تحديث الصفحة بقلم عادل اليافعي الجنوب بيدات ابنأؤه بعد ربع قرن من النكد والتهميش
اغلقوا الابواب ..
الأستاذ عادل اليافعي..
أخيرا اقتنعوا بأن الجنوب عاد لإهله بعد عذاب لربع قرن , ربع قرن من أعمارنا ذهبت سدى , كلها دماء وقهر ودموع , أخيرا فقط عرف كبرائهم ونخبهم الثقافية التي مكثت طويلا وهي تدافع عن الظالم , اننا على حق , اخيرا عرفوا أن صراخنا لم يكن كذبا او تمثيلا او شبعا بل كان حقيقة , اخيرا عرفوا لكن بعد فوات الاوان بعد أن امتلئت القلوب كرها وحقدا وضغينة على الشمال قاطبة دون استثناء , البريئ مع الظالم الكل بات عدو وبات خطرا على مستقبل الجنوب , نادينا كثيرا قبل ان تصل الامور الى ما وصلت اليه اليوم وقلنا انتبهوا فالجنوب بشر لهم احساس ومشاعر وكرامة , الجنوب سلم وطنه ومقدراته وهويته , الجنوب تنازل عن كل شي فأصبح لاشي , جردتموه من ابسط حقوقه وهي الانتماء فقلتم عنه شعب هندي صومالي , الجنوب خرج يجر جراحه ودمه يقطر يذكركم بالاخوة وصلة الرحم والقربى والدين فقلت عليه كفرا , كان يأمل بلفته كريمه براتب يستلمه بكرامه بوظيفته التي طرد منها حقدا وظلما , كان يناديكم ليل نهار أن خفوا علينا من العذاب الاليم ومن الهيانة والسخرية , كان صوته يرتفع يوما عن اخر وكانت ضحكاتكم ترتفع واصواتكم تخترق قلبه كالسهام وانتم تسخرون منه قائلين أصه ايها الهنود تحمدوا الله والا طردناكم خلف البحار , صبر عليكم صبر ايوب , جاع وظمى ومرض ولم تسعفوه , كان يرى مقدراته تنهب امام عينه وتذهب الى صنعاء وهو يتمنى شربة الماء , نادى كثيرا حتى بح صوته و لم ينصفه احد فيكم لا عاقل ولا مجنون الكل اتفق عليه حتى من عاش وتربى بيننا واكل من خيرنا طعنه وغدر به , لا نعلم أي جرم ارتكبه هذا الشعب حتى تحقدوا عليه كل هذا الحقد الاعمى الذي لم يحدث في تاريخ البشرية , وبعد كل هذا العذاب الطويل إعتقدنا ان مؤتمر الحوار قد انصفنا وسيعطينا الفتات من ثروتنا وسيعيد لنا كرامتنا المنهوبة فأنتظرناه بفارغ الصبر ان ينتهي لنرى الشمس تبزغ على وطننا المحتل , إنتهى حوارهم وجاءت الكارثة الجديدة وهي الحرب على الجنوب , تخيلوا بعد ربع قرن من التدمير الممنهج لكل مقومات البلاد وتجريدنا من ابسط حقوقنا وبعد ان اعتقدنا اننا سنتنفس عادوا لنا بحرب طاحنة مخيفة دمرت النفوس واحرقت القلوب قبل المباني بل جاءت لتنتزع منا عقيدتنا التي أمنا بها كابر عن كابر , حرب كانت خاتمة لقصة الوهم الوحدة الذي عشناها , حرب انتزعت منا قلوب الاخوة والجوار والاخاء وزرعت مكانها قلوب كالحجار لا ترحم ولا تعفوا ولا تغفر ولا تنسى , جعلوا منا وحوش كاسرة لا تثق ولا تأمن ولا تنام كما نامت سابقا , مزقوا تلك الشعيرات الرهيفة التي تبقت فينا تضخ دم الاخوة , لم يتركوا شي بهذه الحرب القذرة التي وحدت شعب الجنوب وعرفته من عدوه الحقيقي الذي يجب ان يربي اجياله ويعرفه عليه حتى لا يقع في الوحل كما وقعنا , أخيرا عرفوا ان الجنوب في مراحله الاخيرة لاعلان دولته وليتهم عرفوا قبل عندما كانت فردة الباب مفتوحة يدخلون منها للجنوب ولكنهم كابروا كبر كفار قريش حتى حصحص الحق وعاد الجنوب بيد ابنائه يحمونه ويعضون عليه بالنواجد .. أغلقوا الابواب بالاصفاد واحكموا الاغلاق بالاقفال الفلولاذية حتى أذا جاء وعد ربي وخرجت النار من قعر عدن فعندها فقط سنفتحها في سيرنا الى ارض المحشر ..
__________________
منقول
|