....إنقذوا مياه أبار يافع....
يقولون ثلاثة أشياء يكسبن الحياة والبهاء والسعادة. وهي الماء والخضرة والوجه الحسن .
يافع حوت هذا الثلاث وزادت والبنيان ولكنها على وشك ان تخسر الماء وهو الحياة.
وعن روائع يافع فالبنيان الشامخة والعمران المتعوب عليه جعلها لوحة تسر الناظرين فأهل يافع يغدقون على العمران اكثر من إغداقهم على طعامهم ، وهنا يرتقي الفن والذوق والجمال والابداع.
يافع اليوم لوحة متالقة من الجمال والسحر والدهشة، ولكن ماء يافع ربما سوف يصيب يافع بمتاعب لا حصر لها ، ولا منجاة منها اذا اهملوا معالجات مياه الصرف فهو يتربص بهم ويتوخاهم .
تنبه اخي احمد المفلحي حيّاه الله - مكتب المفلحي- قرية منفرة- ، تنبه الى ان يسال الاستاذ علي صالح اليافعي حفظه الله - وهو للعلم صديقي الصدوق - علما ان الاخ الفضل علي صالح محمد نال -جائزة العر - وهذا وسام يستحقه وبجدارة .
سأل الاخ احمد المفلحي ان يساعده الاخ علي صالح في التصاميم ويشرح له في كيفية نجاحه في تنقية مياه الصرف ، والذي تمكن من ترشيحه وتنقيته عبر احواض ترسيب ، فحصل على ماء نقي صالح للزراعة .
زرع الاخ صالح في فناء منزله بيافع بستاناً وارفاً حول منزله الجميل في (ذيصرا ) مكتب الحضرمي . الى جنينة جميلة تجود بالفواكه وبري تلك الاشجار بمياه الصرف المرشحة وهذا الانجاز الملهم هو الحل لمياه الصرف في يافع.
اصبح اليوم بستان الاستاذ علي صالح محمد ، يدني بقطوفه من الفواكه ويجود له بالجمال والظل والبهاء، كل ذلك كان بسبب تنبهه قبل سنوات لتنقية مياه الصرف وتحويله من مشكلة الى حل .
وعن التنقية بالترسيب فهي ليست كما يقولون ( علوم الصواريخ) بل هي فكرة سهلة يمكن لقرى يافع جميعها ان تطبقها وان تحيي الارض وتنقذ مياه الابار في يافع من وباء التلوث.
يقول صديقي الاستاذ علي صالح محمد حيّاه الله وهو للعلم شقيق معالي الاستاذ سالم صالح محمد حفظه الله. يقول ان مشروعه في تنقية مياه الصرف لجدير ان تستلهم منه الناس الحلول قبل ان تتلوث مياه وتربة يافع وبيئتها واذا تلوثت التربة فقد وقعت الواقعة .
أتبادل مع صديقي الاستاذ -علي صالح محمد- الرسائل والأفكار واهمها نقل تجربته لتعميمها على يافع . فطلب من قريبة المهندس - معين الماس- حياه الله طلب منه ان يوافينا برسومات وتصميمات وإرشادات في كيفية إنشاء خزانات الترسيب .
وكان المهندس -معين - عند ثقتنا به وزاد أن مدنا بالإرشادات الكتابية ونصح بأن ننسق معه لسفر مهندس متخصص لتحديد المواقع للقرى التي ترغب في حل مشكلة مياه الصرف وتحويلها الى مياه ري لأشجار الفاكهة والزينة.
على ان الاخ احمد المفلحي من منفرة قد تنبه الى ان مشروع الصرف الذي تعاونوا في اقامته ابناء - منفرة المفلحي- لم يكن حسب المواصفات وهو اليوم ينسق مع المهندس معين لانشاء خزان صرف رسوبي مركزي لقرية منفرة .
يقول الاخ احمد المفلحي ، في احد المرات قررنا اخذ عينات من ابار مختلفة في يافع ، وكانت النتيجة أن كل الابار تختزن مياه ملوثة وبعضها شديدة التلوث فلا يصلح الماءحتى لغسل الملابس .
يافع تحتاج همتكم ، وكما كانت يافع سباقة في شق الطرقات وفي رصف القرى وإنارتها بالطاقة الشمسية بل وهي الدرع والحصن الحصين . فاليوم نهيب بكم في انقاذ يافع من هذه المشكلة التي تفتك بصحة سكانها وبيئتها .
وعن المهندس - معين الماس- الذي يقيم في صنعاء فهو كما اوضح مستعد للتعاون بل هو للعلم شديد التوق للمساعدة في دعم تجربة تنقية مياه الصرف وتخليصها من سميتها ، فهذا المهندس والإنسان له تجربة في هذا المجال واشرف على اقامة مشاريع تنقية مياه الصرف في مناطق في اليمن .
تحدثت مع المهندس - معين الماس - عبر رسائل الواتس وتمنيت ان احول رقمه لمن يود الإستئناس بمشورته ، فرحب بالفكرة مشكوراً، ونصحني بان لا يكون مشروع الأحواض فردي بل جماعي لقرية او تجمع سكاني .
كما نصح بأن ينتدب مهندس من جهته للإشراف والإرشاد في تنفيذ هذا المشروع الحيوي عندما تقرر بعض القرى رغبتها بطلوع مهندس ليحدد مواقع الخزانات وذلك لاهمية الموقع فنيا .
البيئة هي الحاضن وهي الأم وهي السكن والصحة ، فاذا تلوثت البيئة فتلك فاجعة تتربص بنا ولا ندركها فهل نتداركها .واذا تلوثت التربة فنحن نواجه مشكلة مستعصية .
نحتاج فزعتكم يا اهلنا الكرام فنحن اليوم وبعد ان تبينا الضرر والكارثة ، نحن اليوم مطالبون ان نبذل الجهد فمياه الامطار تستقبلها الابار الملوثة بمياه الصرف الصحي فيتسمم الماء بل والتربة وتفتك هذه السموم بالانسان .
شكرا سلفاً لتجاوبكم واتوقع ان أتسلم ما يشجعنا جميعا على ان ننجز مشروع تجريبي لتنقية مياه الصرف ، لتعم التجربة بعدها ان شاء الله كل القرى وبالتعاون مع بلدية يافع مستقبلاً .
شكرا لاخي الاستاذ علي صالح محمد فهو رائد لهذه التجربة .وشكرا للمهندس معين الماس والشكر موصولاً لاخي احمد المفلحي الذي تنبه لهذه المشكلة فقام بأخذ عينات من مياه ابار عشوائية فهاله ماء هي عليه ماء يافع من تلوث بل وسمية .
اهل يافع صنعوا يافع ،فقد كانت امتداداً موحشاً من الصخور والجبال فتحولت اليوم الى مدينة ممتده تعانق النجوم وتشتاقُ ان ترسل اليها الشمس قبلتها الاولى .
فاروق المفلحي
تاريخ ١ إكتوبر ٢٠٢٠م
|