عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-10-04, 05:29 AM   #344
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,955
افتراضي

*لمصلحة من يدفع بالجنوب الى حافة الهاوية*

تشير الوقائع بأن هناك من يدفع بالجنوب الى شفير الهاوية بشكل متعمد ومنذ تحرير عدن والجنوب .. والأطماع تتجلى لبعض الجهات بأن لديها خطط لملىء الفراغ، ومنذ البداية كانت تعد العدة للسيطرة على عدن والمحافظات المجاوره لها عبر أدواتها الارهابية، وتحويلها الى إمارة داعشية، ولما فشلت أوعزت لدواعشها في المكلا في السيطرة على المدينة على الرغم من وجود قوات ضخمة هناك تابعة لنظام 7/7 ، هذا النظام الذي انقسم قسمين .. قسم ظل في صنعاء مع الحوثي والقسم الاخر تحول الى الشرعية واصبح المتحكم بمفاصلها، وظلت القاعدة تسيطر على المكلا حتى تم تحريرها في ابريل من عام 2016.

وأما في عدن .. تحولت إلى تنفيذ خطة (ب)، وهي تعطيل الخدمات الضرورية وتجميد حياة المواطنين، لا بل يقوموا وبإصرار على إذلالهم وتجويعهم بحجب مرتباتهم والعالم يتفرج ولا يحرك ساكن، حتى المبعوث الدولي كل إحاطاته المتكرره لمجلس الأمن ولا يتذكر بان هناك شعب في الجنوب موجود على الخارطة.

لا أحد يعرف هل لأن تحرير عدن وكل الجنوب خلال اشهر قليلة انجزها أبناء الجنوب بدعم التحالف كانت غلطة وسيعاقب عليها شعب الجنوب بهذه الفضاعة والحدة، وهل الجنوبيون بتماهيهم مع المشروع العربي كما كانوا يعتقدون أن ذلك كان واجب عليهم أيضا هو السبب في تحويل حياتهم الى جحيم ... حتى الآن لا زال الجنوب يتحمل كل هذه الصدمات بصبر وأناة لكن السؤال وهل هناك جهات تريد أن تدفع الجنوب ليتخذ مواقف متطرفة لكي تحصل على مبرر بالتخلي عن إلتزاماتها وتذهب بعيدا لتسوية الأوضاع الأخرى وتتجاهل قضية الجنوب واستحقاقاتها الوطنية.

شعب الجنوب كالبحر ان هاج يلفظ الأجسام العفنة والغريبة، والحذر من الاستمرار في إهانته وإذلاله فلا احد يستطيع التنبؤ بالعواقب مستقبلاً، والسؤال كيف تحولت بوصلة الشرعية من إتجاه صنعاء إلى عدن، وهل الجنوب هو الذي طرد الشرعية وسلبها الحكم أم أن هذه الشرعية لجأت للجنوب واحتضنها ودافع عنها وسلمها الأرض لكي تقف عليها أمام الإنقلابيين !! لكن من خلال الوقائع نستنتج بان ما جرى في صنعاء من إنقلاب وطردها من صنعاء يعتبر مسرحية أعدت فصولها بأحكام والهدف كله هو استدراج التحالف ومن ثم استنزافه وبمساعدته يتم اعادة إحتلال الجنوب لإحكام السيطرة عليه مرة اخرى واعادة تقسيم ثرواته من جديد لكي يستوعب من تم إقصائه في الإحتلال الاول في عام 94م

وقائع سير الحرب خلال ست سنوات ومن خلال الدعم الهائل التي قدم للشرعية من قبل التحالف يمكن تحرير عشر عواصم عربية وليس صنعاء لوحدها، شاهدنا المعارك عبر شاشات التلفزيون ولكننا كنّا نرى النتيجة أن جيش الشرعية أخلى الجبهات واحده تلو الاخرى دون معارك، وتنسحب قواته تاركة الأسلحة والمعدات ورائها ونجد هذ الجيش في لحظات وهو يعبر الحدود الجنوبية بحرية تامة ويهرول نحو العاصمة عدن للإستيلاء عليها تاركًا (عدوه اللدود) خلفه في أمان وسلام بينما لا زالت القوات الجنوبية تقاتل في مواقعها بالمحافظات الشماليه ولم تخلي مواقعها للانقلابيين حتى الآن

ولقد أوقفت حياة الناس في المحافظات الجنوبية عمدًا لكي تأتي اللحظة المناسبة لكي تنقض عسكرياً على الجنوب ويكون الطريق سالك أمامها بعد أن أحدثت صدعًا كبيرًا في حياتهم ولكنها فشلت رغم المحاولات المتعددة حتى اللحظة ولهذا تحولت الى خطة (ج)، وهو الدفع بعشرات الآلاف من المواطنين الشماليين للنزوح إلى الجنوب بحجة الحرب ويقوم نظام 7/7 بالصرف على إقامتهم في عدن والجنوب من دخل المحافظات الجنوبية ويمنع دفع مرتبات الجنوبيين بشكل متعمد لإذلالهم وتركيعهم وهي بذلك النزوح تريد تغيير الوضع الديمغرافي في الجنوب بالسيطره على اَي مساحة فاضية في عدن حتى الشواطىء والجبال، وبهذا التصرف يعتبر إعلان حرب على الجنوب بطريقة أخرى الذي لن يقبله الجنوبيون مهما كلفهم ذلك من ثمن لأن ذلك يدخل في اطار الإبادة الجماعية للإستيلاء على أرض شعب آخر، وعلاوة على ذلك هناك خطة (د)، وهي تشجيع اللجوء من القرن الأفريقي إلى عدن والجنوب على الرغم من إنها مناطق حروب ليست مؤهلة للجوء وعدن تعج بعشرات الآلاف من الأفارقة وهناك من يمولهم ورواتبهم تصل بإنتظام بتحويلات عبر مراكز الصرافة.

هناك تعد خطة جديده (هـ) وهي نقل مركز الثقل المالي لنسخ من شركات حزب الاصلاح (الإخوان المسلمين)، إلى عدن ومنها شركة سباء فون وجامعة العلوم والتكنولوجيا وجامعة الإيمان والمعاهد العلمية، كما تم نقل معاهد دينية توزعت على محافظات الجنوب تدرس أجيال خارج نطاق التعليم الحكومي، كل هذه وغيرها من الأمور التي لم تظهر الى الآن هي عملية إحكام السيطرة على الجنوب من كل النواحي العسكرية والأمنية والاقتصادية والتجارية والدينية وايضاً توفير قاعدة سكانية لإستخدامها لتنفيذ الاجندات التي تريد تنفيذها في الجنوب وهي عملية استكمال لما تم السيطرة علية في السابق من قطاعات نفطية والغاز وشركات الأسماك وكلها شركات تابعة لقيادات في نظام 7/7، وتريد بكل هذا ضمان تواجدها في الجنوب أما العودة إلى صنعاء فأصبحت مستحيلة إلا بشروط الحوثي وهذا ما سيتم لاحقاً أو يجري التفاوض عليه حالياً

وعندما أضاعوا دولتهم في صنعاء إستقبلهم شعب الجنوب في عدن وهم هاربين لا يلوون على شيىء وحرر لهم الجنوب وعدن، وقدم لهم أرض لكي تستمر شرعيتهم لكنهم أبو إلا أن يجازوا هذا الشعب الحر الكريم بما يفعلوه الآن من تصرفات حمقاء، ويعتقدون أن ذلك سيمر وهم يتغطون تحت الشرعية الدولية والتحالف العربي.

كل هذه الخطط التي تديرها هذه الجهات تدفع لإنهيار السلم الإجتماعي في الجنوب وإغراقه بفيضان بشري ينتشرون في المدن الجنوبية، وهذه العملية مبرمجة، وإلا كيف لنازح يمكنه من شراء المنازل وتعمير البيوت والاستثمار في عدن ينتشرون في الجبال والمتنفسات وفِي الأحياء السكنية وفي بناء العشوائيات وظهور مدن جديدة عشوائية وهذا يعني بأن هذه السياسة ترمي إلى إحلال سكان مكان آخرين، وفي نفس الوقت تعرقل كل إتفاقات الرياض 1 و 2، وتماطل لكسب الوقت حتى تضع الجنوبيين في مأزق لا أحد يعلم ردة فعل الجنوب تجاه هذه السياسية الخرقاء

أي عقل جهنمي هذا الذي يخطط لمثل هذه الأمور نحن فهمنا بأنها أقفلت باب العودة إلى صنعاء لكن أن تزج بالناس في حروب أهليه قد تصل إلى مستوى مثل ما حدث في مناطق أخرى من العالم - لا سمح الله - وهذا الذي يجب على التحالف العربي ومجلس الأمن أن يتنبه للمأزق القادم قبل أن يقع الفأس بالرأس، وحتى لا يشاركوا في تحمل المسؤولية عن أفعال نظام 7/7، ولهذا نأمل أن يزال التخبط الذي نلاحظه اليوم في فهم الوضع في اليمن والجنوب من قبل التحالف والأمم المتحدة ممثلة بمجلس الأمن، وعدم تكرار التساهل وعدم الجدية في التعامل مع الأزمة اليمنية التي نشأت منذ توحيد الجنوب مع الشمال وما جرى في الماضي من التعاطي معها وكأنها لا تخص إلا المتصارعين على الساحة، وسمح الإقليم والعالم في حسمها لصالح طرف في العام 94 م، واعتقد الكل بأن الأمر انتهى عند هذه النقطة وحاول الجميع طي الصفحة وكأنها من الماضي وسارت العملية وكل يرى ومهتم بما يخصه من المشهد دونما مبالاه لنتائج ما حصل ويحصل لبقية المشهد السياسي، واكتفى كل منهم بأخذ نصيبه من الكعكة ولم يتصور احد بان البركان لا زال تحت الرماد منتظر اللحظة لكي ينفجر فالجنوب لديه صاحب وهو شعب الجنوب وتجاوزه يعني إشعال فتيل حروب متعددة مستقبلاً.

قاسم عبدالرب العفيف
2/10/2020
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس