بن فريد في حواره مع صوت المقاومة: محافظ عدن ومدير الأمن لوحدهما يواجهان الإرهاب الذي يواجهه العالم كله, و أطالبهما بتكوِين جهاز لمكافحة الإرهاب يخضع لسلطة المحافظ ويضم خيرة رجال الجنوب ..
24 جمادى الأولى 1437هـ - 03 مارس 2016 م
بن فريد في حواره مع صوت المقاومة: محافظ عدن ومدير الأمن لوحدهما يواجهان الإرهاب الذي يواجهه العالم كله, و أطالبهما بتكوِين جهاز لمكافحة الإرهاب يخضع لسلطة المحافظ ويضم خيرة رجال الجنوب ..القيادي الجنوبي البارز أ. أحمد عمر بن فريد ( صورة من الأرشيف):
حاوره: محسن الجحافي:
مقدمة:
استكمالاً للحوار القيّم والشيّق الذي أجرت "صوت المقاومة الجنوبية" الأسبوع الماضي الجزء الأول منه مع أستاذنا القيادي السياسي والكاتب الإعلامي الجنوبي البارز أ. أحمد عمر بن فريد الذي نوّر صفحات عددنا السابق ها هو ضيفنا الكريم يشرفنا وينوّر صفحاتنا اليوم مجدداً ضيفاً عزيزاً في حوارٍ من القلب إلى القلب تناول فيه قضايا و شئون غاية في الأهمية تهم الجنوب والشعب الجنوبي - المقاومين منهم والمواطنين-, يسعدنا ويشرّفنا أيضاً, نشر ما جاء فيه, والذي تناول في ثناياه أسئلة و تساؤلات المواطن الجنوبي و رؤية أستاذنا القيادي الجنوبي البارز والكاتب السياسي أ. أحمد عمر بن فريد عنها نقدمها لكم في هذا الحوار الذي جاء فيه:
ملخص لبعض ما جاء في الحوار:
-لماذا لا نظهر نتائج التحقيق مع قتلة الشيخ عبدالرحمن العدني و نستغلها إعلامياً لنكشف الحقيقة للعالم!؟!
-محافظ عدن ومدير الأمن لوحدهما يواجهان الإرهاب الذي يواجهه العالم كله, و أطالبهما بتكوِين جهاز لمكافحة الإرهاب يخضع لسلطة المحافظ ويضم خيرة رجال الجنوب ..
-عن أي سرِّية وأمان نتحدث إن كانت حتى هواتف محافظ العاصمة ومدير الأمن والكوادر العسكرية والأمنية جميعاً تحت مراقبة أجهزة التنصت في صنعاء ؟؟!!
-أغلب العناصر انظمت للقاعدة و أنصار الشريعة لظروف معيشية صعبة أو لفهم خاطئ للدّين و تطبيق الشريعة, و من الواجب محاولة إعادتهم إلى جادة الصواب...
-رغم إمكانيات سلطات الاحتلال المكرسة منذ 94م, سلاحنا أقوى من سلاح الاحتلال ألف مرة؛ لأننا نقدم الحقيقة ..
-لا بُد للجنوبيين مِن امتلاك رؤية استراتيجية شاملة وترك الترقيعات قبل أن يأتي أقوى منا ويقول لنا انتهى وقتكم أو عودوا إلى ساحاتكم..
-الاعلام العربي والدولي ينفذ "أجندة سياسية " وهو جزء من أدوات السياسية التابعة لتلك الدول..
-الاحتلال يرفع شعار الوحدة على طريقة رفع داعش والقاعدة لشعار الإسلام ..
-دعونا نفوِّت على أقطاب الاحتلال هذه الفرصة ولنضغط على جراحنا مهما كانت مؤلمة..
النص الكامل للجزء الثاني من الحوار كما يلي:
حاوره: محسن محسن الجحافي:
1 ) قوى الشمال تمتلك شبكة ضخمة ممن يتولون مهمة تقديم صورة مشوهة عن الجنوب للعالم والرأي العام على مستوى الدول الشقيقة والصديقة, فهل لدى الجنوب جبهة دبلوماسية تعمل على تصحيح الصورة وايصال صوت الجنوب والتأثير على قادة الرأي العام الخارجي , العربي منه والدولي ؟
لا شك أن قوى الشمال تملك إمكانيات وعلاقات عامة في الحقلين الإعلامي والسياسي كبيرة جداً ومؤثرة إلى حدٍ بعيد مقارنة بالجنوبيين, وهذا بطبيعة الحال يعود إلى عدة عوامل منها على سبيل المثال أن هؤلاء قد كرسوا كل الإمكانيات المالية الكبيرة والتمثيل السياسي لما يسمى بدولة الوحدة منذ 1994م حتى اليوم لصالحهم ولصالح أهدافهم ورؤيتهم فقط, فعمدوا إلى تأهيل الآف الكوادر من أبنائهم من خلال بعثات خارجية حرم منها شباب الجنوب على شتّى المستويات, كما أن ما يوجد لديهم من مؤسسات إعلامية تابعة للدولة تم تسخيرها لخدمتهم أيضا, ناهيك عن المؤسسات الإعلامية الخاصة التابعة لبيوت سياسية وتجارية شمالية تعزف على نفس النغمة أيضاً, ولم يقتصر الأمر على هذا فقط, بل مما زاد الطين بلة أنهم كمن يرفع راية الإسلام ويتحدث باسمه بينما الإسلام منه براء .. تماماً كما تفعل داعش والقاعدة؛ هؤلاء يرفعون شعار الوحدة الذي يستقبل في العالم العربي كمفهوم شبه مقدس وفق نظريات القوميين العرب, بينما ممارستاهم هي ممارسات احتلال حقيقي ولا علاقة لها بأي معنى من معاني الوحدة ... وفي الجهة الأخرى نجد أنفسنا في الجنوب على النقيض من كل ما ذكرتُ, ولكني أعتقد أن هذا الصراع الذي يتجسد فيه صراع ما بين الحق والباطل, هو صراع تقليدي عبر التاريخ ولنا شرف كبير كجنوبيين أن نكون في الطرف الذي يمثل الحق, ورغم كل ذلك فهناك جهود كبيرة جداً على المستويين السياسي والإعلامي تقوم بها نخب الجنوب في الخارج لتصحيح الصورة ووضع العالم أمام حقيقة ما يحدث .. باختصار سلاحنا أقوى من سلاحهم ألف مرة؛ لأننا نقدم الحقيقة للعالم بينما هم يقدمون الكذب بكل امكانياتهم التي تحاول حجب الحقيقة عن الظهور ... ولكن الحقيقة تبقى حقيقة, والكذب يبقى كذباً.
2 ) حول الجنوب في الإعلام العربي والدولي, كيف يقرأ أستاذنا القيادي السياسي والكاتب الإعلامي البارز أحمد عمر بن فريد مكامن الخلل واسباب الغياب الجنوبي عن منابر الاعلام عن منابر الاعلام " العربي والدولي " الذي يسيطر عليه المحلل السياسي الشمالي والمتحدث الاعلامي او الصحفي الشمالي حتى في المواضيع المتعلقة بشأن الجنوب ..؟ أين الكادر الجنوبي ؟ هل هو غائب أم غيّبـَـته السياسة الاعلامية للإعلام العربي والدولي؟
هذا سؤال ممتاز .. ومن المهم أن يستوضح المواطن الجنوبي الحقيقة , لأن الأغلبية من أهلنا في الداخل والخارج تعتقد أن ظهور الإعلاميين الشماليين في مختلف المحطات الفضائية العربية هو نتاج "شطارة" منهم أو سعي حثيث للعمل والظهور..! هذا غير صحيح طبعاً, الحقيقية هي أن الاعلام بشكل عام ينفذ " أجندة سياسية " وهو جزء من أدوات السياسية لتنفيذ هذه الأجندة التي تتبع هذه الدول أو تلك والتي بدورها تملك هذه القناة الفضائية أو غيرها .. وفي هذه الحالة من المستحيل لهذه القنوات أن تعمل إلا وفقاً للخط الإعلامي المرسوم لها بدقة من قبل المطبخ السياسي , فتعمد إلى استظافة من يمكن أن يظهر أهداف هذه الدولة وليس العكس, حتى إن تم استظافة "رأي آخر" لغرض ذر الرماد في العيون من باب أن هناك حرية رأي, فتلاحظ أن صاحب الرأي المخالف يتم وضعه أمام ثلاثة آخرين ممن يختلفون معه, فلا يحصل من الوقت إلا على ثلثه بينما ثلاثة أرباع الحلقة تذهب الى الراي الآخر .. هذه خطط إعلامية باتت مكشوفة وتعيسه, الإعلاميين الجنوبيين أثبتوا على قلة ظهورهم أنهم أكِفـاء وقادرين على طرح قضيتهم بشكل صحيح وحضاري, ولكن للأسف الشديد هنالك تجاهل وتجهيل متعمد لهذه القضية بمفهومها الحقيقي . بدليل أنك إن أردت أن تتحدث بموجب مفهوم آخر, تفتح لك الأبواب الإعلامية على مصراعيها, في تقديري أننا في الجنوب نفتقد إلى وسيلتنا الإعلامية المؤثرة .. أقصد امتلاك قناة فضائية خاصة بنا على مستوى وامكانيات كبيرة.
3 ) أحد النشطاء الاعلاميين نشر على صفحته منشورا قال فيه انهم بالأمس التقوا مصادفةً بالعميد جواس وانه قال لهم : ( " اذا كان التحالف ومن يسمون أنفسهم الشرعية قد خذلوا عيدروس وشلال , فمن الواجب علينا نصرتهم , وعلى كل أبناء الجنوب نصرتهم ليبرهنوا لهم أنهم أصحاب حق ويلتفّون خلف من سينتزع لهم حقهم, ومن الواجب أن ننصرهم إذا كانوا قد خذلوهم" ) ..
الســؤال هنــا : كيف يمكن للمواطن نصرة القيادة الجنوبية ممثلة بقائد المقاومة الجنوبية اللواء عيدروس الزُبيدي والقائد العميد شلال شائع؟ وهل سيظل المواطن منتظراً إلى أن يظهر القائدان عيدروس وشلال مثلاً بخطاب علني يناشدان المواطن أو يطلبان النصرة والوقفة إلى جانبهم حتى يتحرك المواطن؟؟
بداية دعني أتجاوز المعطى الأول في السؤل الخاص بالعميد جواس .. لسببين .. الأول أنه المناسب عدم البناء على معطى ربما لم يحدث! أو ربما فسر بطريقة أُخرى .. وثانياً - وهذه نصيحة سياسية مني شخصياً لجميع إخواني الجنوبيين – أنه ليس من مصلحتنا أبدا ومهما كانت الأسباب أن نضع أنفسنا في جهة مقابلة لدول التحالف لأننا إن فعلنا ذلك, سنكون قد ارتكبنا خطأ استراتيجياً كبيراً يخدم الأعداء على الطرفين ( الحوثيين وصالح من جهة والاصلاح وحلفاءه من جهة أخرى ) .. كما أننا سنضع أنفسنا دون أن نعلم في كفة المواجهة مع دول التحالف ,, هذا ما تتمناه القوى الشمالية بطرفيها وتعمل عليه بكل السبل .. علينا أن نتحلى بالصبر والحكمة لأن الحرب لم تضع أوزارها بعد ولم يحن وقت الحلول السياسية, مع يقيني أن هناك بعض الحقائق المؤلمة التي لا يمكن إنكار وجودها كمثل إهمال المقاومة الجنوبية وعدم استيعابها أو دعمها .. وغيرها من القضايا المؤلمة الأخرى الخاصة بالجرحى و أُسر الشهداء .. لكن علينا ألا نحمّل دول التحالف وحدها هذه الأخطاء, لأني على يقين أن القوى الشمالية هي انتجت هذا الواقع المؤلم حتى تضمن ردة فعل جنوبية تخرجنا من إطار التحالف تماماً وتضعنا في حالة نقيض معه .. دعونا نفوِّت عليهم هذه الفرصة ونضغط على جراحنا مهما كانت مؤلمة.
الجانب الآخر الخاص بمساعدة القائد عيدروس والقائد شلال .. أنا في تقديري الشخصي أن أفضل تعامل مع هذه الوضعية هي "امتلاك رؤية استراتيجية شاملة" .. علينا أن نبتعد عن الحلول الترقيعية ككل, القائد عيدروس والزميل شلال علي شائع هم جاءوا مِن قلب الحراك الجنوبي و أهدافه الاستراتيجية, ولهم على الساحة مئات بل الآف الزملاء من القياديين والكوادر السياسية والعسكرية والأمنية والإدارية التي ناضلت ولا زالت من أجل استقلال الجنوب, أين نحن اليوم من هذا الهدف؟؟ لماذا لا نملك ككل رؤية مشتركة للعمل كفريق واحد .. من الأفضل للأخوة في قيادة المحافظة في عدن ولحج وغيرها من المحافظات الجنوبية المحررة أن تعمل على إيجاد هذه الرؤية المتكاملة بالحوار الجدي مع مختلف الشرفاء من أبناء الجنوب في الداخل والخارج .. كيف يمكن أن نموّن أنفسنا بأنفسنا مثلاً ؟ كيف يمكن أن تكون لنا مصادرنا المالية الخاصة بنا ؟ كيف يمكن أن نضع الخطط التي تضمن إيرادت مالية ؟ وكيف نبني أجهزة أمنية بالاعتماد على الذات ..! كيف نملك رؤية اقتصادية وعسكرية وسياسية .. ماذ ننتظر ؟؟ المواطن الجنوبي .. ينتظر من قيادته أن تقوده إلى بر الأمان وهو سوف يتبعها وفقاً لما تطرحه عليه وما تلزمه به .. أنا أطالب أن تجري نقاشات علنية أو سرية من أجل هذا الوضع قبل أن يأتي من هو أقوى منا ويقول لنا انتهى وقتكم الآن .. عودوا إلى ساحاتكم كما كنتم ..!! علينا أن نملك رؤية متكاملة ونجعل من الساحات سلاح لتنفيذها في حال اعترض عليها أي طرف .. هذه بلادنا وهذا وطننا نحن.
4 ) هناك من يعمل على خلط الأوراق في العاصمة عدن سواء بإعداد المفخخات أو زرع المتفجرات أو تنفيذ الاغتيالات أو حتى عبر الترويج للاشاعات ... الســــــؤال في فرعين:
أ – بماذا تنصح السلطة المحلية للعاصمة ممثلة بالمحافظ عيدروس ومدير الأمن شلال للقيام به لإشراك المواطن بفعالية وتنسيق لتتكامل الجهود لتفعيل المؤسسات, وكذلك أمنياً للحد من الجريمة بكشفها قبل وقوعها وتعقب وضبط الجناة والخلايا الإرهابية والعفاشية التي تسعى إلى إفشال جهود بناء العاصمة والدولة الجنوبية ؟
ب - وما الدور المطلوب من المواطن لمواجهة ذلك و أقلها الشائعات الإعلامية وللمساعدة في إنجاح جهود القيادة والسلطات المحلية الجنوبية في العاصمة عدن خصوصاً وفي الجنوب عموماً لما من شأنه إنجاح جهود توفير الأمن وتحقيق الاستقرار ؟
مع ثقتي الكبيرة في الكيفية التي يدير بها الأخوان المحافظ ومدير الأمن مثل هذه القضايا في عدن , إلا أنه لا بأس من النصيحة والتذكير .. فلا شك بأننا نواجه " آفة خطيرة " بكل معنى الكلمة, فرئيسة جهاز الأمن القومي في الولايات المتحدة الأمريكية السيدة / كونداليزا رايس التي واجهت أحداث 11 سيبتمبر اعترفت أن مواجهة الارهاب مسألة معقدة جداً , وقالت أنها أشبه بالذي يجلس في غرفة مظلمة لها عدة أبواب ويتوقع أن يحصل عليه هجوم في أي لحظة ولكنه لا يعلم من أي باب وفي نفس الوقت لا يستطيع أن يشاهده !! قلت سابقاً أن المحافظ في عدن ومدير الأمن يواجهان لوحدهما الارهاب الذي يواجهه العالم كله , وطالبتُ ولا زلت أطالب أن يكوِّنا جهازاً لمكافحة الإرهاب يخضع لسلطة المحافظ فقط ولا علاقة له بأي سلطة تنفيذية لأي جهاز أو وزارة .. وأن يتم الإعلان عن ذلك رسمياً, وأن يضم في بنيته خيرة الرجال والكفاءات الجنوبية الشريفة والنزيهة في عدن, وعلى أن تعمم هذه التجربة في مختلف محافظات الجنوب, أساس هذا الجهاز يستند على قسم خاص بـ"البيانات والمعلومات" وقسم يتعلق بـ"المراقبة والاتصال" والقسم الثالث يتعلق ب "قوات خاصة" يتم تدريبها على أعلى مستوى, والقسم الرابع يختص بالتوجيه والارشاد والمناصحة الدينية التي من الممكن أن تقوم بها رجالات الدين في الجنوب ... أخي العزيز .. ما لم يكن لدينا مثل هذا الجهاز المستقل, سوف يستمر الإرهاب يمارس جرائمه فينا .. الحكومة هاربة في الفنادق وغارقة في الفساد حتى أُذنيها , و آخر اهتمامها ما يحدث في الجنوب ولا أبالغ إن قلت أن بعض الوزراء سعداء بما يحدث في عدن وخاصة الشماليين إن لم يكونوا مساهين في ذلك. هل بالله عليك من المعقول أن يكون هاتف المحافظ ومدير الأمن وبقية الكوادر العسكرية والأمنية تخضع لمراقبة أجهزة التنصت في صنعاء حتى اليوم ثم نطلب السرّية والأمان والفعالية ؟؟!! هذا لا يعقل أبداً .. ومن جهة أخرى سمعنا عن القاء القبض على أحد (أو بعض) قتلة الشيخ عبدالرحمن العدني .. لماذا لا نستغل ذلك إعلامياً ونظهر نتائج التحقيق ونكشف الحقيقة للعالم .. المواطن العادي سيكون جزء رئيسي من أي عمل أمني منظم, لأنه المتضرر الأول من عدم الاستقرار ولكن في تقديري أنه ينتظر التوجيهات والتعليمات حتى يتمكن أن يساهم بدوره وهذا لن يكون إلا وفق خطط واضحة لن يقوم بها إلا جهاز خاص بمكافحة الارهاب.
5 ) يرى البعض ضرورة التعامل بالتفاهم واللين مع العناصر التابعين لما يسمى بأنصار الشريعة او عناصر القاعدة من ابناء الجنوب , ويقترح التحاور معهم بما يطمئنهم على مستقبلهم بأنه آمن ومطمئن لهم , بأنه مثلا لن يتم ملاحقتهم أمنيا ولا مضايقتهم سياسيا او فكريا , وبطمأنتهم بأن الشريعة الاسلامية هي الدستور الوحيد الذي سيتم تطبيقة في البلاد ..ووو الخ , بالمقابل يتم طلب او فرض مغادر وترحيل عناصر القاعدة الآخرين من ابناء الشمال وربما العرب ان وجدوا ..
الســـؤال : وفقاً لخبرتك السياسية واطّلاعك, ما مدى منطقية مثل هكذا طرح ؟ أقصد؛ هل تراه طرحاً معقولاً يمكن تطبيقه على أرض الواقع؟
قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المبين: (( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.. )) صدق الله العظيم ,, وهناك آيات قرانية كثيرة تحث الرسول الكريم عليه السلام على اتبّاع نهج اللين والحكمة والحوار, لا السيف والعنف .. ولا شك أن الأغبلية من العناصر التي انظمت للقاعدة أو أنصار الشريعة قد فعلت ذلك لأسباب بعضها يتعلق بظروف معيشية صعبة والبعض نتيجة فهم خاطئ لمعنى الدّين وتطبيق الشريعة .. هؤلاء من الممكن جداً, بل من الواجب محاولة إعادتهم إلى جادة الصواب من خلال "المناصحة" وهناك تجربة رائدة في هذا المجال اتبعتها وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية بالإمكان الاستفادة منها, ومن حق الأخ المحافظ ومدير الأمن الحصول على ما يفيدهم من هذه التجربة إن طلبوا ذلك بشكل رسمي من الداخلية السعودية مثلاً . . أما القيادات الكبيرة في هذه الجماعات التي تلطخت أيديها بدماء المسلمين والذين ينفذون أجندات سياسية خارجية ويرتبطون بأجهزة استخبارية دولية, فهم الخطر بعينه الذي يجب اجتثاثه من جذوره, انظر إلى الشباب الذين يفجّرون أنفسهم في عمليات انتحارية ويسمونها استشهادية !! تأكد لنا الآن أن هؤلاء الشباب يتم دفعهم إلى مثل هذه الجرائم عبر تعاطيهم لبعض الأدوية والعقاقير الخاصة بالهلوسة والتي تجعلهم فاقدي الشعور والإحساس , فلا يمكن لعاقل منهم أن يقدم على مثل تلك الجرائم وهو في كامل قواه العقلية ... تابع السيرة الذاتية لهؤلاء الشباب واسأل عنهم من يعرفونهم سيقولون لك أنهم لا يصدّقون أن من قام بتلك الجرائم البشعة هو فلان ابن فلان ذلك الشاب الرائع الذي كنا نعرفه تمام المعرفة !! إذاً هنالك ثغرات ينفذ من خلالها مجرموا هذه الجماعات إلى هؤلاء الشباب .. أولاً الترغيب بالمال ثانياً التهيئة الذهنية من الناحية العقائدية لعقليات طرية محدودة الثقافة, وثالثاً استخدام الأدوية والعقاقير المخدرة عند التنفيذ .. هذه الحلقات يجب تفكيكها واحدة تلو الأخرى ضمن خطة مكافحة الارهاب.
لتصفح الجزء الأول من الحوار, يمكنكم الوصول إليه من هذا الرابط:
http://southresistance.net/read-news/316682