عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-05-23, 03:59 AM   #1108
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,942
افتراضي

الوحدة، والانفصال مفاهيم زائفة:
اقراء موضوع مهم
منشور منذ عشر سنوات.
موقع أخبار الساعة:

اليمنيين ضحية الوعي الزائف.. والوحدة والانفصال مفاهيم خلفها الوعي الزائف بتاريخ: 14-05-2011 كتب، د.فضل الربيعي

لقد ابتلينا نحن اليمنيين أكثر من غيرنا بالوعي الزائف الذي سيطر على عقولنا وعواطفنا ولم يترك مساحات لمنطق الوعي الحقيقي والمبني على البراهين والحجج العقلية ، وصار هذا الوعي هو السائد في المحتمع، الذي ينتج مخرجات زائفه تتعامل مع معطيات الحاضر بمنطق الماضي المزيف ، بمعنى لا وجود للحاضر فحاضرنا هو ماضينا المتراكم بتعقيداته الجديدة ، بذلك يستحال التطلع الى المستقبل فالذي حاضره ماضيه لا يستطيع ان يصنع مستقبل جديد خالي من رواسب الماضي وتعقيدات الحاضر . ودعوني هنا اتناول الوعي الزائف لمفهومي الوحدة والانفصال. كيف جاءت هذه المفاهيم ، وكيف جرى التعامل معها واثار ذلك على اليمن ومستقبله. وسوف نبحث ذلك من منظور التوغل في المداخل الحقيقة للحلول الجذرية لما يتعلق بالقضية الجنوبية، بين مفهومي الوحدة والانفصال ؟ وذلك من خلال البدء بالانقلاب على الوعي الزائف وتصحيح الفكر الخاطئ عن مفهوم الوحدة اليمنية التي بنيت على وعي زائف روجت له النخب السياسية الحاكمة وكرسه الخطاب السياسي للأنظمة السياسية المتعاقبة في اليمن والقوى السياسية بأطرافها المختلفة كالقوميين/ اليساريين/ الاسلاميين/ ونظامي الحكم السابقين في الشمال والجنوب.واخطرها ذلك الخطاب السياسي للنظام الحالي الذي بدأها كمشروع زائف منذ مطلع التسعينات . جميع هذه القوى وان اختلفت في فهمها أو رؤيتها للوحدة لكنها لم تقم على قاعدة الوعي الحقيقي لفهم ذلك ولم تستند على معرفة علمية معمقة لاستيعاب الاستحقاقات المبينة على معرفة الحقائق وليس كما انتجها الفكر الزائف الذي وروجت لها السياسة والمصالح الفئوية. دعوني هنا اثبت لكم ما اقوله عن الوعي الزائف هو ذلك التحول والتنغير عند النخب والدعاة السياسيين ، حيث لوحظ أن الذي كان يقف معارضاً وبقوة لقيام الوحدة في مطلع التسعينات، ولم يعترف بالوحدة بل اعتبروها كفراً، فبعد فترة وجيزة من الزمن نجدهم على النقيض من ذلك فقد انقلبوا على افكارهم وصاروا مدافعين عن الوحدة ومن فكرة الوحدة كفراً صارت الوحدة مقدسة والخروج عنها كفر، ورسخوا في الواقع مفهوم الانفصال مقابل الوحدة واعتبروا الراي أو الموقف المخالف لهم هو انفصال عن الوحدة بوصفهم الوحدويين حتى انهم اطلقوا على الحرب التي شنوها عام 1994م حرب الانفصال أو حرب الردّة والانفصال، اعطوها الصبغة الدينية، وهم من روج في المجتمع مفهوم الوحدة أو الموت قبل اعلانهم الحرب على من سيطلقون عليه الانفصال الطرف المهزوم في الحرب ، ولو افترضنا ان الطرف الاخر هو المنتصر بالحرب فكان يدعي بالوحدة والاخر انفصالي.
فهل ذلك وعي حقيقي ام وعي زائف؟؟ اذا لم يكن في الأصل والمنطق والواقع ان هناك وحدة أو انفصال مبنية على منطق العفل والاستحقاق الحضاري والتاريخي والاجتماعي. كما ان بنية الوعي الجمعي لم تبنى على معايير علمية وعقلية تحدد ماهي الوحدة وأسسها وما هو الانفصال وأسسه بالاستناد الى معطيات الواقع ومنطق العقل بحيث يتم الحديث عن وحدة او انفصال بل مفاهيم خلفتها مشاريع واجندة سياسية تتصل بمصالح واجندة خارجية ايضاً. ومحاولة الغوص في فهم الابعاد السوسيونفسية للشخصية اليمنية التي تعاملت مع مفاهيم الوحدة والانفصال. نلاحظ غياب الوعي الحقيقي العقلي من هذه المسألة وتحكم بها اللاوعي او اللاشعور الذي كان اقوى من الوعي والشعور العقلي المبين على الخلفيتين الاجتماعية والنفسية الراسبة في اذهان هذه الشخصية، فالذين يصفونهم بالانفصاليين لا يشعرون بأنهم انفصاليين ولا يقرون بذلك اصلاً فهم في الواقع يحملون وعي آخر عن الوحدة وعن الانفصال، وبالتالي عدم وجود الوحدة التي ذهبوا اليها، فإن مواقفهم من الوحدة التي يدعيها الاخر بمفهومه، فذلك لا يعني موقفهم منها انفصال، وفي المقابل ان من يدعي بأنه وحدوي لا يرى نفسه في الاصل وحدوي وانما اثبات وحدويته من خلال ادعاء الآخر بانه انفصالي فإذا لم يقم بذلك فلا يمكن الحديث عن وحدويته. ومن ثم فإن رفع شعار الوحدة والدفاع عنها هو الذي وفر له في مبرر موقفه تجاه الاخر والغاءه، فإذا لم يقم بذلك لما استطاع اخفاء مواقفه تلك التي كرسها الوعي الزائف عنده، فذلك الادعاء يخفي تحته سلوك المتناقض لمفهوم الوحدة الحقيقية وقد نجد الموقف عند الطرف الاخر اكثر تعقيداً من الأول بل يمكن القول أن ما جرى في الواقع قد أحدث تأثيراً كبيراً في نفسيته وربما كان الأول أحياناً كثيره نتيجة ما يقوم به من أفعال أو سلوك في تعامله مع مفهوم الوحدة والانفصال قائم على الخلفية النفسية والاجتماعية عنده والمبنية على أساس المصلحة البرجمانية وطالما هي كذلك فإن آثارها مهما كانت النتائج ليست مباشرة على نفسيته وشخصيته الاجتماعية في حين أن الأخرى لم يكن تعاطيه وتعامله مع مفهوم الوحدة أو الانفصال مبني على المصلحة بل على مواقف ايدلوجية وفكرية تدعمها التوجهات والقيم العالمية ، لذا يمكن القول أن تلك المواقف الزائفه قد ذهبت مع رياح التغيير العالمية وألقت بآثارها على هؤلاء وهنا كان التأثير واضحاً على الشخصية الجنوبية وخصوصاً عندما عاشت لحظة استنفاع أو استمتاع الاخرى بما احتفظت به وأمتعنت عن الاستمتاع به لسنوات طويله،كما حرم منها حاليا ، الامر الذي ترك شروخاً كبيرة في هذه النفسية وعليه فإن أي معالجة للقضية الجنوبية تطلب أولا المراجعة الشاملة للوعي الزائف من مفهوم الوحدة أو الانفصال وتصحيح ما خربه ويخرب هذا الوعي حالياً في بنية الفكر التي تعيد إنتاج الماضي بقوالب جديدة . لذا لا بد من إعادة بناء معايير وأسس يستقيم عليها مفهومي الوحدة والانفصال، وليس بالضرورة ان تتكون ٠ الوحدة هي قيام دولة واحدة ، او ان الانفصال قطيعه وعدا واحتراب من الاخر؟. ونعيد قرإة ما يطرحه الاخرين عندما يحسسونا بأنهم حريصين على وحدة اليمن وتخويفنا من تشطيره أو انقسامه، إذ ينبغي علينا التأكد من صحة وخلفية ما يطرحونه فهل من انقلاب في الفكر أولا يخرجنا من دوامة الصراعات فقد انشغنا كثيرا بهذه المفاهيم وغيرها كالتقدم والتخلف، السلفية والتحديث.التي ابعدتنا عن السير في ركاب التطور العالمي . فنحن بحاجة إلى ان نتحرر من لعنة تلك المفاهيم التي ابتلينا بها منذ قدم الزمن، الوحدة، الانفصال، الثورة الأم، والبنت، الشطر الجنوبي، الشطر الشمالي كلها مفاهيم زائفة.

_ ناشط سياسي وباحث أكاديمي

موقع أخبار الساعة؛ :
اقرأ الموضوع من هنا : https://hournews.net/news-4021.htm
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس