاه ، وهو لايفكر إلا في كيفية إسعاد نفسه ، بل ينام ملء جفونه وأنت تتقلب كالجمر على فراش حار رغم برودة الشتاء وزمهريره ، وتنزف دمعاً وتختنق العبرات وهو لازال يحلم ويتذكر ذلك الورد ، جميل الورد !