على الماشي.. ردا على منشور واتس.. يتحدث عن لحج بعنوان ( ماهكذا تورد الابل يا خبجي)
قرأت مقالا.. او بالأحرى منشورا، مجحفا، ظالما، ينسف جهود الرجال الاوفياء في لحج، ويتحامل على محافظ لحج.. لعدم ادراك من كتب المنشور بحجم المعاناة وكلفة وثمن ما تم تقديمه من تضحيات لاجل اعادة الحياة في لحج.
المنشور كتب بمثالية، وسطحية، تنم عن عدم معرفة بطبيعة العمل داخل محافظة لحج، وما حل بها من كارثة، وكيف تعمل قيادتها، في ظل هكذا وضع مزري، ودمار هائل، وتراكم رهيب للملفات المختلفة التي تعج بالفساد والاهمال، وكل ذلك تم امام صمت الكثيرين الذين لم يكونوا قادرين على التحدث بطلاقة.. مثلما فعل صاحب المنشور المدلس.. ربما كان ذلك نتيجة مصالح تمنعهه، او خوفا ترتعد منه فرائصه.
كتب الرجل منشوره، متحاملا، دون انصاف، وافرد مساحة، ليتحدث بمثالية عن ( التكنوقراط) وما اليها، دون معرفته، بمفهوم التكنوقراط اصلا، وكيف ولماذا يتم تطبيقه، واين وفي اي مرحلة.. كما انه اعطى نسبا وهمية، من محض الخيال، وهو ان دل على شيء انما يدل على ان مثل هذه المنشورات تخدم جهة معينة تعمل لبث الشائعات، وفرضها التشوية، وليس المعالجة والتقييم الحقيقي.
نحن هنا، لا ندعو لتكتيم افواه الناس، او منعهم من الانتقاد، فمن حق اي انسان ان ينتقد، ويتحدث، وكل اناء بما فيه ينضح، لكن نتيجة لما جاء في المنشور.. من اجحاف وتحامل، ومحاولة ارتداء ثوب الواعضين، وطرح نسب مئوية عبثية، تدل على ان المنشور تحاملي، نريد احقاق الحق.. وزهق الباطل والزيف.. فقط كتتوضيح.. لن لن ننجر وراء معارك فرعية ووهمية.. وامامنا في الميدان معركة حقيقية.. لن ننشغل عنها...
نعم عام اكملته لحج، تحت قيادة الدكتور الخبجي، وهو عام كان مليء بالاحداث والتحديات، وعام حساس جدا وخطير، إما أن تثبت لحج فيه نفسها، او تذهب الى الأسوأ.. فكان عام لم يحدث في تاريخ لحج ان عاشته ابدا.
وبالطبع، من البديهي ان يكون هناك قصور وكذلك اخطاء، فمن يعمل هو الوحيد الذي يخطئ، اما من احتجب في منزله ومخدعه، فلن يخطئ لانه لم يقم بأي عمل.
عام انقضى، وكان من اشد الاعوام واصعبها في مخالف الجوانب، وعملت قيادة المحافظة في ظل ظروف مالية منعدمة، وظروف امنية تتفجر فيها جماجم من يرفضون تواجد جماعات الارهاب والتخريب، فخاضت قيادة لحج ممثلة بالدكتور الخبجي، هذا التحدي وارتدت اكفانها، من اجل لحج وابناءها، ومن اجل اثبات ان لحج محافظة السلام والنجاح، وليس وكر الجماعات الارهابية والنياح والصياح من دون عمل حقيقي او اثبات وجود.
اما عن التغييرات في المحافظة، فهي كانت واجبة اخلاقيا ووطنيا، صحيح قد يكون هناك قصور في بعض التغييرات، لكنها لم تكن اخطاء البتة، وليكن كاتب المنشور شجاعا.. وهذا نعتبره تحدي.. وليقل اين الخطأ في التغييرات بلحج.. فلماذا الخوف؟... اما التغيير فهو سنة كونية، لكن ليعلم الجميع ان لحج، في فترة التغييرات تلك، لم يكن احدا مستعد للعمل فيها، والجميع يتهرب من تحدي الجماعات الارهابية، ومن عمل فيها ومن داخل عاصمتها الابدية الحوطة، هم من قبلوا التضحية، رغم القصور الذي لا ينكره احد، والكل يعلم ان لحج كانت بحاجة للصمود اشهرا، وستقهر تلك الجماعات، التي ستولي شاردة، لانه لا حاضنة شعبية لها في لحج.. فلا يزايد من مكثوا في مخادعهم وقت الجد، والان جاءوا بالتنظير ( الوتس فيسبوكي)، وللعلم التغييرات وان حدث بعض القصور فيها فهي تحت المتابعة والرصد.. وسيتم معالجة الامر.. فالعمل وطني قبل اي شيء.
اما ما تحدث عنه المنشور المدلس، من نسب مئوية عن الرضاء او عدم الرضاء، فيحسسنا صاحب المنشور..هههههههه.. وكان لديه مركز دراسات واحصائيات، وهو وغيره كثير لم يساهموا حتى في الكتابة يوما عن الدمار الذي حل بلحج، او مبانيها ومؤسساتها المدمرة جراء الحرب.. ويجدر بنا وضع سؤال له حول ( ما هي الالية التي تم بها وضع تلك النسب..؟. ). نعرف جميعا ان الاستقصاءات او تلك النسب، لا تكتب بهمجية، او بتصنيف وجلسة قات، وانما لها اليات وطرق.. وهذا يعني بالدليل على ان المنشور حمل الزيف والبهتان، ويراد منه الاشاعة والهدم.. وليس النقد والبناء.
اما مسألة تفعيل الادارات، فقد تمنى كاتب المنشور، بليته لم يتم تفعليها كما قال، فهل اراد صاحب المنشور ان يقول، ان لحج بيد الجماعات الارهابية كانت افضل، وان تلك الجماعات قد حققت المراد له.. وليقل لنا الكاتب هل ازعجه اعادة العمل في اغلب المرافق الحكومية، فهذا ما ظهر من منشوره.. وربما هناك مديح لايام انتشار جماعات الارهاب، وقد تكون هناك علاقات ايضا في هذا الشأن.
والسؤال.. هل كتب صاحب المنشور يوما عن لحج ايام سيطرة الجماعات الارهابية على الحوطة وتبن..؟ لماذا لم يكتب..؟ وما سر الشجاعة التي ولدت اليوم؟ وكيف جاءت..؟ اليس من شعور صاحب المنشور اليوم، بالامن والامان الذي يعد احد نجاح قيادة لحج... فهل يدرك صاحب المنشور الفرق بين النجاح والفشل، وبين الامن والخوف، وبين الفرق اليوم، وعن وضع امس الذي لم نرى حينها منشورا يدافع عن لحج، فضلا عن منشور ينتقد الجماعات الارهابيةاو يهاجمها.. اذا من هنا تبدأ الحكاية وتنتهي..
اما الرواتب.. فبرغم علم صاحب المنشور السبب، الا انه تغافل عن ذلك، ولكونه كان ربما محتجب، فهو لا يعلم كيف سعت قيادة المحافظة في توفير الرواتب خلال الاشهر الماضية..
وهل يعلم.. ايصا صاحب المنشور، كيف انقذ المحافظ الخبجي كهرباء الحوطة وتبن، وجعلها تعمل بعد ان اوقفتها الشركة المشغلة والمؤجرة، وانه مقدم اليوم امام المحاكم بسبب ذلك..؟ ولولا القرار الشجاع من الخبجي لكلنت الحوطة وتبن في ظلام دامس على مدى 24 ساعة..
اما النيابات والمحاكم...
واعتقد بالنسبة للنيابات والمحاكم، فقد استبق صاحب المنشور، اختيارها، لانه يدرك ان لحج اعلنت انها قادمة خلال نالفترة القادمة، على اعادة تشغيل المحاكم والنيابات، فاراد المنشور تجاهل الترتيبات، للاصطياد في المياه العكرة.. وهي نقطة حملت هدما اكثر من حملها انتقاد تقييمي.. نعلم جميعا ما يراد من ذلك.
اما عن الوكلاء.. فهي ليست مشكلة المحافظ.. بل مشكلة الجهة التي تعين الوكلاء.. ربما صاحب المنشور لا يعرف كيف ذلك ومن الجهة التي تعين، معتقدا ان المحافظ هو من يعين الوكلاء.. وقد نعذره.. في هذه.
اما عن ادارة امن الحوطة، وما ذكره المنشور، فلماذا لا يتقدم صاحب المنشور ببلاغ لادارة امن المحافظة، ليطالب بمعالجة الامر، ولماذا يعتمد التشوية في ظل مرحلة امنية ربما يعرف هو صعوبتها، فالتشوية فعل غير وطني، ومعروف اطر ومسالك معالجة الامور وطنيا ام ان الامر مجرد مماحكة وخلافات شخصية يراد تصفيتها مع مدير امن الحوطة.
اما ما تحدث عنه المنشور من استرزاق ونفاق، فالاسترزاق هو تزييف الحقائق، واستغلال معاناة الناس لمحاولة الظهور، ومهاجمة من يحاول مساعدتهم ويقدم الخدمات بحسب امكانيته وفي ظروف صعبة، والاسترزاق هو في كتابة منشورات تنسف جهود الرجال وتضحياتهم ونجاحلتهم، بغية حفنة من المال، او تليية لرغبة جهة ما، او طلبا لمصلحة هنا او هناك..
ن
اما عن النضال والثورة، وما تحدث عنه المنشور، لعل صاحب المنشور، يعتقد ان الثورة هي كتابة في الواتس او الفيس بوك، لان صاحب المنشور لم يسمع عنه الا ظهوره بالمنشور الحامل للزيف.
الثورة يا هذا، هي فعل، وهي ميدان، وتضحية وتحدي الظروف والاهوال. وهي مواجهة وعمل، وتحرك ونضال وسط الاخطار والمتفجرات، وليس تخزبنة قات وكتابة كلمات ركيكة وباهتة على الواتس او الفيس.
ختاما، ليعلم صاحب المنشور، ان لفضته التي وردت في سياق منشوره الباهت وهي ( اعادة هيكلة دوائر جهازه التنفيذي).. فهي عبارة.. تلخص كل المنشور.. ونظرته للامور بشخصية وتحامل يشخصن الوضع، ولا ينظر للامور بوطنية، فالمكتب التنفيذي الذي اسماه المنشور ( الجهاز) هو مكتب وطني، وليس ملك مكتب الخبجي او ملك له، فالوطن يا رجل اكبر من المحافظ واكبر من المكاتب ، والوطن المنشود ليس لحج وحدها، هناك وطن عريض من المهرة الى باب المندب.. اسمه الجنوب.. واذا ما ذكرت الثورة والنضال فلا يجب ان تنحصر في لحج .. فنقد العمل في لحج، يجب ان يأخذ مساحته المحددة وفي اطاره المحدد، اما الثورة فهي ثورة وطن.
في الختام.. نقول ان لحج.. ليست ملك الخبجي، ولا ملك افراد، بل ملك كل ابناءها الشرفاء.. فمن كان لديه قدرة على العطاء فالساحة امامه وسنعمل مع بعضنا.. ومن كان يهوى الهدم والتدليس، فسنكون له بالمرصاد، ولن نسمح لاحد بان يهدم ما تم تحقيقه من مكتسبات وخطوات ناجحة في مرحلة حساسة وعصيبة وفاصلة.
ولنفرق بين النقد الهادف وبين التشوية والتدليس والتحريض المريض، الذي لن نسمح به، وسنقف امامه بكل ما نملك.
لا نقول هذا تزلفا للخبجي او غيره، بل نقول هذا من اجل لحج، اما الخبجي قيادي اليوم محافظ وغدا مواطن، واعتقد انه لا يحتاج للتزلف والدفاع عنه، لهذا دفاعنا هنا عن لحج وليس عن اشخاص . ونشهد الله في ذلك. والسلام.
لحج - اديب محمد
21ديسمبر 2016
|