عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-04-04, 05:52 PM   #117
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,951
افتراضي

الآن انتصرنا على الوحدات العسكرية والاجهزة الامنية اليمنية ، ولم يتبق امامنا الا الانتصار على الثقافة الحزبية اليمنية
-----------------
بقلم/ علي هيثم الغريب المحامي

المشهد الجنوبي الراهن إن كان على مستوى العلاقة بين مكونات الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية وشرائح المجتمع الجنوبي أو على مستوى وضع بعض محافظات الجنوب التي تم تسليمها بالتعاون مع الرئيس هادي ونائبه بحاح للحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية ، لا يمكن أن يسّر المحتل ، حيث يشكل هذا المشهد التاريخي بين الجنوبيين وضعاً لم يسبق له مثيل في تاريخ النضال الوطني الجنوبي ضد المشروع اليمني منذ أكثر من نصف قرن من الزمن، والذي يتجلى في التفاهم والتقارب بين ابناء الجنوب ، ويجسد سلوك يعزز وحدة الصف الجنوبي ، عوضاً عن العمل لإيجاد الحد الأدنى للتوافق على خلفية الثوابت المبدئية الوطنية الجنوبية التي يعلن الجميع عن تمسكهم بها.‏

إن هذا المشهد الجنوبي الجديد الذي ينعكس ايجاباً على هذا الشعب وصبره وتضحياته ويقوي تقرير مصير الشعب الجنوبي وقضيته العادلة ، حيث نرى في الكثير من دول العالم العلم الجنوبي والصور التي تعكس تضامن ابناء الجنوب يدخلان البيوت في كل مكان تقديراً واحتراماً لشجاعة وإصرار هذا الشعب على التشبث بوطنه وبحقوقه المشروعة ومقاومته الباسلة للوحش اليمني خاصة الوحش الحزبي الذي يمارس أبشع صور التزوير لهويتنا العربية الجنوبية ، ويقوم بالتدمير المبرمج لكل مقومات الحياة في الجنوب العربي ، ويجري كل ذلك من أجل خلق المقدمات الهادفة إلى إركاع هذا الشعب واستسلامه من جديد بالجوع والموت البطيء لإرغامه على قبول الحلول التي تصاغ الآن في صنعاء.

إن حالة التقارب بين مكونات الحراك الجنوبي السلمي وفشل ثقافة الاحتلال التي صنعت من قبل الاحزاب اليمنية في الجنوب توحي أن المعايير الوطنية الجنوبية للحوار والتشاور تراعي جيداً القدر الكافي من المسئولية في اتخاذ القرارات التي جسدتها الورشة الوطنية الجنوبية يوم 31 مارس 2016م في عدن ، في الوقت الذي يحتاج فيه الشعب الجنوبي إلى أقصى التزام بهذه المعايير لأنها هي الأساس لنجاح المؤتمر الجنوبي الجامع بأذن الله ، ولعل مضمون المؤتمر الجنوبي الجامع ذاته يحتاج إلى قدر كبير من الوضوح في الرؤية ومراجعة نقدية للمراحل السابقة وتشخيص دقيق لواقع الحال الجنوبي والعودة إلى المفاهيم الأساسية لاستراتيجية الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية والشرعية التي وقفت مع الجنوب في حربها ضد مليشيات الحوثي والطاغية صالح بكل أشكالها وفق آليات وبرامج لا بد من التوافق عليها.‏

وعلينا ان لا نخدع انفسنا من جديد باللعبة السياسية التي تمارسها اطراف الاحتلال اليمني أو تلك الاصوات المشبعة بالثقافة الحزبية اليمنية التي تحاول ان تحاصر التوجه الوطني الجنوبي الجديد ، وما تلك الثقافة الحزبية اليمنية سوى احتلال يمني آخر جلبت للشعب الجنوبي كل خيبات الأمل وعمقت الخلافات والصراعات العبثية بين أبناء الشعب الجنوبي الواحد . والثوابت الوطنية التي جسدتها الورشة الوطنية الجنوبية ، والتي لا يمكن أن تكون ورقة للمساومة هي الوحيدة القادرة على إعادة اللحمة بين الجنوبيين ولايملك أي طرف الحق بالتنازل أو التفريط بالتراب الجنوبي ، مهما تباينت في ادواتها ، فهي اساس إقامة الدولة الجنوبية المستقلة ، والالتزام بهذه الثوابت هو المخرج الوحيد لتجاوز الاوضاع الراهنة التي تزداد عمقاً وخطورة واستفحالاً كلما جرى الابتعاد عن هذه الثوابت، وبقدر الحرص على هذه الثوابت الوطنية فإن الأمل يصبح مشرقاً في الخروج من نفق الخلافات والتباينات العبثية المظلمة وهي الأساس للوحدة الوطنية الحقيقية بين جميع مكونات الشعب الجنوبي السياسية والمجتمعية.

لقد استجابت مكونات الحراك الجنوبي والشرعية الجنوبية "للورشة الوطنية الجنوبية" التي تعمل على انقاذ الجنوب اولاً من الاحزاب اليمنية التي تشكل جسراً للقبائل والجيش اليمني الغازي ، والوقوف على مسافة واحدة من الأطراف الجنوبية ووضع أطر أمام كل الاطراف وترك مسألة الاتفاق لهم مع وجود سقف زمني للتشاور وللحوار، حتى عقد المؤتمر الجنوبي الجامع ، ولابد من مشاركة الجميع وبحقوق متساوية في المؤتمر الجنوبي الجامع وعرض كل طرف لوجهة نظره كأساس لتجاوز التباينات الحالية، ما يؤدي بالضرورة إلى خلق قوة جنوبية موحدة قادرة على الوقوف في وجه الاحتلال اليمني.
عموماً وبالوحدة الجنوبية انتصرت المقاومة الجنوبية ، وباذن بالوحدة السياسية ستنتصر.
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس