عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-02-29, 02:48 PM   #2
المحامي يحي غالب
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-17
المشاركات: 382
افتراضي

هل هناك مساع لتحريك ملف الحرب الأهلية الأخيرة في مجلس الأمن، وهل تجدون مثل هذه الخطوة مناسبة ومجدية في هذا الوقت؟
المجتمع الدولي ممثل بمجلس الأمن الدولي لا يقر ولا يقبل حل الخلافات السياسية بالقوة، كما جاء في قراراته أثناء حرب اليمن التي تحمل أرقام 924 و931 لعام ،1994 وهي قرارات عاملة؛ فمازال الخيار مفتوحا للوصول إلى حلول عبر الحوار المباشر لصيغة مرضية لاستعادة الوحدة.
فهل من يقرأ بعقل بارد مفتوح ورؤية صافية بعيدا عن حساب المصالح الخاصة القاتلة موقف أبناء الجنوب هذا؟، ومن أراده كله ضيعه كله “فأمثلة الوحدات الناجحة ماثلة أمامنا في دولة الإمارات العربية المتحدة” و”ماليزيا”، وظروف اليمن متشابهة إلى حد كبير مع ظروف هذين البلدين وسر نجاحها يكمن في مراعاة واحترام التنوع الذي يرسي أسس العدل والمساواة بين مكوناتها.
هل هناك مبادرات سياسية من قبلكم لتقريب وجهات النظر بينكم وبين السلطة، بخاصة مع التطورات الأخيرة في الجنوب؟
التصورات والمقترحات والتجارب الناجحة والفاشلة متوفرة كما تراها ويراها الكثير، ولكن لم نصل بعد للأرضية المستوية للتحرك عليها مباشرة من دون مطبات مضرة لتبادل هذه المقترحات والبحث في الحلول، والأساس لاستواء الأرضية هو الاعتراف بالقضية.
كيف تقرؤون مبادرة الرئيس علي عبدالله صالح بشأن التعديلات الدستورية، ومبادرة حزب رابطة أبناء اليمن بتقسيم اليمن إلى سبعة مخاليف، وهل يمكن أن تكون شبيهة بفيدراليات عربية وغير عربية، وهل يمكن أن تساعد هذه المبادرات في تخفيف حال الاحتقان القائم في البلاد؟
إن الجهد المبذول في إعداد هذه المبادرات يستحق التقدير وهو تعبير عن الإحساس بالمشكلة، لكنه لا يلامس جوهرها، ويلف حولها، لذا فإن أية مبادرات لا تعترف بالقضية الجنوبية وتحديدا أكثر وبشفافية لا تعترف بأزمة الوحدة، في تقديري لن يكتب لها النجاح.
ما لم تسم الأشياء بأسمائها فلا معالجات صحيحة ولا حلول نافعة بل ترحيل وتعميق للازمة، وذلك ما لا نتمناه، فالطبيب قبل إعطاء المريض الدواء علية تشخيص المرض؛ فإن نجح في التشخيص نجح في العلاج، وإن اخفق في التشخيص اخفق في العلاج وتسبب في مضاعفات قد تودي بحياة المريض.
اليمن اليوم
ما تقييمكم للوضع في اليمن اليوم، وهل ما يحدث من تفاعلات في الجنوب يمكن أن يهدد الوحدة اليمنية بعد 17 عاماً من قيامها، ثم ما هو المطلوب لحماية الوحدة واستمرارها؟
اليمن يمر بأزمة سياسية واقتصادية غير مسبوقة استحكمت حلقاتها في كل مفاصل الحياة وتنخر في عظامها بسبب سياسة الاستحواذ والإقصاء وركيزتهما الفساد، وحلقتها السياسية وفي المقدمة منها أزمة الوحدة تشكل المدخل لإحداث انفراج شامل للازمة.
الذي يهدد الوحدة هي تلك السياسة وركيزتها الفساد والمصالح العمياء التي أفرزتها حرب ،1994 وحولت الوحدة المعلنة وهي لم تزل غضة إلى استملاك والجنوب تحديدا إلى ضيعة للعبث بمقدراته وتاريخه وهويته وإقصاء شعبه. والظلم والقهر قد تطول سنينه لكنه قطعا لا يدوم، ولماذا فشلت وحدة الاتحاد السوفييتي، الدولة العظمى بعد أكثر من 75 عاما وتم فك الارتباط بين أجزائها؟ ولماذا لم تفشل وحدة الولايات المتحدة الأمريكية أو ألمانيا الاتحادية؟ وفي محيطنا، لماذا فشلت الوحدة المصرية السورية، ولم تفشل وحدة الإمارات العربية المتحدة أو ماليزيا؟
أما ما هو المطلوب، فهو قراءة تاريخ الشعوب وتجاربها في التوحد والبناء الاقتصادي والاستفادة منها والتخلي عن سياسة الاستملاك أو “الحول المسيج” التي قالها ذات يوم المقدم يحيي علي الراعي، فأوصلته إلى رئاسة مجلس النواب ؛ فقضايا الشعوب لا تسقط بالتقادم.
هل تخشون على الحزب الاشتراكي اليمني من حالة المزاج الشعبي في الجنوب، وأن يفقد الحزب هويته الوحدوية إذا ما أراد الحفاظ على الشارع الجنوبي؟
بسؤالك هذا فأنت تحكم بأن الجنوب غير وحدوي، وهو الذي احتضن العمل الوحدوي منذ أربعينات القرن الماضي، وعندما انتصرت ثورة 14 أكتوبر وانتزع الجنوب استقلاله من بين براثن الاستعمار البريطاني لم يميز بين المواطن الجنوبي والمواطن الشمالي ويتمتع كلاهما بكافة الحقوق السياسية سواء بسواء.
لم نكن في الجنوب نسأل من أين جاء هذا أو ذاك فيمنح أبناء الشمال المقيمون في عدن بطاقة هوية، بينما المواطن من أبناء الجنوب الذي يعيش في صنعاء يمنح بطاقة “جنوبي مقيم في صنعاء”.. هل تعرف هذا؟
يا للأيام السوداء التي تحول الحق باطلاً والباطل حقاً، ما يلاقيه أبناء الجنوب اليوم من تعسف وقهر للأسف ليس من السلطة فقط، ينطبق عليه المثل: “جزاء سنمار”، وهو ذلك البناء العظيم الذي بنى لكسرى قصرا منيفا وبعد أن أكمل بناؤه ألقاه كسرى من أعلى قمة في القصر، لكن الجنوب ليس سنمارا ؛ فهو شعب قوي، ومكافح، مدني ومعاصر، محب وودود، يحترم النظام والقانون ويكره الفوضى والفساد ولا يقبل الظلم والقهر والاستبداد.
على العكس تماما فإن الحزب الاشتراكي سوف يثبت وحدويته إن هو تبنى ووقف بثقة مع حراك أبناء الجنوب لاستعادة الوحدة التي قاده إليها دون أن يستفتيه وتلك ابسط حقوقه التي يحفظها له الشرع ويسندها القانون الدولي.
كيف تنظرون إلى طبيعة العلاقات بين أحزاب المعارضة في اليمن، بخاصة التحالف الذي يجمع الحزب الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للإصلاح، وهل تتوقع أن يصمد هذا التحالف في وجه حزب المؤتمر الشعبي العام في الانتخابات التشريعية المقبلة؟
نعم سيصمد “المشترك” إن تمسكت قيادته بنهج العدل والمساواة واحترم التنوع كمصدر للقوة والتخلي الكامل والصادق عن تردده في نصرة الحراك السلمي في الجنوب ومازالت قواعده متوثبة رغم خذلان قيادتها لها في انتخابات ،2006 وتأخرها في نصرة الحراك السلمي في الجنوب.
وأنا لا انصح أن يذهب “المشترك” للانتخابات القادمة قبل أن تسوى المشكلات الراهنة وفي المقدمة قضية الجنوب، ويسوى الملعب السياسي بإبطال مفعول ألغامه المزروعة.
ما تقييمكم للفراغ الذي تركه رئيس البرلمان وزعيم حزب الإصلاح وزعيم قبيلة حاشد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر؟
مثل الشيخ عبدالله، رحمه الله وطيب ثراه، مرحلة من تاريخ اليمن بايجابياتها وسلبياتها وهو ولاشك خسارة كبيرة لليمن فهو أحد رجالاتها وتمرس في مختلف دهاليزها، فالشعوب سرعان ما تملأ الفراغ الذي يتركه احد رجالاتها مع الاحترام لمرجعية تاريخها، فهي الباقية إلى أن يرث الله الأرض وما عليها وتلك سنة الحياة، فالعبرة أن تمتلك الشعوب بناصية أمرها عبر مؤسساتها المنتخبة بإرادة حرة لا قسر فيها أو تزييف.
هل لكم صلة ما بأنجاله في الوقت الحاضر؟
نعم اعرف أنجاله الشيخ صادق وحميد وحسين، ولي علاقة جيدة بالشيخ حميد تتوطد عبر التفاهم المشترك لمشكلات البلد.
لا قطيعة مع أحد
هل هناك لكم عودة قريبة إلى اليمن، وهل هذه العودة مرتبطة بتوافق سياسي، أم أن القطيعة القائمة مع النظام مستمرة؟
إن شاء الله، ولم تستبعد التوافق السياسي؟، القطيعة مع أي كان ليست في قاموسنا، وليست لدينا مصالح خاصة أو شخصية التي دائما ما تكون سببا للقطيعة والتشاحن.
كيف تقيمون ما حدث لصحيفة “الأيام” وناشرها باشراحيل خلال الأيام الماضية؟
يواجه الصحافيون في عموم اليمن تعسفات قمعية واستفزازات يندى لها الجبين في حين يتم التشدق بالديمقراطية والرؤى والرأي الآخر (أو بالمزيد من الديمقراطية لتدعيم الديمقراطية، قول تنقضه الأفعال)، إلا أن ما حدث للأيام خلال الأيام الماضية يختلف عما يواجهه الصحفيون من قمع وعسف ويمثل قمة ما سبقها من ممارسات واجهتها الأيام لإخراس صوتها كمنبر حر في مسقط رأسها من افتعال لازمات ومشكلات للأسف أقول إنها كلها تحمل نكهة شطرية كريهة، وهي قطعا موجهة.
هل يعقل أن تثار مشكلة الإدعاء بملكية الأرضية التي اشتريت ولم تنهب عام 1978 وبني عليها مقر وسكن “الأيام” في عام 1980 ونحن اليوم في العام 2008؟.
إنها ليست تشكيكاً بشرعية ملكية “الأيام”، بل هي تشكيك بشرعية مرحلة كاملة تمتد على نفس الزمن من مدبري ومخططي افتعال هذه المشكلة، وتذكرني هذه الحادثة المسيئة لسمعة اليمن بحادثتين كنموذج فقط لمثل تلك الممارسات الكريهة، الأولى: عندما بنت الدولة في ارض من أملاكها منزلا لنائب الرئيس الأخ عبدربه منصور هادي، الذي لم يشارع أحد ولم يؤذ أحداً، وبعد إتمام البناء وقبيل دخوله المنزل للسكن اظهر له من يدعي ملكية الأرض ونشبت مشكلة كادت تؤدي إلى صدام خطير، لم تشفع له حكمته في تجاوزها فابتز بدفع مبالغ طائلة لمدعي الباطل، ويا ليت المشكلة حلت جذريا فما زالت باقية في الجراب.
والثانية عندما هدد الشيخ محفوظ شماخ، رحمه الله وطيب ثراه، في العام 2006 بإثارة مشكلات ملكية الأراضي لممتلكاتهم بالحديدة وغيرها من مدن الشمال، وهم أي آل شماخ احد البيوتات التجارية المعروفة والعاملة في الشمال من قبل الإطاحة بالإمام واستقلال الجنوب، ولم ينهبوا أو يسطوا على ارض أو أية ملكية خاصة أو عامة.
وكهذا تأتي قضية “الأيام” في قمة الممارسات السيئة والموجهة ضد أبناء الجنوب، إنها وبامتياز قضية رأي عام محلي ودولي.
إطبع الخبر
المحامي يحي غالب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس