[علي المفلحي]

الجنوب الذي ننشده: هو وطن يتسع للجميع ويقبل بالجميع، مهما اختلفت الآراء والأفكار بشرط التزامها بالثوابت الدينية والوطنية، وان يكون الوطن فوق كل الانتماءات الحزبية.
الوطن الذي ننشده بعد التحرير ان يشارك الكل في بناء الوطن. بمعنى آخر فإن جميع أفراد هذا الوطن تقع على عاتقهم مسؤولية علاج سلبيات الماضي وتجاوز محنه بعيدا عن الاقصاء والتهميش والتخوين وكيل الاتهامات. أي اغلاق الباب ما قبل تاريخ التحرير بكل رواسبه وماضيه.
لقد حان الوقت لكي يصبح الله غايتنا ثم الوطن، ونسمو به عن جميع اتجاهاتنا وأفكارنا المناطقية والحزبية والشخصية.
الجنوب لا يحتاج لمزيد من الانقسامات بل يحتاج ليد واحدة تبني، وأخرى تدافع ولا يحتاج لكثرة الاجتهادات والتجاذبات والمزايدات وفرض الامر الواقع والصوت الواحد بمعنى لا نريد(اريكم ما أرى) (أو لا صوت يعلو فوق صوت الحزب) بقدر ما يحتاج لعقلية تستطيع أن تنتشله من رداءة وضعه الحالي والسابق، وتبتعد به عن الأخطار بروح وطنية مسئولة.
لقد مللنا الأنظمة الشمولية، سئمنا حكم الحزب الواحد، وضجرنا من سلطة الفرد المطلقة، والعمل على التوريث والسلالية وقوة السلاح. لذا فإن الوطن الذي ننشده هو الوطن الذي يحترم فيه كل رأي ويكرم عنده كل فرد، وأظن أنه آن الأوان لكي نسمع صوت كل مواطن* وحان الوقت لكي تتسع صدورنا لبعضنا البعض..
ولعلي لا أخطئ أيضاً لو قلت أن مشاكل الوطن منذ الأزل هي رفض الفئات الحاكمة لأي أراء أو نظريات لا تتماشى مع آليتها ونهجها في الحكم.
لقد أدى صراع النظريات وتناحر التيارات السياسية والفكرية والمناطقية إلى ما نحن فيه.
علينا أن نتجه معاً لساحات البناء، بناء الوطن الذي ننشده.
الوطن الذي ننشده تكون أولوياته هي الشعب والرقي به ورفع مستواه المعيشي والتعليمي والثقافي وطن لا يخرج عن محيطه العربي والإسلامي ويتماشى مع العالم اجمع بضوابط الإسلام وشريعته السمحاء متمسكا بثوابته وقيمه...... ✍ ابو فارس بن سبعه اليافعي 2016/01/20