عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-09-07, 07:36 AM   #1
مدفع الجنوب
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-21
الدولة: الجنـــــوب العربي
المشاركات: 8,167
افتراضي حكومة مؤقتة في المنفى مطلب جنوبي ملح ( بقلم : أنيس المفلحي )

نيويورك – لندن " عدن برس " خاص : 6 – 9 – 2009


هناك كثير من التساؤلات والنقاشات يتداولها الجميع تدور حول ما وصلت إليه أوضاع الجنوب المتردية و الظروف الاستثنائية وحالة الطوارئ المستمرة منذُ بدء العدوان وغزو نظام صنعاء .

لقد حرصت في مقالي هذا الذي أوضح من خلاله أهمية تشكيل حكومة جنوبية مؤقتة بالمنفى ، على إن أقوم بالتذكير الدائم قبل دخولي وتطرقي في صلب الموضوع , حول الحقيقة التي لا يختلف أثنين على الإجابة بشأنها عن من هو المسئول و المستفيد من هذا الوضع وفداحة المأساة والمعاناة الحقيقية التي يعيشها المواطن الجنوبي المبتلي بالكوارث في وطن أضعفت قدراته بعد أن نهبت ثروته وطن على حافة الهاوية الفوضوية يعيش شعبه تحت إنقاذ كرامته المنتهكة شعب يبحث عن وطن محتل مسلوب الأرض و الهوية , إن المسؤولية في الأول والأخير على الاحتلال في كل زمان وأي مكان , و أريد الإشارة إلى جملة من ثوابت وسياسة نظام صنعاء الحاضرة في سلوكه تجاه تدمير الجنوب فهو يتماهى بمفاهيمه التي تحمل عداوة وزر التاريخ التي يكنها نظام صنعاء و يقذفها بحقد دفين فقد طالت كل نواحي الحياة في الجنوب بشكل تتنافى مع كل القيم الإنسانية والأخلاقية وهذا جزء من الواقع الصعب الذي فرُض هو أشبه بعهد التتار , فالأوضاع المعيشية والبطالة أتت نتيجة لتسريح مئات الألالف من الكوادر الجنوبية , اما موجات الغلاء المتعمدة تحوم كملك الموت حول رقاب شعب دفع ثمن نزاهته وعروبته , اما الفساد مستفحل كالسرطان يطحن الجنوبيين وهذا هو الوجة الحقيقي والواقع الأخلاقي لسلطة صنعاء , اما بخصوص انفلات الوضع الأمني فهناك فوضى عارمة بعد قرار حل جيش الجنوب النظامي الذي اصبح (جيش خليك في البيت) .


ندرك تماماً إن نظام الجمهورية العربية اليمنية لابدُ رحيله من الجنوب لأن معالم رحيله تتضح جلياً يوماً بعد الأخر من نضال شعبنا المرير المستمر الذي يخوضه ضد وضع الاحتلال الذي يعيشه , ولكنهناك تساؤلات أخرى تدور حول الموقف العربي وعن أسباب الصمت و تجاهل المجتمع الدولي والإقليمي الذي بات كشريك في الأجرام الذي يرتُكب ضد دولة وشعب الجنوب على الرغم من علمهم أن هناك سقوط شهداء واعتقال الآلاف بالإضافة الى ارتفاع الأصوات المنادية باستعادة دولتهم بعد النتائج الكارثة للغزو والاحتلال الذي تسبب في إفشال مشروع الوحدة , وفي الحقيقة إن لم نخرج من حالة العجز والشلل في تدويل قضينا العادلة سيطفح كيل الشعب , لذلك إن الامر الذي جعلني متأكد من أن الطريق الوحيد الذي سيعُجل فك الارتباط و نيل الاستقلال بعد ان حُسّم الجنوبيين هذا الطريق كهدف سامي ونبيل , هو جمع الجهود الوطنية وتفادي بعض صراعات النخب السياسية والشرذمة , فإن المقصد من طرحي هو كسر حاجز الصمت الدولي تمهيداً لتدويل مطالب شعبنا في المحافل الدولية ونرى بأن الآن هي الفرصة السانحة فإن ذهبت لن تعود مرة أخرى
لذلك علينا توحيد الصفوف مع جميع الأطراف السياسية صاحبة المصلحة الحقيقية لإنهاء معاناة شعبنا الجنوبي من الاحتلال , لذلك بروح وحس وطني جنوبي ولدت عندي فكرة على ضرورة مطالبه الجميع بتحمل المسؤولية التاريخية في تشكيل حكومة مؤقته في المنفى وستكون خطوه تحجم من بلطجت نظام الاحتلال في الجنوب , و أول شرط للنجاح : -



1. إعادة بناء نسيج اللحمة بين الجنوبيين و يكمن ذلك في عدم تجاوز الداخل على أساس بناء تحالف صلب على قاعدة التصالح والتسامح كبديل ديمقراطي لإنجاح الدعوة في تشكيل حكومة جنوبية لتمثيل اليمن الجنوبي تكون مناهضة للاحتلال وندً لسلطة صنعاء المحتلة في المحافل الدولية , وهذا ليس أمراً سهلاً على الاحتلال حيث أن مناقشة إمكانية تشكيل حكومة منفى أمر في غاية الأهمية وأضيف إلى ذلك تؤكد شرعية مطالب شعب الجنوب في استعادة دولتهم .



2 إن تشكيل حكومة في المنفى حاجه ملحه في الوقت الحاضر ...تخرج الجميع عن فلسفة الأحزاب وهي اقرب وأفضل صيغة مناسبة و توافقية لجميع التكوينات تمنع العودة بالقضية الجنوبية الى نقطة البداية بالإضافة إلى أنها ستحافظ على ثبات خطوات الثورة الجنوبية .



3. الشرعية الدولية ستفسح المجال لحكومة الجنوب في المنفى التعاطي معها بصفه رسميه وستشكل ورقة ضغط على المجتمع الدولي للاستجابة لإرادة شعب الجنوب الملحة في فك الارتباط مع نظام الجمهورية العربية اليمنية وبناء دولة النظام والقانون في الجنوب لذلك ستكون فكرة تشكيل حكومة المنفى امراً سيلقى استحسان والقبول عند الجميع في الداخل والخارج .



4. تخفيف الضغط والملاحقات والاعتقالات لقيادات الثورة الجنوبية في الداخل والسبب يعود الى أن حكومة المنفى ستجد مساحة واسعة لتتحرك , بالإضافة الى أنها ستحافظ على وحدة القيادة في داخل الوطن المحتل



5. حالة جمهورية اليمن الديمقراطية وضحه ولا تحتاج للتفسير فهي دولة نظام ومؤسسات وقانون ذات سيادة يعترف العالم بشرعيتها تمثل هذه الدولة والشعب حكومة تتمسك بمظلة الشرعية لم تنهار بل غادرة البلاد بسبب حرب الاجتياح التي شنها نظام الجمهورية العربية اليمنية , وهذا يعني سقوط شرعية مشروع الوحدة , اي انُه لا يلزم حكومة الجنوب الشرعية أمام الأسرة الدولية التمسك باتفاقيات الوحدة التي انتهكت وأصبحت وحدة اللحاق وضم بقوة السلاح ومادام الاحتلال الغير شرعي قائم هذا يعني سريان شرعية حكومة الجنوب قائم , بالإضافة الى انها لا تسقط بالتقادم لأنها ما تزال شرعيتها موجودة , ولا ننسى قرارات الشرعية الدولية التي يتجاهل تنفيذها نظام صنعاء .



من هذا المنطلق نتوجه بالنداء الى رجال الجنوب المخلصين إلى سيادة الرئيس علي سالم البيض والرئيس علي ناصر محمد ودولة رئيس الوزراء حيدر ابوبكر العطاس , واللواء الركن وزير الدفاع هيثم قاسم طاهر والأستاذ الفاضل عبد الله الاصنج والأستاذ شعفل عمر علي واللواء الركن صالح عبيد أحمد و المناضل الأستاذ محمد علي أحمد والأستاذ. صالح شايف والأستاذ مطهر مسعد والأستاذ محمد القيرحي واللواء أحمد عبدالله الحسني والأستاذ عبدالله علي والى كل الأوفياء المتواجدين في بلاد الشتات السعي لإنجاح فكرة إعلان تشكيل حكومة مؤقتة في المنفى وتفعيلها وترجمتها على الواقع لتصبح حقيقة يصعب تجاهله كمشروع ضروري يحفظ القضية الجنوبية حيويتها وتأثيرها في المنطقة والعالم.


بمعنى أدق إقامة نظام مؤسساتي حقيقي يرسم من خلاله سياسية رشيدة تردم الفجوات بين النخب , والتعامل بمنتهى الجدية مع العالم الخارجي أضف الى ذلك من ان حكومة المنفى ستخفف الضرر والمخاطر وتهديدات سلطة الاحتلال على قيادات الحراك في الداخل الذين يتعرضون بين الحين والأخر لأبشع أساليب التنكيل , أخيرا اعتقد بأن أهم شي في نجاح المشروع هو اتخاذ القرار الملائم حول فكرة المشروع بثقة. لأن الثقة هي التي تولد الشجاعة والقوة في القرارات المصيرية ، وبالتالي نستطيع أن نتغلب على كل الصعوبات فآمل أن فكرة تشكيل حكومة المنفى ستعزز الثقة بالمسؤولية تجاه قضية شعبنا الجنوبي في الداخل التي ينبغي أن تتوفر لدى أصحاب القرار.
أعتقد لقد بات تشكيل حكومة منفى مطلب جنوبي بل ضرورة ملحة .
__________________
مدفع الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس