[علي المفلحي]

ولد الشيخ في الرياض ومبادرة جديدة المتضرر منها الجنوب
رائد الجحافي
لا يزال المبعوث الدولي الى اليمن السيد اسماعيل ولد الشيخ يتواجد في الرياض التي وصلها مؤخراً، وتأتي زيارة ولد الشيخ للرياض هذه المرة ضمن جولة جديدة له في عدة عواصم أهمها الرياض بعد زيارة له الى الكويت، وتؤكد مصادر دبلوماسية ان ولد الشيخ يحمل هذه المرة مبادرة جديدة أعدها وفق ما خرجت به مباحثات كانت اجرتها مسقط مع شخصيات حوثية واُخرى سعودية اذ جاءت تحركات مسقط وبتأييد ودعم امير دولة الكويت اثر جولة لمسقط والكويت قام بها الرئيس الإيراني الشهر الماضي حمل خلالها ملف حل الأزمة اليمنية بدرجة رئيسية.
واكدت تلك المصادر الى ان ولد الشيخ الذي سينهي جولته هذه بزيارة الى كل من صنعاء وربما عدن يطرح بنود أهمها الإبقاء على شخص الرئيس هادي في منصب الرئيس الى حين اجراء انتخابات رئاسية على ضوء الالية المزمنة لمخرجات مؤتمر الحوار والمبادرة الخليجية، على ان يعفي نائب الرئيس الجنرال علي محسن الأحمر من منصبه كنائب للرئيس وإعلان حكومة وحدة وطنية يرئسها شخصية توافقية بين الطرفين، واجمالاً تأتي المبادرة الجديدة على اعادة مجمل الأمور الى سابق عهدها قبيل اندلاع الحرب الاخيرة اي الى الحكومة التوافقية السابقة وإلغاء كافة التعيينات التي استحدثها الطرفين في صنعاء وعدن.
هذا وأبدى الأحمر استعداده للقبول بنقاط التسوية بشرط ان تسلم كافة الأطراف المتنازعة اسلحتها الثقيلة والمتوسطة الى وحدات الجيش المتواجدة في حضرموت، واضافت تلك المصادر ان المقصود بالجيش المتواجد في حضرموت هي الوحدات العسكرية التابعة للحليلي والتي جرى تحييدها في الحرب الاخيرة وان قوات ما يسمى بالنخبة هي الاخرى ستعمل على تسليم ما بحوزتها من أسلحة الى تلك الوحدات الشمالية التي ستعاود خارطة انتشارها في المواقع السابقة لها.
هذا وقال مراقبون ان العقبة التي سيواجهها ولد الشيخ تتمثل في مدى تقبل بعض الوحدات المسلحة التي جرى إنشائها مؤخراً وبالذات في الجنوب والتي قد ترفض الانصياع خصوصاً وأنها قد شاركت في الحرب الأخيرة.
مصادر اخرى اشارت الى ان الجنرال علي محسن الأحمر كثف مؤخراً من اتصالاته بالمليشيات التابعة له وتلك التي جرى إنشائها بدعم ورعاية من السعودية وطمأنتها الأحمر بتسوية وضعها واستمرار دعمها كقوة رئيسية يعتمد عليها في المستقبل.
مراقبون أشاروا الى انه وفي حال تم تمرير التسوية الاخيرة التي يحملها المبعوث الدولي اليوم سيكون الخاسر الوحيد فيها أولئك الجنوبيين الذين ظلوا ولا يزالوا يعتقدون انهم أصبحوا جزءاً من القوة والسلطة وانه يصعب تجاوزهم.
هذا في حين سيجد عشرات الآلاف من الجنوبيين أنفسهم ملقيين خارج نطاق التسوية بينما القضية الجنوبية أساساً لم تكن ضمن اي نقاط او بنود في الاتفاق الجديد الذي جاء ليعالج ازمة بين ظرفي نزاع هما الحوثيين وصالح من جهة ومن اخرى هادي والأحمر وحزب الاصلاح بينما يعتبر الجنوبيين المشاركين في الحرب من ضمن الطرف الاخر "حكومة الشرعية".