الأزارق ...................... وأعراس المآتم .
هي _ بكل قراها _ , مديرية فقيرة المصادر , ثرية الإنسانية والضمائر , قد ترى رجلها أسفع الوجه من شظف الحياة , لكنه أنصع مصانع الإباء , وأشهق أوطاد المروءة .
الأزرقي , ليس لين العريكة , ولا ينام على ضيم , ولا يرضخ للأخطار , حين يمس عرضه أو دينه أو تربته .* فحين يستسلم الآخر , يزبئر الأزرقي كالغضنفر , وحين يخنع الآخر ويرضى بالدون , ويقبل بالمساومات , يأنف هو , فيقاوم ويصاول ويتبختر .
منذ القدم وهي فادية ومفتدية , منذ أن أهرق الشيخ " محمد عواس " دم الكلونيل الانكليزي " ديفيد " , حين أتاه إلى قريته , نافشاً ريش غطرسته , فارداً ذيل عجرفته , ظاناً أن بمقدوره إحناء الرجل , وإركاع كبريائه , وبالنهاية عاد المغرور مضرجاً بدمائه , مسربلاً مع " عوالقه " بأذيال الخيبة والوبال , والحمد لله المتعال .
بالأخير :
كانت ومازالت وستظل الأزارق , مهد الافتداء , وعرين الآساد , والموطن الوحيد الذي يقول للزمن : لا .
إذا أصر على الإهانة , أو اقتاتت أنذاله وطواغيته , على خبز كبرياء الأصلاب , وماء إحناء الترائب .*
دمت يا الأزارق , للشرف راية , وللعز بيرق .
_______________________ يعسوب الكتب
|