مرحبا ،، اخي فتحي ..
يبدو أن هناك توارد للخواطر حيث أن موضوعا لي تناولته قبل ان ينزل مقالك تحت عنوان : الجنوب .. القضية المغيبة ،، ووعدتني بالعودة للمداخلة ولم تفعل !! وهذا رابط المقال
http://dhal3.com/vb/showthread.php?t=17397
كما ان الاخ ، قمندان لحج قد اتهمك ( مجازا ) بسرقة موضوعه من مسودته !
المهم ،، الموضوع مثير للجدل ويستحق التوقف عنده ، واستكشاف مثالب الوضع القائم فيما يتعلق بموقف قضيتنا في المجتمع الدولي ..
وكما يقولون .. التشخيص نصف العلاج . ويقولون ايضا : إذا عرف الداء .. عرف الدواء .
إذا تعالوا معا نبحث عن علة هذا الوضع الغير طبيعي لقضية الجنوب لدى الدول الاقليمية والعربية والدولية ، ،وحتى المنظمات والهيئات المهتمة بالحريات وحقوق الانسان ..الخ ، ومن باب أولى على المستوى الداخلي
يا عزيزي ، هناك تشوهات في الفكر القيادي لدى بعض الشخصيات الجنوبية ولم تتمكن من التخلص من ثقافة الأنانية وحب الذات وحب السيطرة والهيمنة والاستحواذ على الالقاب والمناصب حتى وإن كان ذلك ثمنه قضية وطنية من الدرجة الاولى كما هي قضيتنا الجنوبية .
وإلا كيف نفسر ، أن يتفرخ الحراك الجنوبي والذي بدأ على استحياء وعمره الثلاث سنوات مدة يسيرة في قياس الزمن ونضالات الشعوب ، كيف يتفرخ ويتشظى هذا الحراك الى كيانات متعددة صغيره هلامية ، لا أحد يعرف عن اشخاصها الا عدد بأصابع اليد ، بل أن هذه الكيانات تتبدل اسمائها بين حين وآخر ، وتتوحد بعضها ببعض ، ثم تنفرط وحدتها في غفلة من الزمن ، وكل يوم ونحن نصبح على وحدة جديدة وانقسامات جديدة . ذلك له معنى واحد فقط ، أن هذه الشخصيات التي تسمى نفسها قيادات تحركها النزعات والطوحات الشخصية وتسعى فقط للبحث كل عن أرفع موقع له في هذا التكوين او ذلك ،
وإذا ما دعوا الى توحيد أنفسهم الى كيان واحد ، فإن هدف البعض هو المزايدات والاستهلاك الشعبي ، ولكن في الخفاء كل يطرح شروطة وأولاها ان يكون هو الزعيم او نائب الزعيم أو .... .
هذه هي الحقيقة التي يجب ان لا نتجاهلها ، ولا يجوز ان نخجل منها بل علينا مواجهتها وطرحها بجرأة ، وفضح هذه القيادات وكشف عوراتهم حتى يتوقفوا عند حدهم ، ويدركوا أن الشعب الذي يقدم التضحيات ليس بغافل عنهم وعن ترهاتهم ونزواتهم الشيطانية .
لذلك بدا الحراك الجنوبي أمام الجميع داخليا وخارجيا كمن يسير على قدمين بلا رأس ، والاقدام التي نشاهدها تقف بثبات وقوة عالية هي هذه الجماهير الغاضبة والمستبسلة بكل ما لديها من أجل التحرر والانعتاق .
كما إن التبعثر والتباعد بين قيادات الخارج المجربة ، ومايسود بينهم من جو عدم التفاهم وعدم الثقة قد جعل منهم مجرد شخصيات متناثرة ليس لها ثقل وليس لها شرعية وطنية للجنوب ، وبالتالي لا يوجد من يسمعهم وهم هكذا في حالة من الانقسام .
إن أولى خطوات العمل الجاد للملمة القضية داخليا وخارجيا ، هي الاستعداد للتضحية من أجل الجنوب فقط ، وليس من أجل الاغراض والمطامح الشخصية .
ثانيا ، الرجوع الى الحكمة ، ومن أوتي الحكمة ، فقد اوتي خيرا كثيرا ، ويتاتي ذلك بالرجوع الى الشرعية الوطنية التي يقف على راسها الرئيس علي سالم البيض ، وإعطائة الفرصة للعب الدور في صياغة محددات القضية الجنوبية ، داخليا وخاريجا ، والتسليم أن تعليماته وتوجيهاته بمثابة ممارسة لشرعيته التي يفرضها الواقع والقانون .
كما أن ورقة الاستاذ أحمد بن فريد تعتبر منطلقا مهما نحو الدخول في مرحلة جديدة من بناء النضال الجنوبي وفق أسس وتنظيم متطور له كل مقومات العمل المؤسسي .
تحيتي