على كافة قوى الثورية الجنوبية المدنية والعسكرية التوافق على آلية العمل المستقبلي بعيدا عن المساومة والتسويف.
بقلم اللواء/صالح أحمد العيسائي.
من خلال الإطلاع والمتابعة لما تتناولته الأقلام الجنوبية على صفحات التواصل الاجتماعي نستنتج من البعض نفسًا استحيائيًا قد يكون انعكاسًا للوضع الضبابي الذي يكتنف العلاقة بين أطراف اللعبة السياسية للمتواجدين على الساحة الجنوبية والمتمثل بقوى الثورة الجنوبية بكافة تكويناتها والتي تعتبر الحامل الشرعي للقضية الجنوبية وكذا حكومة الشرعية التي نقلت نشاطها إلى الجنوب وأصبحت تشكل انعكاسًا سلبيًا لعدة عوامل بحكم تاريخ وموقف رموزها من الجنوب وشعبه كون معظم هذه الرموز تمثل الوجه الآخر لنظام الإحتلال، إضافةً إلى ما تمثله الرموز من عراقة بالفساد والإفساد على الرغم من انفتاح الرئيس هادي على استيعاب بعض القيادات من صفوف الثورة الجنوبية كأمر واقع فرضته طبيعة المرحلة وكذا معرفة الجميع بحجم التباين بالأهداف الآنية والمرحلية، وبالنفس ذاته تعامل التحالف العربي مع القضية الجنوبية وهو شي طبيعي بكون الهدف من التدخل العسكري عودة الحكومة الشرعية المطرودة من قبل الإنقلابيين.
وتم التعامل مع بعض القيادات الميدانية على طريق تحقيق الهدف المناط بالتحالف -مع علمنا جميعًا أن التخلص أثناء تحرير المناطق الجنوبية من الإنقلابيين وحلفائهم- كأولوية ملحة أمامنا جميعًا رغم التباين بالأهداف وهذا انعكاس طبيعي للواقع الجنوبي الفاقد للقيادة والرؤية الموحدة رغم إجماع الشارع الجنوبي على الهدف.
هذه المقدمة من وجهة نظري لامسها الجميع وكانت هناك الكثير من المحاذير لم يستوعبها البعض، هنا علينا أن نستلهم من الماضي العبرة ونتجاوز التباينات في ظل المعطيات والمتغيرات التي أفرزتها الحرب وتجربة السنوات الماضية وما تم تحقيقه على الواقع بفضل نضال شعبنا العظيم ومقاومته الباسلة وتضحيات الشهداء والجرحى التي تضع الجميع أمام مسؤولية تاريخية لوضع النقاط على الحروف وفي المقدمة المجلس الإنتقالي وكافة التكوينات والهيآت المدنية والعسكرية تجاه الحفاظ على ما تم إنجازه بفضل هذه التضحيات وذلك من خلال التالي:
أولًا: فتح حوار صريح وواضح مع الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارهم القوة الفعلية الموجودة على الساحة، والتوافق على آلية العمل المستقبلي وفق رؤية وأهداف واضحة وبكل شفافية ومصداقية تجاه مستقبل القضية الجنوبية بما يحقق أهداف شعبنا بعودت دولته الوطنية المستقلة التي قدم من أجلها شعبنا قوافل من الشهداء والآلآف من الجرحى قبل تدخل التحالف العربي وبعد التدخل، والذي على ضوئه تحدد الأولويات والعلاقات التنسيقية والعمل المشترك، وفي حالة عدم التفاعل من قبل الأشقاء في التحالف على كافة قوى الثورة الجنوبية المدنية والعسكرية التوافق على آلية العمل المستقبلي الهادف إلى تحقيق أهداف شعبنا وتضحيات الشهداء بعيدًا عن المساومة أو التسويف من قبل أي طرف والعودة إلى الإرادة الشعبية كما تم الإجماع عليه يوم 4 من مايو 2017م خاصة وأن المؤشرات توحي بتحالفات تستهدف القضية الجنوبية.
ثانيًا: فتح حوار مع الرئيس عبدربه منصور هادي لمعرفة موقفه من القضية الجنوبية و آلية الحكومة الحالية وما ترتب على أدائها من نتائج سلبية تجاه مصالح الشعب في الجنوب أكان تجاه الخدمات أو الحقوق في المناطق المحررة وتحديد آلية العمل المشترك إذا توج اللقاء بالإتجاه الإيجابي -هنا لست بحاجة إلى بعض التفاصيل تجاه ما هو قائم فقد تناولت ذلك في مداخلتين سابقتين- ولا يعني ذلك أن المعنيين غير مستوعبين ما تكتنف العلاقة مع الشركاء المحليين والإقليميين في الساحة الجنوبية وإن كان البعض له رؤية أخرى بحكم العلاقات إلّا أن مستقبل الجنوب وقضيته لا تخص فرد أو أفراد فشعب الجنوب وحده من حدد ويحدد آلية ومستقبل قضيته وعلى المجلس الإنتقالي والهيئة الوطنية ومكونات الثورة الجنوبية المدنية والعسكرية العمل المشترك لما يحقق أهداف شعبنا بالحرية وعودة دولته الوطنية المستقلة والعمل بروح ونفس وطني بعيد عن الإقصاء والتخوين وتجسيد قيم التصالح والتسامح والتضامن.
وفق الله الجميع لما فيه الخير للوطن وأهله.
|