..........................
*الاسلام يحث على التصالح والتسامح*
..........................
قال الله تعالى

فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُوا۟ ذَاتَ بَیۡنِكُمۡۖ وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ)
ان التصالح والتسامح الذي اعلنه الحراك الجنوبي السلمي في المسيرة المليونية السلمية ،في مثل هذا الشهر في ٢٠٠٧/٧/٧م والذي يعتبر ذلك امتداد لاعلان التصالح والتسامح من جمعية ردفان الخيرية في ١٣ يناير ٢٠٠٦م.
يعتبر ذلك من مقاصد ديننا الاسلامي الحنيف ،وهو واجب ديني قبل ان يكون واجبا وطنيا ،ذلك ان التصالح والتسامح ،له قيمة دينية وحضارية ،وهو البريد الموصل لترسيخ وتعزيز وشائج القربى ، و السلام الاجتماعي ،و السكينة العامة ،و الامن والاستقرار.
لذلك كله فان اعلان اليوم المشهود ،يوم التصالح والتسامح في ٢٠٠٧/٧/٧م والذي يتشوف له ديننا الاسلامي الحنيف ،يجب ان يكون هذا التصالح والتسامح ،منهاج حياه ،وميثاق شرف للمجلس الانتقالي الجنوبي و لكل المكونات الاجتماعية والحركات الوطنية الجنوبية ،والسؤال الذي يضع نفسه ،وامام استحقاقات شعبنا الجنوبي العظيم لاهدافه المنشودة و المشروعة الحقوقية و السياسية والمصيرية.
و وفاءً لمجاهدينا الابطال ،و مناضلينا الاحرار ،و شهدائنا الابرار ،في المسيرة الوطنية التحررية ،ماضيا وحاضرا.
ماهو تصورنا ورؤيتنا اليوم حول مستقبل جنوبنا الحبيب ؟ وما هي افضل الخيارات الممكنه ،التي تطرح لأستعادة جنوبنا المكلوم والمقهور ،لحريته واستقلاله وكرامته وحقوقه المشروعة؟
خاصة بعد ان تم الغاء الوحدة الاندماجية بين الشمال والجنوب ،بسبب الغزو العدواني التكفيري ،عام ٩٤م وعام ٢٠١٥ على جنوبنا المسلم والمسالم ،واستمرار العدوان التكفيري على شعبنا الجنوبي حتى وقتنا الحاضر ، و اخيرا الاعتداء الوحشي على المتظاهرين السلميين في سيئون ،والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
مع العلم ان اليمن شمالا وجنوبا لا يزال تحت الوصاية الدولية وتحت البند السابع ،بل واصبح اليمن ساحة للصراع المحلي والاقليمي والدولي.
لذالك ونحن حاليا في الاشهر الحرم الذي يحرم فيها القتال والظلم والعدوان كما قال تعالى

فَلَا تَظۡلِمُوا۟ فِیهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ) ،فاننا نناشد الاخوه في مجلس القيادة الرئاسي ،ودول التحالف العربي ،والمنظومة الدولية ،وكل من يؤمن بالله واليوم الآخر ،نناشد الجميع العمل فورا على سحب قوات المنطقة العسكرية الاولى من وادي حضرموت الى المناطق الشماليه ،وان يحل محلها قوات النخبة الحضرمية.
انها حضرموت قلب الجنوب النابض ،ومهد نشر الدعوه الاسلاميه السمحاء في انحاء العالم ، انها حضرموت الامن والايمان ،والسلامة والاسلام ،والتصالح والسلام ،والتسامح والوئام ،والوسطية والاعتدال.
مذكرين الجميع ان من حمل علينا السلاح فليس منا ،وان كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ،هكذا يرشدنا رسولنا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي هذا الصدد فاننا نعتقد ان اهداف شعبنا الجنوبي المشروعة والحقوقية و المصيرية ، لن تتحقق إلّا اذا التزم الجميع بمبدأ التصالح و التسامح ، و التوحد و العفو عما سلف ، و قبول بعضنا لبعض، مهما اختلفت الآراء، و الخيارات الوطنية، نتعاون فيما نتفق عليه ، و نتسامح فيما نختلف عليه،
و معلوم ان الجنوب يتسع للجميع .
قال الله تعالى

۞ لَّا خَیۡرَ فِی كَثِیرࣲ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَـٰحِۭ بَیۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ ٱبۡتِغَاۤءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِیهِ أَجۡرًا عَظِیمࣰا).
ومع ذلك نؤكد على ترسيخ أواصر القربى مع اشقائنا في الشمال القائمة على حسن الجوار ،والعلاقات المتكافئه ،والاحترام المتبادل والتعايش السلمي ،والتصالح والتسامح ، كما كنا عليه قبل ٢٢ مايو عام ٩٠م اخوة متحابين متراحمين ومتكافلين تجمعنا الاخوه الايمانية الصادقه ،بدلا من الوحدو الاندماجية الفاشلة ،قال الله تعالى

إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةࣱ فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَ أَخَوَیۡكُمۡۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ).
وفي نفس الوقت ينبغي التمسك اولا واخيرا بديننا الاسلامي الحنيف ،فهو صمام الامان لمعاشنا ومعادنا وحاضرنا ومستقبلنا.
انه دين الله في ارضه ،دين الوسطية والاعتدال ، و التسامح والوئام ،والتصالح والوفاق ،والتوحد والامان ،والعدالة والسلام ،والرخاء و الاستقرار.
مذكرين الجميع انه من لم يلتزم بالتصالح والتسامح ،و المصالحة الوطنية ،و لم يحزم امره ،و يوحد جمعه ،لا ينتظر من الاخرين مساعدته ،(فالجماعة رحمه ،والفرقة عذاب ،ويد الله مع الجماعه ،ومن شذّ شذّ في النار).
قال الله تعالى

وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَـٰزَعُوا۟ فَتَفۡشَلُوا۟ وَتَذۡهَبَ رِیحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ) صدق الله العظيم.
وقال الشاعر:
تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا *
واذا افترقن تكسرت آحادا *
اللّهم هيئ لنا من امرنا رشدا ،و وحد صفوفنا واجمع كلمتنا ،واصلح ذات بيننا ،و الّف بين قلوبنا ،واكفنا شر اعدائنا ،ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا ،
وربنا يوفقنا لما فيه خير ديننا ودنيانا ، ويجعلنا من الذين يستمعون القول والرأي الاخر فيتبعون احسنه ، اللّهم آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تقديم /يحيى عبدالله قحطان.