*مواجهة تحدي موجات النزوح اليمني المسيّس غير المسبوق إلى عدن ومحافظات الجنوب العربي الأخرى*
*■ حافظ الشجيفي
22 نوفمبر، 2023 4:29 م
https://www.aljaridapost.com/site/?p=94235
مع استمرار التدفق الكبير للنازحين من مناطق الجمهورية العربية اليمنية إلى عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى، تتصاعد المخاوف بشأن الأزمات الاقتصادية والخدمية الناتجة عن ذلك.
حيث تواجه مدينة عدن وحضرموت والمهرة أزمات متنامية نتيجة النزوح غير المبرر لأهالي مناطق الجمهورية العربية اليمنية بحجة الحرب، وشكل التدفق المستمر للنازحين اليمنيين ضغوطاً هائلة على اقتصاد المحافظات الجنوبية وخدماتها، مما أدى إلى مضاعفة الأزمات القائمة فيها.
*
أصبح النزوح المستمر للسكان من الجمهورية العربية اليمنية إلى عدن وحضرموت والمهرة ومحافظات الجنوب العربي الأخرى غالبيتهم من مناطق بعيدة عن الصراع مسألة ذات أهمية كبيرة، ليس فقط لأبعادها السياسية ولكن أيضًا لتأثيرها الملموس على الحياة اليومية لسكان عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى، وقد أدى الارتفاع الكبير في أعداد النازحين إلى تفاقم التحديات الاقتصادية والخدمية، مما خلق حاجة ملحة للتدخل المنسق من جانب السلطات المحلية.
*
ويشكل التحول الديموغرافي تحديات أمام النسيج الاجتماعي في عدن وحضرموت والمهرة، مع مخاوف من أن يكون التدفق بمثابة استراتيجية متعمدة لتغيير الديناميكيات السكانية لشعب الجنوب العربي.
وقد أدى هذا التغيير الديموغرافي، إلى جانب الضغوط الاقتصادية، إلى ارتفاع أسعار الإيجارات والتحويلات المالية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مما يزيد من تعقيد الوضع الصعب بالفعل.
*
واستجابة لهذه القضايا، هناك دعوة متزايدة لاتخاذ إجراءات عاجلة من قبل السلطات الجنوبية في عدن والمحافظات الجنوبية، ووضع حد فوري لاستمرار تدفق موجات النازحين ومعالجة الأسباب الجذرية ورآء هذه النزوح بشكل فعال. خاصة بعد توقف الأعمال القتالية في الجمهورية العربية اليمنية، وهناك فرصة لتصحيح الوضع وإعادة توجيه الجهود نحو إعادة بناء المناطق المتضررة.
*
بالإضافة إلى ذلك، يجب على السلطات الجنوبية إحصاء النازحين القادمين من الجمهورية العربية اليمنية إلى عدن ومحافظات الجنوب العربي، وتوثيق بياناتهم وعناوينهم والعمل على تقديم الدعم لهم، ومن الممكن أن تشكل المخيمات الخاصة خارج المدينة حلاً محتملاً لإيواء النازحين وتخفيف الضغط على موارد المدينة.
*
وبينما تتصارع عدن مع هذا التحدي غير المسبوق، ينصب التركيز على توحيد الجهود بين أصحاب المصلحة المحليين والإقليميين والدوليين لمعالجة الجوانب المتعددة الأوجه للأزمات في عدن وحضرموت والمهرة وعلى رأسها ازمة النزوح غير المبرر من أراضي الجمهورية العربية اليمنية، والأمل هو أنه من خلال العمل المتضافر، يمكن التخفيف من الآثار السلبية لتدفق النازحين، ويمكن لعدن والمحافظات الجنوبية الأخرى أن تتحرك نحو مستقبل أكثر استقرارًا واستدامة.