السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السيد الفاضل عبدالباري عطوان. لست متأكداً مااذا كان هذا خطابك ام لا حول مشكلة الجنوب. على كل حال انا هنا احاول ان أرد على الفكرة وليس الشخص.
اخي الكريم عبدالباري اكثر من 20 عاماً ونحن تحت الاحتلال من قبل قوات علي عبدالله صالح ومن والاه ولم تحرك فيك ساكنا. تم نهب ثروات الجنوب وتدمير مؤسساته. تم تجريف موارده وتخريب ثقافته وتشريد ابنائه وتسريح قواته المسلحة وحرمان شعبه من التعليم والصحة وجميع سبل العيش الكريم. بحت حناجرنا ونحن نستجديكم كلمة حق متعاطفة معنا ولم تستجيب لنا أقلامكم التي كنا نعتقد انها حرة. دسنا على كرامتنا وأوجدنا المبررات بعد غزوة 94 ونادينا باصلاح مسار الوحدة ايمانا منا ان الوحدة تستحق ان نضحي من اجلها بالغالي والنفيس. أين كُنْتُمْ حينها ؟ لماذا لم تقفوا معنا حينما كان قلمكم يمكن ان يصنع الفرق انتم وكثير من الكتاب والمفكرين العرب. عانينا كثيراً. سحقت احلامنا بوطن تسوده المساواة والعدالة الاجتماعية تحت اقدام الامن المركزي والحرس الجمهوري والامن القومي والامن السياسي والفرقه الاولى مدرع وقوات مكافحة الاٍرهاب ( الحراك الجنوبي).حرمنا من الوظيفة العامة وجردنا من الترقيات العسكرية، منعت عنا المنح الدراسية. عمم ونظم وشجع الغش وتحول الى ثقافة نعاني منها حتى اليوم. لم تستطع رؤوس اموالنا الدخول في اي منافسة تجارية فإما ان يكون العسكري والقبيلي الحاكم شريكاً معك او الويل والثبور وعظائم الأمور( تلفِق لك التهم الكيدية فإما ان تنجوا برأسك وتترك راسمالك او تذهب انت وراسمالك). كنا نقتل في الشوارع يومياً ويهان ويعتقل مثقفينا وكوادرنا. أخذت منا الذبحة القلبية والجلطة الدماغية قهراً بمقدار ما أخذ منا رصاص مكافحة الشغب والارهاب ان لم يكن اكثر.عن اي ثروة نهبت من قبل هادي تتكلم؟.هل هناك في الجنوب من يصدق انه بعد اكثر من20 سنة من التجريف المنظم للثروات والموارد والتدمير الممنهج للمؤسسات سيبقى شيء يمكن ان ينهب!!!
أين كُنْتُمْ حينها اخي الكريم عبدالباري لماذا لم تأتي الى عدن لكي تتعرف بنفسك على مايحدث ثم تقول كلمة حق. عندما كانت الوحدة تهان وتسحق تحت اقدام حكام عدن من العسكر والقبائل كُنْتُمْ في صنعاء تتغزلون بالوحدة وصانع الوحدة تحت سماء مغطاة بضجيج( الوحدة او الموت). وكنا في عدن نعرف ماذا يعني الموت ولم نكن نعرف ماذا تقصدون بالوحدة.
اخي العزيز عبدالباري قبل عام عندما زحفت جحافل العسكر والمليشيات مجدداً نحو عدن في اجتياح غاشم غادر فاحش بالفجور لم نسمع منك استهجاناً او استنكاراً!!!! كل ما كان عليك ان تفعله هو ان تشير لهم (بناءاً على شعارهم )بان القدس باتجاه الشمال وليس باتجاه الجنوب وان الصهاينة لم يتواجدوا ولا يتواجدون في عدن.
اخي عبدالباري عندما جاء الأصدقاء لنجدتنا بناءاً على استغاثتنا وهم عرب ومسلمون مثلنا ضد قوة انقلابية استعمارية منفذة لمخطط اجنبي غير عربي تقول عنهم اليوم محتلون. اما دعاة الوحدة او الموت فهم من وجهة نظرك فاتحين جدد ومجددين.( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
)الحجرات 9.
من تسميهم محتلون هم اخوة لنا في الدين والعقيدة والدم. يبنون المدارس ويجهزون المستشفيات ويساعدونا على نشر الامن والامان وتثبيت الاستقرار. اختلطت دماء ابنائهم الزكية بتراب ارضنا الطاهرة. يعانون معنا كما نعاني من فساد وإفساد دام اكثر من 20 عاماً تخللته حربان طاحنتان قضتا على الأخضر واليابس.
اخي الفاضل عبد الباري نحن لم نستنجد بأجنبي ولا عدو لكي نغزو ارض احد او نستبيح ثروات احد. نحن لم ننهب ارض ولا موسسة في الشمال. لم نستولي على معسكر ونسرح افراده. لم نسجل ابنائنا في اي وظيفة في محافظة من محافظاتهم بدلاً عن ابنائهم. نحن لم نستخرج بطاقه هوية باسم اي قرية من قراهم او مدينة من مدنهم. لم ندفع بعشرات بل مئات الطلاب الى جامعاتهم بدون منافسة بدلاً عن ابنائهم. نحن لم نرسل آلاف الطلاب في منح الى الخارج من الجنوب على انهم شماليين. لم نغلق في وجه طلابهم جميع كلياتنا ومعاهدنا العسكرية.
اخي عبدالباري نحن لم نعتقل رئيسنا الذي انتخبناه فقط لانه جنوبي ولم نحاصر رئيس وزرائنا الذي توافقنا عليه فقط لانه جنوبي ولم نعتقل وزير دفاعنا فقط لانه جنوبي(رئيس ورئيس وزراء ووزير الدفاع الذين حكموا البلاد لمدة ثلاثين عام لم يمسهم احد حتى اليوم في صنعاء فقط لأنهم ليسوا جنوبيين).
اخي عبدالباري عطوان نحن ندرك جيداً في اي مستنقع كنا ومستوعبون جيداً صعوبة ما ينتظرنا ونحن لها ان شاء الله. فقط ساعدونا في ان نعيش بسلام بان تكفوا أقلامكم عن التحريض علينا. نحن شعب شب عن الطوق ونعرف مصلحتنا جيداً ومستعدون لتحمل مشقة العيش بكرامة وحرية وهي حياة تستحق ان نستبسل من اجلها. اما الوحدة فهي لا زالت حلم كل وطني من الخليج الى المحيط. عملنا على تحقيقها وأفشلتها قوى الظلام وسنعيد الكرة ان شاء الله متى ما نضجت الظروف. اما الجنوب فلا تقلق عليه اخي الحبيب فهو في أيدي أهله وليس من هو احن عليه منهم. وستبدي لك الأيام ماكنت جاهلاً.
اخيكم
ا. د. عبدالناصر الوالي
عدن
22-6-2016
|