عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-05-02, 05:09 AM   #89
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,958
افتراضي

لمن يسلم السلاح.؟!
… .....

المفاوضات العبثية التي تجري في الكويت بين وفدي الشرعية والإنقلابيين يثير الكثير من السخرية لما وصلت لها هذه المباحثات الصبيانية من نتائج سلبية.
بمنطق العقل بعيدا عن فرض سياسة الواقع، هل يعقل إن يسلمهم الحوثي كل شيء ويعود الى صنعاء مكبل اليدين؟ إذا كان الرجل يملك الكثير من الأوراق وأدوات الضغط ومنها سيطرته على كل مفاصل الدولة في صنعاء وغيرها، فلا يعقل إن يقوم بتسليم كل ذلك دون أي مقابل يذكر ؟ فهو بهذه الصورة يضع حبل المشنقة على رقبته.

ما يثير مخاوفنا كجنوبيين هي نقطة تسليم السلاح، فهذه الجملة في ظاهرها الرحمة ولكن في باطنها العذاب، إذا ذكر السلاح كم يشعر الإنسان الجنوبي بالحسرة والندم، لإن هذا السلاح هو الذي قتلنا ودمر بلادنا وشرد شعبنا، هذا السلاح الذي لم يدخل حربا حقيقية خارج حدود الدولة الا في الجنوب، هذا السلاح الذي ملئت به الأرض الجنوبية، من أجل قتلنا بدم بارد، كم شاهدنا مخازن كبرى للمتفجرات والألغام تم إكتشافها في عدن ولحج وأبين وغيرها، هذه الأسلحة لو كان عفاش ونظامه وفر قيمتها لكانت عدن تنافس أكبر مدن المنطقة اقتصاديا وتنمويا، ولكنه الحقد الدفين المتأصل داخل صدر هذا الرجل الديكتاتور.

اليوم عندما نسمع وفد الشرعية وهو يطالب بتسليم السلاح من الحوثي وعفاش، نحن نطرح سؤال من هي الجهة المخولة باستلام هذا السلاح؟ من هي الجماعة التي تؤتمن على إن يكون السلاح تحت تصرفها وبين يديها؟ وهل سلاح المقاومة الجنوبية الذي أخرج الحوثي ومرغ أنفه في التراب سوف يسلم لحكام صنعاء الجدد، ويعود الى مستودعاتهم؟.

إن الحديث عن السلاح واستلامه من مليشيات الحوثي وعفاش تشكل نقطة في غاية الخطورة نحو شعبنا الجنوبي الذي ذاق الويل والعذاب من هذا السلاح المحرم، أو حتى لدول الخليج نفسها.

إن الطريقة الوحيدة التي يطمئن لها المواطن الجنوبي هو إن تكون هذه الأسلحة تحت رقابة وإشراف دول الخليج، باعتبارها صاحبة الوصاية على اليمن لفترة قد تمتدت لعدة سنوات، اما إن يعود إلى مخازن صنعاء فهذه كارثة وسوف تكون لها نتائج سلبية، لان كل الأحزاب الشمالية بدون استثناء ضالعة في تدمير اليمن شمالا وجنوبا، فأي فصيل يضع يده على السلاح سوف يعيد الأمور مع مرور الأيام إلى حالة التوتر والمواجهة مجددا سواء على المستوى الداخلي أو حتى على المستوى الخارجي.

فهل أدركت دول التحالف مغبة الوقوع في خطأ إستراتيجي قد ينعكس سلبا على مستقبل العلاقة اليمنية الخليجية وقد يظهر قيادي شبيه بعفاش والحوثي يحمل حقد نحو من دمر قواته وجيشه ويحمل في صدره نزعة الإنتقام، لأن اليمن سوف تعود دولة ذات سيادة بعد استسلام الحوثي وعفاش، فيحق لهذه الدولة إن تشتري السلاح من أي دولة كانت وتتحالف مع أي تكتلات في العالم، ونرجع الى نقطة الصفر من جديد، والمتضرر الأكبر هي دول الأقليم التي كلفتها الحرب عشرات المليارات.

الولايات المتحدة ودول التحالف بعد إنتصارها في الحرب العالمية الثانية على النازية وحلفائها، منعت تصدير السلاح لهذه الدول، بل ومنعت عليها تصنيعه أو المتاجرة به، فتحولت العقول في كل من ألمانيا واليابان الى أكبر دول منتجة ومصنعة الا في مجال التسليح العسكري فإنه محرم عليها ما يقرب من سبعة عقود من الزمن، نتمنى على أشقاءنا في الخليج أن ينتبهوا لموضوع السلاح فهو أخطر بند في المباحثات، وإن يمنع تسليح الجيش اليمني الا عبرهم وتحت أنظارهم، والا فإننا نعيد الأمور الى المربع الأول.

✍🏻 محمد بن زايد الكلدي .
الأحـد 2016/5/1م
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس