الجنوبيون 
مقال رائع للمبدع عبدالكريم الرازحي 
 
الوحدة ليست مجرد دمج علَمَين في علم , ولا هي عبارة عن دمج نشيدين في نشيد او دمج بنكين مركزيين في بنك مركزي واحد. 
الوحدة كانت بوابتنا للدخول الى العصر ولبناء دولة النظام و القانون. 
و الوحدة كانت فرصتنا الذهبية لنكون يداً واحدةً تبني وتعمّر لا ان تشحت و تتسول. 
و بدلاًً من أن نظل نزايد بإسم الوحدة و نكابر علينا ان نمتلك الشجاعة الادبية و نعترف باخطاءنا كشماليين ونعتذر للجنوبيين و نتسامح منهم. 
ذللك ان الوحدة التي يرفعها بعضنا الى مصاف القداسة 
و يعتبرها فريضة شرعية وخطاً احمر هي اسوء و اكثر الخطوط سواداً في تاريخنا كله. 
و لست ابالغ إن قلت ان وحدة النظامين او بالأصح وحدة الحزبين الحاكمين كانت بمثابة حكماً بالاعدام على اليمن واليمنيين. 
فمنذ اليوم الاول لإعلان الوحدة بدأ الإنحدار و بدأ الإنهيار و بدأ الإنتحار:انتحار شعب و انتحار وطن .. انتحار حلم وانتحار امل. 
فالمواطن الذي كان يرى في الوحدة بوابة المستقبل لأولاده يفاجأ انها بوابة للحرب و بوابة للنهب و بوابة للفساد .. بوابة للفقر والجوع و البطالة وبوابة جهنم . 
اما بالنسبة لإخوتنا في الجنوب فقد كانوا اول ضحايا الوحدة واول من وقع في شباكها. 
لقد كفّرناهم و خوّنّاهم وحاربنا هم و نهبناهم  واقصيناهم من الوظائف واخرجناهم من السلطة و من بيوتهم و من البلاد و ألحقنا بهم دماراً مادياً ومعنوياً لا يعلمه الا الراسخون في التكفير و في التخوين و الراسخون في الحرب و في النهب. 
و بدلاً من ان نعتذرمنهم  و نتسامح ونطلب الصفح نعيد التخوين والتكفير و نهددهم بإعادة الحرب و بإعادة النهب.
		 
		
		
		
		
		
		
		
	 |