عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-07-18, 09:07 PM   #10
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

كنا قد كتبنا في موضوع الأخ العندليب عن الفيدرالية كطريق لبعض القادة الذي لم نتعرف عليهم اليوم من قادة الحراك وبينا رأينا في ذلك من باب الحرص على القضية ولأجل الجنوب .
موضوع الأخ حضرمي مناضل عن موقفنا من الفيدرالية وطريقة طرح وجهة نظرنا فيها اعتبره من أهم المواضيع التي ناقشت الأمر بتروي وبعمق وبطريقة مقنعة يستحق فيها الاحترام والتقدير .
السؤال المهم هل الفيدرالية مناسبة أم غير مناسبة للجنوب ؟
وهل تصلح كخطوة أولى تتبعها خطوات لنيل الاستقلال ؟
هل من ينادي بالفيدرالية يراها هدف نهائي له أم تكتيك مرحلي ؟
هل من السهل أم من الصعب تقرير مصير شعب بفكرة الفيدرالية ؟
وفكرة أن كل فرد له الحق أن يطرح شعارات مايريد فهو مبدأ ثابت ولا مساس به لعدة اعتبارات :
منها أن البعض يرى أن فكرة الاستقلال فكرة مستحيلة نابعة من قناعات لديه ورغم أننا نراها فكرة ناقصة إلا أنها رأي ووجهة نظر يجب أن تحترم وفكرة البعض أن الفيدرالية غير ممكنة وان إصلاح مسار الوحدة هو الأقرب للواقع هذا لا يتطرق حتى إلى فك الارتباط بل انه يرى الفيدرالية صعبة جدا .
ونحن في الحراك نرى أن فك الارتباط ليس مستحيلا وقد يكون صعبا ولكنه قادم قادم لا محالة تلك قناعات تولدت بفعل ظروف للماضي نصيب وللحاضر نصيب اكبر والاهم برأيي يتحدد في أمرين هامين :
الأمر الأول : قناعاتنا بأننا نناضل لأجل الجنوب بكاملة وليس لأجل مناطق معينة أو فئات معينة وهذا الأمر يجعلنا نتوجه إلى كل الجنوبيين بخطابنا وحبنا ونشاطنا وأهدافنا وطريقنا .
الأمر الثاني : انه يجب أن نقنع الجنوبيين بصوابية هدفنا وإقناعهم بان أي مشاريع أخرى تعني القضاء على الجنوب ونهاية كل شيء .
فشعار الاستقلال أو فك الارتباط هو السبيل الوحيد وهو السلاح الأقوى لدينا .
ولكن كيف نقنع إخواننا بذلك؟؟
نطرح أسئلة مثلا :
هل النظام القائم لديه النية بإصلاح الوضع بأي شكل كان ؟
وهل إذا وجدت لديه النية هل هو قادر على إصلاح نفسه ؟
كل المؤشرات والمشهد نفسه يؤكد أن النظام لم يعد لديه أي قدرة على إصلاح نفسه قبل إصلاح الكل لأنه مركب ولأكثر من ثلاثين سنة على نظام عشائري قبلي ويعتمد على مجموعة من الأفاقين واللصوص والفاسدين والجشعين والذين لا يقبلوا ادني فكرة للإصلاح بل أن الوحدة والحرب وماتبعهما ماهي إلا طرق للسيطرة والنهب والاستحواذ ولايمكن أن يتغير الحال في النظام أبدا .
هذه الحقيقة ليست نحن من يقولها بل أحزاب المعارضة جميعها ومن النظام نفسه بل أن الرئيس نفسه يقولها بمعنى آخر لايوجد أي أمل في النظام ولا حتى ذرة من خير .
هذا القول نوجهه إلى إخواننا ونقول لهم ما الحل ؟
نبحث عن حل آخر وهو أحزاب المعارضة .
هل هي فعلا أحزاب تمتلك المبادرة ولديها أوراق قوية للضغط على النظام وتغييره ؟
كلنا نعرف بأنها أحزاب هشة لا تهش ولا تنش وليس لها في العير ولا النفير بل الطامة الكبرى أننا ولسنوات طويلة لانجد من أحزاب المعارضة إلا ردود أفعال فقط .
أما ردود أفعال على الحراك أو ردود أفعال على النظام وصاحب ردة الفعل ليس لديه مايقوله دائما بل ينتظر مايفعله الآخرون حتى يرد عليهم فهل مثل هؤلاء يصلحون ولديهم الكفاءة أن يمسكوا زمام الأمور ويغيروا نظام يعتمدون عليه في كل شاردة وواردة .
أحزاب المعارضة بكل حقيقة مجرد بناء هرمي مخلخل سيسقط من أول ضربة والدليل أن الحراك أسقطه في الضالع والنظام أسقطه في ساحة الحرية فقد حضر مسيرة دعم الحراك 25 شخص فقط اقل بكثير من عدد أحزاب المعارضة نفسها وهل بالله عليكم هذه أحزاب تستطيع أن تقود بلاد ولا تستطيع أن تجمع 100 شخص في مظاهرة؟
نبحث عن حل آخر وهو الشعب في الشمال هل لديه الإمكانية والقدرة أن يهب بثورة عارمة وحراك مزلزل للنظام وهل الشعب بالشمال يخرج مظاهرات دعم وتأييد للجنوب ؟
إذا كان إصلاح النظام من نفسه غير ممكن وتغيير النظام من قبل الأحزاب عبث فخروج الشعب في الشمال بثورة هو من سابع المستحيلات .
لماذا هو من سابع المستحيلات ؟
لان الشعب الكثير العدد مجرد غثاء لاتوجد فيه قوى حية يمكن أن تقوده إلى الثورة ؟
ولماذا لاتوجد لديه قوى حية ؟
لان المتعلمين والمتنورين منهم ليس لديهم تجربة ولا خبرة نضالية ولم يعهد مثل ذلك ولان التراكم الحضاري الثوري معدوم فيهم حتى ثورة مايسمى 26 سبتمبر هي عبارة عن انقلاب تم من الساعة 11.50 دقيقة مساء يوم الخميس وانتهى الساعة 1.40 دقيقة من نفس الليلة وصحا الشعب في الشمال على صوت الجمهورية العربية اليمنية من الإذاعة فقط .
ونحن نعرف أن ثورة 1948م ماهي إلا استبدال إمام من بيت شرف الدين بإمام من بيت الوزير ونعرف أن ثورة 1955م أرادها ضابط من حرس الإمام احمد وحكم عليه الشعب بالإعدام وهو الثلايا صاحب مقولة " لعنة الله على شعب أردت له الحياة فأراد لي الموت" والأخطر من ذلك أن نظام صنعاء قتل العديد منهم وادخل البقية معه في النظام .
وبحكم التجربة من شعب الشمال فقد رأينا أن كل مواقفهم مع النظام في كل الظروف بحكم طبيعة الحياة الاجتماعية والذي يسير عبر " نظام الولاء" فالنظام يعتمد في حكمه على الولاء عن طريق شيوخ القبائل الذين يخضعون قبائلهم للنظام وعن طريق المال وشراء الذمم من علماء إلى مفكرين إلى كتاب وأكاديميين وبحكم أن النظام هو نظام استخباراتي بكل معانيه فغالبية الناس فيه وكل يتجسس على الآخر ولهذا لن يتحرك الشعب هناك أبدا إلا بما يريده النظام .
نأتي لفرضية أن النظام تغير وان المستحيل وقع .
سيأتي نظام مثل الأول بل والعن لأنهم جميعا يفتقرون للمدنية والحضارة المدنية وافتقارهم لنظام المؤسسات .
بعد كل هذا ما الحل يا إخواننا المحبين للفيدرالية أو الإصلاح ؟
هل يمكن أن تنجح دعواتكم في ظل هذه المتاهات والعفن والفوضوية؟
ونأتي بعدها للمشهد العام والذي يتضح يوما وراء يوم أن الكارثة قادمة على الجميع وان الخطر قادم على الجميع وان الانهيار وشيك .
وما دلائل الانهيار ؟
أنها أزمة اقتصادية قاتلة فوق أزمة موجودة وتدهور اقتصادي واضح للعيان .
أنها انفلات امني في كل منطقة ومحافظة ؟
أنها أزمة نظام لا يعرف كيف يأتي بجديد وليس له قدرة على التجديد .
أنها أزمة ثورة يعانيها النظام في الجنوب تطالب بالاستقلال وثورة في صعدة وقرصنة بسواحل البلاد وأزمة مع العالم حول الإرهاب .

إذن يجب علينا إنقاذ وطننا الجنوب وإلا ضاع مع الكل .

ثم نأتي إلى أمر آخر لايقل أهمية وخطورة عما سبقه وهو أن النظام وشعبه لايحترم مواثيق ولا عهود ولا التزامات وأي تنازل من قبلنا عن الهدف كارثة وأي إسقاط للسقف المرفوع ولو شعرة انتهينا .
نحن أقوياء بسلاحنا هذا ولقد وجدنا ذاتنا أخيرا في هذا الهدف وان لنا آمال وطموحات لن نحققها بغير هذا الهدف فالضياع قادم للكل أن لم يكن لنا أساس ووطن نلتف حوله .
وبهذا نستطيع عن طريق الحجة والإقناع وبالحب والود أن نكسب كل الجنوب وليس بالتهديد والوعيد ولكي يشعر الجميع أن الحراك للجنوب بكامله وليس لفئات معينة .
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عامر اليافعي ; 2009-07-18 الساعة 09:19 PM
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس