[مدفع الجنوب]

حسن السوق ولا حسن البضاعة مقولة يستخدمها كل من يملك بضاعة جيدة و لم يجد من يسأل عنها كذلك في الجامعة كنا ندرس في الإدارة فن التسويق الذي مع مرور الزمن أصبح من أهم التخصصات الإدارية بل و أصبح من العلوم المطلوبة في كل مناحي الحياة حتى على صعيد الحياة العائلية.و لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل لعلم التسويق و الترويج حاجة في القضايا الوطنية منقطعة الدلالة منقطعة الثبوت ؟؟؟بالنسبة لي أقول نعم له أكبر الأثر و أعظم الحاجة في القضايا الوطنية لأننا إذا تعلمنا فن التسويق و الترويج سوف نخفف من الثمن الذي يجب علينا دفعة للوصول بقضيتنا إلى بر الأمان .
سؤال آخر قد يخطر على بال القارئ و هو ما علاقة قضيتنا الجنوبية بالعنوان حسن السوق ولا حسن البضاعة ؟؟ فأقول من وجهة نظري إن قضيتنا الجنوبية هي أعظم قضايا العالم في هذا الزمن لما لتداعياتها من تأثير على العالم أجمع بصفة عامة و على منطقة الخليج بصفة خاصة و إن كان الدكتور العطية لم يذكرها لا بالتلميح ولا بالتصريح فإنه ليس الملام و لكن الملام هم القائمون على قضيتنا من أبناء الجنوب و الذين لم يفهموا قول ابي بكر الصديق رضي الله عنه ( إن لله عملاً في النهار لا يقبله في الليل و إن لله عملاً في الليل لا يقبله في النهار ) .
ففي الوقت الذي تسلطت أنظار العالم و كل المنابر الإعلامية و المنظمات الدولية و الإنسانية و مراكز البحوث العالمية على اليمن بفعل الحرب الدائرة رحاها في محافظة صعدة و التي أوصلت قضية الحوثي إلى كل بيت عربي وأوربي . نجد بالمقابل صمت رهيب في الجنوب فلم يعد هناك أي دعوى لمهرجان أو مظاهره سلمية للحراك الجنوبي في المدن الرئيسية و أقتصر نشاط الحراك الجنوبي في الأرياف و الجبال النائية التي تعتبر محررة ضمنياً فلا وجود للحكومة اليمنية فيها ولا للأعلام اليمني فيها فكيف بالعالم.و هنا نقول للقيادات السياسية التي ركبت موجة ثورة الشعب الجنوبي (( إن لكل مقامٍ مقال )) ولا يجدي الصمت عندما يكون الكلام واجباً ولا يجدي الكلام عندما يكون الصراخ واجباً بل لا يجوز التعبد عندما يتوجب الجهاد و قد أرسل عبدالله بن المبارك للفضيل بن عياض عندما ذهب الأول للجهاد و الثاني اعتكف في مكة للعبادة فقال ابن المبارك :
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك بالعبادة تلعب *** من ذا يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب
وهنا نقول لقيادات الحراك ما قاله عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص ( فإما اعتدلت و إما اعتزلت ) , إن الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي يحضرها زعماء العالم على وشك الاجتماع فماذا أعددتم ؟ .
إن الجامعة العربية تجتمع لمناقشة قضية الحوثي فماذا فعلتم للقضية الجنوبية ؟
إن دول مجلس التعاون الخليجي تتناقش حول قضية الحوثي فماذا قلتم لهم حول القضية الجنوبية غير ما قلناه لهم ؟
ختاماً
نقول لقيادات الحراك أنكم قد تصدرتم صفوف الشعب الجنوبي فإن لم تقوموا بما يجب القيام به فاعلوا أن الشعب الجنوبي قادرٌ على صنع رجال على قدر المسئولية ينبرون لقضيته فيرفعونها إلى عنان السماء و قد وهبوا أنفسهم و أموالهم و أولادهم لقضيتهم .
ونقول للقارئ من هو المستفيد من تجميد الحراك في المدن الرئيسية في هذه الآونة غير أعداء حرية الشعب الجنوبي ؟؟؟؟؟؟
و من هو المتضرر من تجميده غير الشعب الجنوبي ؟؟؟؟؟؟؟
فحذاري من أن يكون النظام قد خطط لاستبدل القضية الجنوبية بقضية الحوثي على طاولة المحاسبة الدولية.
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
ناب بن عاطف8 أيلول 2009