ما أروعك يا شاعر الثورة وجريح الجنوب
أنت رائع ومبهر في كلماتك
تعبر عن نفوسنا بأصدق وأجمل تعبير
لوحة كاملة مكتملة عن مشاعرنا جميعا بأوضح صورة
قصيدة تشعرنا بعزة اصدق وكرامة اجل وإباء أعلى
القصيدة كلها تدعو إلى الإعجاب ومع ذلك فثلاثة أبيات رايتها كل بيت يعبر عن كل شيء ترغب النفس أن تقوله
قدمت راسي في سبيل الحرية ** لما رصاص الغدر جاءت في القدم
علوج صابتني بطلقة نارية ** لكن فما صابت مبادئ أو قيم
ولو رصاص الموت فيها وحشية ** تبقى حياة الذل هيَ أقسى ألم
نحمل مآسي أو جراحاً قاسية ** نفنى، ولاتحمل ضمائرنا ندم
ففي البيت الأول يود أن يقول لنا الشاعر لفذ انه قدم رأسه فداء للجنوب ولكنها جاءت في القدم وكأن الرصاصة كانت اجبن من أن تطال هامته المرفوعة وكأن الموت من اجبن الناس تحاشاه وكأن الثائر يعبر عن سخطه لرصاصة الغدر لأنها لم تجعله شهيدا للجنوب وهو جاء يحمل روحه على راحته ويتمنى الشهادة وهذا لعمري أعظم حدود العطاء والنبل والتضحية .
وفي البيت الثاني يوجه كلماته المستهزئة بمن أطلق الرصاصة ومن يعبر عنهم إنكم أصبتم لحم وعظم وليس القيم والمبادئ وان رصاصاتكم وأسلحتكم وكل قوتكم لن تهزم نفسا أبية شامخة وكأنه يقول افعلوا ما شئتم ياعلوج هذا الزمان فلن تستطيعوا أن تهدوا الأخلاق مهما فعلتم .
وفي البيت الثالث يعطينا أروع صورة للكرماء والأحرار وأصحاب النفوس الأبية فهم من يشعروا بألم الحياة الملطخة واللقمة المغموسة بالذل وعذاب الحياة في ظل الاستعباد فالنار والرصاص والباروت اقل خشونة وألم وقسوة ووحشية من عذاب النفس بحياة الذل على من هم أحرارا أعزاء ذوي هامات مرفوعة دائما وهذه أيضا رسالة إلى من لايزال يتعلق بنظام الاحتلال ويتقبل المهانة والذل .
في البيت الرابع هنا يقول لنا مهما صار ومهما حصل مهما كانت المآسي كبيرة والليالي قاتمة والجراح غائرة أو حتى الفناء فهو اشرف وأعلى واجل من أن نعيش ونحن نندم لأننا أضعنا فرصة تاريخية لنيل الحرية والاستقلال والعيش بكرامة وهو تحذير لمن يتكاسل أو يتوانئ وسيكون الندم كبيرا كبيرا كبيرا جدا عندما تكون الأجيال القادمة ضحية لتقصيرنا فيما كان ينبغي أن نقوم به لأجلها .
تحية إليك أخي الشاعر الفذ الصهيبي ولو حاولت أن اشرح مهما شرحت لقصيدتك لن استطيع أن اعبر بكلما تكنه من عظمة وجمال وصدق قول ومقام