[علي المفلحي]

خوفا من القتل : الرئيس هادي يصطحب معه الاحمر والمقدشي

لأن الغدر والقتل المباشر أو التسميم جزء هام من أساليب إدارة الحياة السياسية في صنعاء , قرر الرئيس عبدربه منصور هادي في زيارته يوم أمس الى محافظة مأرب اليمنية إصطحاب نائبه اليمني اللواء علي محسن الأحمر وأشترط تواجد وحضور رئيس هيئة الأركان العامة اللواء محمد علي المقدشي في لحظات الاستقبال والتنقل والاجتماعات مع أن ذلك منافيا تماما للإجراءات الأمنية العليا التي تتخذها سائر دول العالم كبراها وأصغرها حيث أن تواجد رئيس الدولة أي دولة ونائبه في طائرة واحدة يعرض أمنهما وأمن البلد للخطر في حالة حدوث عمل تخريبي أو خلل فني يؤدي الى كارثة سقوط وسيلة النقل حتى لا يحدث فراغ في قيادة الدولة وهذا ينطبق أيضا على قادة الجيوش والأسلحة حيث يمنع إنتقال قادة الأسلحة الكبار في كل دول العالم بطائرة واحدة (مصر خسرت كوكبة من كبار عسكرييها قبل عدة سنوات كانوا عائدين من أميركا في حادث سقوط طائرة ركاب مصرية).

إذن الرئيس هادي تصرف هكذا ليأمن شر علي محسن الأحمر والمقدشي وغدرهما لأن تعرضه للقتل سيعني إنتقال السلطة لنائبة علي محسن الأحمر ولهذا حرص على اصطحابه , كذلك حرص الرئيس هادي على تواجد اللواء المقدشي بجانبه ليأمن غدره وعدم وصول صاروخ حوثي عفاشي ليقتله مثلما حدث العام الماضي لمعسكر جنود الإمارات العربية ودول التحالف في مأرب وحصد قرابة المائة عسكري بين قتيل وجريح .

تأريخ صنعاء مليئ بالغدر والقتل بالرصاص والتسميم ولنأخذ نماذج من التأريخ فـ ابراهيم محمد الحمدي الرئيس اليمني الأسبق وأخيه عبدالله قائد قوات العمالقة قتلا غدرا على أيدي الرئيسين علي عبدالله صالح وأحمد حسين الغشمي حيث أستدعيا لتناول طعام الغداء وتم قتلهما وبعد ذلك وإمعانا في الخسة والنذالة تم احضار جثتي عاهرتين فرنسيتين ووضعهما بجوار جثتي الأخوين الحمدي في خرابة مهجورة في أحد أحياء صنعاء ( والغريب أن فرنسا لم تغضب ولم تطالب بفتح تحقيقا في ذلك) .

الزعيم الاخواني الأشهر في تأريخ اليمن محمد محمود الزبيري قتل بالرصاص في منطقة برط وكان يقود الحمار الذي يركبه الشيخ عبدالمجيد الزنداني وتم إلقاء القبض على القتلة حالا وتم إيداعهم السجن الخاص بالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وبعد أيام من الحادثة إدعى الأحمر أن القتلة المجرمين تمكنا من الهرب وأقفل الملف يومها .

السياسي الجنوبي الأبرز في مرحلة الاستقلال الفقيد محمد علي هيثم الميسري والمعارض لاحقآ مناضل ورئيس وزراء سابق في عدن أغتيل بقات مسموم في مقيل (مجلس) الرئيس علي عبدالله صالح يوليو 1993م بعد تأكد عفاش من قيام هيثم بالتواصل مع علي البيض عبر الشهيد صالح أبوبكر بن حسينون أثناء الأزمة التي أدت الى حرب 1994 على الجنوب .

إبن سياسي جنوبي شهير ربطته بعد اعلان وحدة 1990م علاقة صداقة مع أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وكانت لقاءاتهم شبه يوميه وفي أحد أيام الأزمة التي أدت الى الحرب حصل أن أقام الشيخ الأحمر عزومة غداء لمشائخ من خولان وكان إبن السياسي الجنوبي متواجد من ضمن المعزومين بجوار الشيخ الأحمر , لاحظ أحد مشائخ خولان أن الشيخ الأحمر مهتم بالشاب الجنوبي ويقدم له قطع اللحم الجيدة وبعد الفراغ من الطعام وعند مغاسل الأيدي أمسك الشيخ الخولاني بساعد الشاب وضغط عليه بقوة حتى إنحبست الدورة الدموية في يده وقال له يا أبني لاحظت الشيخ الأحمر مهتم بك إهتمام غير عادي !! يا أبني أحذر المرة القادمة .. إذا أعطاك الشيخ الأحمر لحما فلا تأكله ولكن إدفعه لأحد أبنائه أو لأحد من أتباعه !!!.