*القعيطي يكتب : الإمارات للجنوب خصم متربص أم حليف صادق !!؟*
آراء واتجاهات
الثلاثاء - 16 يناير 2018 - الساعة 09:20 م
*الوطن العدنية*/كتب_اكرم القعيطي
أنحدرت اعمال القوات الاماراتية وع رأسها جهاز الأمن ومكافحة الاٍرهاب في عدن بعد الأحداث الأخيرة من اعتقالات تعسفية وكان اخرها اعتقال اولاد المرقشي واغتيالات في وضح النهار وانصاف الليالي ع مدار سنتين انحداراً شديداً ما برحت تغلّب فيه خصوماتها الفكرية الضيقة على الصالح العام في الجنوب ، وتغلّب أيضا مصالحها الحزبية على الالتفات للأخطار المحدقة بالجنوب والمنطقة بشكل عام ،*
مع استغلال مسمى الاٍرهاب الذي يحاربه الجميع واستغلال محاربته في تفريق وتشتيت المقاومة الجنوبية وقياداتها بل والتحكم في كل مفاصل الدولة ك أشبه بمستعمر جديد بدأ بلباس الداعم وبدأ ناعماً بعلبة دهان ومدرعتين الى مليشيات مناطقية لا تنم عن كون من يشكلها يهدف الى انشاء وزارة دفاع حقيقية للجنوب كما صرح بذلك وزير الدوله سابقا ونائب المجلس الانتقالي حالياً هاني بن بريك اذ انه لو كان كما قال لقلنا ان الامارات فعلا حليف استراتيجي وفاعل وحليف صادق في كل تدخله بالجنوب..
إنما اصبح الكل يعلم بعد ان تم انشاء ميليشيات مناطقية باسم نخبة شبوانيه في شبوه واُخرى حضرمية بحضرموت وحزام أمني في عدن ولحج وجهاز أمني- يخرج منه القتله كما قتلوا قماطه والجوهري والردفاني وغيره بدل ان يخرج منه العدل والهيبة الحقيقية للدولة الجنوبية الديمقراطية العادلة الحديثة التي يسعى الغالب للوصول اليها في الجنوب- فالسيناريو المعد مسبقاً هو ادخال الجنوب في صراعات طويلة الامد للحفاظ على مصالح ضيقه وليست لتحالف حقيقي معه.
وأصبحت الشريحة المؤيدة والمطبّلة بل والمقدَّسة في بعض الأوقات للامارات والمتوثبة اقتصاديًا وتنمويًا من الثقب الآيديولوجي الضيق، وليس من الأفق الرحب للمصالح العليا، تنظر الى الجنوب كأنه سوق سوداء شعبيه ومساحة متاحة لتسلّط المحسوبية، فلا يسرها أداء البلاد الاقتصادي النامي الذي ما ان يكاد يرى النور الا وعملوا على إخفاته بل يعملون على ادخال البلاد بالأزمات في نفس الوقت الذي تترنح فيه مصداقية داعميهم بين كونهم الخصم المتربص او الحليف الصادق لكونهم يدعمون الكل ضد الجميع .
هذه الشريحة الفاقدة لحس الوعي السياسي -المخاصِمة- لكل منتقد للامارات انقسمت إلى قسمين متباينين آيديولوجيًا لكنهما منسجمان متناغمان لدرجة الحميمية، قسم يرى في الجنوب انه يوشك ان يقع في أيادي حزبًا إسلاميًا أصوليًا متطرفًا (الاصلاح)يريد أن يجر الجنوب بأسلوب تدريجي ماكر من أهدافه الحرة، إلى المساحة الدينية الضيقة فتعادي هذه الفئة الكل باسم محاربة ذلك الحزب وتجعله بعبع دون ان تنظر الى قدر التعسفات والنفوذ الغير مبرر للامارات في ارض الجنوب بشكل عام ومعاملتهم للكل وكأنهم اتباع وعبيد وليس شركاء او حلفاء وبذلك فاقوا ذلك الحزب بالتطرف السياسي والظلم ، بنفس الوقت الذي يعلم فيه الجميع ان الجنوب قد انتهى من ذلك الحزب منذ امد بعيد وان لا وجود حقيقي له فالجنوب .
وقسم يرى في الجنوب انه تائهًا ليس له ممثل غير الانتقالي ، فهو يهادن الظلم ويقبل بقواعد اللعبة القذرة ويدعي الديمقراطية -التي تسمح بتداول السلطة و ليس بفرضها - مع انتهاج الآيديولوجيات الحزبية والعنصرية بداعي عدم وجود بديل وانه لابد من وجود ممثل جنوبي ، فتراه حين يعتلي كرسي الحكم لا يحرك ساكنًا بل يصبح حليفاً وشريكاً لمن يتبنى الاعتقالات والتعليقات والاغتيالات ونشر المخدرات وغسيل الأموال ولا يسعى لخلق بديل حقيقي فِعلي من على الارض يجمع عليه الشعب الجنوبي بحوار جنوبي جنوبي وميثاق عمل واضح ومدروس وكل ذلك هو لكي يوجد مبرر وهو عدم وجود بديل وهذه حيلة العاجز وحقيقة الفاشل فشعب الجنوب يستطيع خلق الف بديل ان صدقت النوايا واجتمعت الايادي وكف المزايدون عن العبث بالنسيج الاجتماعي .
هذا الفريق الأخير وهو الحاصل على شهادة مخضرمين اشتراكية قديمة وتطرف سياسي ومصلحي حديث ويدور مع مصالحه الضيقة أينما كانت هو نفسه الذي يضيق بقبول الاخر وتوجهاته الفكرية المتنوعة. هذا الفريق يتسع أفقه فجأة فيرتمي في حضن قاتلي شعبه ويسعى لتمكينهم في عدن مع قناص الشهداء طارق محمد عبدالله صالح ، بل ويؤيد الأحكام القمعية حتى لو وصلت إلى حد الإعدام ما دامت الضحية من غير ذات التوجه دون ان تشفع لها جنوبيتها أبداً ما لم يرض عنها حكّام الارض الجدد الذي أتوا بالبداية بلباس الداعمين فقط .
كنا سنقبل هذه الآراء الحزبية الفئوية على أنها اجتهادات مهما رأينا خطأ منهجها، وأنها داخلة في المناكفات الحزبية والفكرية التي لا تخلو منها أي دولة في الدنيا، لكن الكارثة أن هذه الفئة لا تحسن تقدير الظروف وفرز الخصومات وترتيب العداوات، ففي وقت لا نقول كشرت فيه إيران عن أنيابها، بل بدأت الأنياب الإيرانية في النهش الشديد في الشام والعراق ولبنان واليمن وتسن أنيابها لنهش البحرين، وتريد أن تحدث الفوضى في السعودية، وتخطط لعقد معاهدة استراتيجية مع نظام بشار لإقامة دولة علوية وتريد السيطرة على شمال اليمن ، تكون منطلقًا لحماية ونشر مخططها الطائفي، في ظل هذه الظروف الخطيرة التي تتعرض فيها المنطقة وخصوصا دول الخليج لخطر إيراني ماحق، تَحوَّل من التخطيط إلى التنفيذ ومن البنان إلى السنان، وفي وقت تبذل فيه القيادة السعودية الجديدة جهودًا استثنائية في تجسير العلاقات وتذويب الخلافات وردم الثغرات مع بعض الدول الاسلامية، بغية رص الصفوف وتوحيد الجهود وترسيخ التحالفات، نجد هذا الفريق بشقيه المتفتح والمنغلق ما برح على طريقته القديمة يقصي ولا يدني، يفرق ولا يجمع، يشتت ولا يوحد، ويشاغل الجنوب في معارك فكرية وآيديولوجية هامشية ليس هذا أوانها، بل يصل به الحال الى العمل على اعادة احياء جثمان علي عبدالله صالح الرئيس المخلوع الهالك بمن هو اهلك منه ب طارق محمد عبد الله صالح الذي تخريج على يديه الالاف من القناصين لقنص الجنوبيين في عهد ثورتهم على مدار ثمان سنوات وبالمقابل لم يستطع ان يحرك ساكناً بالشمال في أماكن نفوذه ومسقط راْسه ..بينما يتم اعتقال كل من طالب بحريته او بيان تهمته التي اصبح يتم اعتقال الناس فيها لآرائهم ..
وهذا دليلا على ان الأوضاع غاية في الحرج والصعوبة لكل من يريد تمرير اَي تمرير مشاريع تخالف الأهداف الجنوبية العامه لوجود شعب جنوبي واعي يرفض كل اعمال التعسف والهيمنة والذل والإخضاع مهما كانت مبرراتها ومهما كانت فلسفة من اصبح سلماً لتلك المشاريع التي لا تخلص الا الى وجود مستعمر جديد كما هو الواقع وليس حليفاً حقيقياً يجمع الكل بالجنوب تحت إطار حوار حقيقي يصل بالجنوب لبر الأمان .
معادلة مقلوبه وميزان اعوج والله يقول في كتابه وهو خير القائلين ويلٌ للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون ..
ومن قلب صادق لكل جنوبي حر عليه ان يعلم ان الجنوب أيضا مثلما للآخرين مصالح لا نلزمهم لمخالفة علاقاتهم لعلاقاتنا للوصول لمصالحهم فنقول لهم أيضا ان الجنوب له أيضا مصالح واهداف ولا يستطيع احد إلزامه بالسير وفق مصالحه ان لم يراعِ مصالحنا القومية الجنوبية واولها وحدة الصف الجنوبي والحفاظ على هدف التحرير والاستقلال وثانيها عدم استقبال من قتلنا وشنع بشهداءنا وقتل خيرة رجالنا ..
وذكر الدكتور عيدروس النقيب في همس اليراع وتحت عنوانه الامارات حليف الجنوب الاستراتيجي فقال ان الامارات ليس شرط ان تحب من يحبه الجنوبيين ولا ملزمه ان تفكر كما نفكر فأقول له -مع احترامي الكبير لمقامه وشخصيته- ان الجنوبيين أيضا ليس شرط ان يحبوا من تحبه الامارات وليس شرط ان يفكروا كما تفكر الامارات فيا رته اكمل هذه
|