الانفصاليون والحوثيون (أتباع الحوثي)، والقاعديون (أتباع القاعدة) يعيثون في الأرض اليمنية فساداً، ويستغلون هشاشة الأوضاع الأمنية الناتجة عن هشاشة الأوضاع الاقتصادية.. ويريدون تمزيق اليمن من خلال إثارة الفتن والحروب والإرهاب والتخريب، وتهديد أمن واستقرار المجتمع والدولة في اليمن الذي كان سعيداً، وأصبح بعيداً عن هذه السعادة على أيدي هؤلاء المدمرين!!
زعماء العرب وقادتهم وجيوشهم الجرارة وأجهزة استخباراتهم وجامعتهم العربية ومجلس تعاونهم الخليجي، يتفرجون على ما يجري في اليمن، وكأنه لا يعنيهم من بعيد أو قريب، وليس له أي انعكاسات سلبية على أوضاعهم في الداخل، ولو على المدى المتوسط والبعيد، على الرغم من أن أوضاعهم لا تخلو من الهشاشة هنا أو هناك.. فمن هو المسؤول العربي «إللي عليه القيمة» وبادر بالتحرك سريعاً، ووصل إلى اليمن لمتابعة أوضاعها عن كثب، وتقديم العون والمساندة المطلوبة العاجلة وغير الآجلة؟! لم يصل إليها أحد من العرب العاربة أو المستعربة، ومن وصل إليها سريعاً، وفي أوج الأحداث الأخيرة والمستمرة هو الجنرال ديفيد بترايوس، قائد أركان الجيش الأميركي الذي اجتمع بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وأعلن دعم واشنطن- وليس العرب- لوحدة اليمن واستقراره، والتعاون معه لمكافحة الإرهاب!!
حتى عمرو موسى «بتاع» الجامعة العربية.. والعطية «مال» الخليجي، لم يكلفا نفسيهما عنا امتطاء طائرة خاصة مؤجرة أو طائرة ركاب وبالدرجة الأولى، والذهاب لليمن للوقوف على مدى جدية الأخطار التي تهدد وحدة اليمن وأمنه واستقرار شعبه، والغوص في الأسباب الجوهرية لهذه الأحداث، ووضع تقرير بذلك للزعماء العرب لوضعهم في صورة أوضاع اليمن!!
وما يجري في الصومال يحدث أيضاً أمام أبصار العرب، ويطرق مسامعهم كل يوم، وهم يتفرجون في الغرف المكيفة على ما يجري.. عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والأبرياء يفرون يومياً من أكواخهم المتهالكة إلى المجهول، على أيدي عصابات مجرمة لا تعرف الرحمة إلى قلوبهم طريقاً ولا باباً ولا نافذة.. وهم يقومون بنشاطهم وأفعالهم المحرّمة والمجرّمة من أجل السلطة والمال والسيطرة، وليس من أجل أهداف مشروعة، كما تدعي شعاراتهم الكاذبة.. هذا على اليابسة الصومالية.. أما في البحار المحيطة بالصومال فهنالك عصابات القراصنة التي تتربص بالسفن التجارية لابتزاز أصحابها، والحصول على فديات مالية عالية، مقابل تحرير هذه السفن وطواقمها من الأسر.. ولولا الجهود الدولية الحالية في مواجهة القرصنة لما خفت حدتها، والعرب لايزالون يتفرجون على ما يجري في بر وبحر الصومال، ولا يحركون ساكناً أو يسكّنون متحركاً!!
وهذه السلبية العربية الشاملة.. وهذا الانكفاء على الذوات الفردية.. وهذا التعطيل المتعمد للمؤسسات العربية التضامنية، وللمعاهدات العربية المشتركة، هو ما يفتح شهية الأعداء في الداخل والخارج، للتحرك ضد أمن واستقرار المجتمعات والدول العربية.. وهذا التحرك العدائي أو المعبر عن مطامع ومطامح غير مشروعة يبدأ في الدول التي تعاني من هشاشة في أوضاعها الاقتصادية والأمنية.. فهل يتحرك العرب لسد هذه الثغرات؟! نرجو ذلك.. ولا ننتظره!!
[email protected]
الردود هذه للأخ كاتب الموضوع
كم يؤسفني ان يكتب السيد مطلق بهذا التحامل على شعب الجنوب..اليس الافضل ان ياتي عمر موسى او غيره من القادة العرب للاطلاع على المأسي التي يعاني منها شعب الجنوب جراء الوحدة التي تحولت الى احتلال بكل ما تحمله الكلمة من معنى...او تكلف نفسك الوصول الى الجنوب لترى بام عينك من يعوث في الارض فسادا.. لقد اثر فينا المد والنظريات القومية كثيرا ووصل بنا الامر الى اننا اعطينا الشماليين رئاسة الدولة واهم المناصب الوزارية في الجنوب قبل الوحدة(رئيس الجمهورية امن الدولة التخطيط الاقتصاد المواصلات الخارجية ) وكان الجنوبيون الذين في الشمال يحصلون على بطائق مؤقتة(جنوبي مقيم في صنعاء او تعز او....) فلماذا هذا التجني على الجنوبيين؟ نحن نطالب الاخوة العرب ان يأتوا الى الجنوب ويشاهدوا ويحسوا ما يتعرض لة الجنوبيون في ارضهم..حرمنا من الارض والثروة ..المشاركة في صياغة القرار السياسي ..فصلنا من وظائفنا.... شردنا..السجون مليئة بابناء الجنوب نحن لا نطالب بالانفصال بل نطالب بفك الارتباط الذي اعلنه الرئيس علي سالم البيض. لماذا لم تقفوا مع وحدة العراق والكويت بعد احتلال الاول للثاني...لماذا لم تقفوا مع وحدة سوريا ولبنان . ارجو ان تبحثوا عن الحقيقة قبل ان تكتبوا...ان عيكم لنا حق قومي في الدفاع عننا واخراج المحتل من ارضنا كلما ارجو هو ان يكون ما كتبته رأيك ولبس رأي كاعلان مدفوع الاجر
منذ آلآف السنين لم يتوحد اليمن إلا في عام1990م وكان ذلك بفضل أبناء الجنوب الذين ينادون بالوحدة ولكن لم يلقى أدني تفاعل وكان الشمال رافضا أي وحدة مع الجنوب وقد تمت الوحدة المستعجلة ومن أجل الوحدة فقد تنازل الجنوبيون عن دولتهم وعن منصب الرئاسة ولكن للأسف تم القضاء على كل شيء حلو في الوحدة والدليل على ذلك الجيش الجنوبي والشمالي لم يندمجوا في معسكر واحد(أي لم يتوحدوا)، كذلك الوزارات الأخرى التي نص الإتفاق الوحدوي أخذ كل ما هوأفضل سواء من الجنوب أو الشمال ‘ ودخلت اليمن في صراع بين الثقافتين وانتهى بالحرب94وتم القضاء على الوحدة والذي أعلن الوحدة أعلنوا انفصالها وإنتهائها إلى الأبد بحسب قراري مجلس الأمن الذي تنص إنه لاتفرض الوحدة بالقوة .