عن القائد اللواء أحمد سيف محسن
د عيدروس نصر ناصر
منذ توليه قيادة المنطقة العسكرية الرابعة وأنا أحاول الكتابة عن هذا القائد العسكري أعني اللواء أحمد سيف محسن المحرمي اليافعي، لكنني ترددت عن الكتابة لسببين ألأول أنني لا أحب الحديث عن الأشخاص كأفراد إلا من توفاه الله، وأنا أتمنى للواء أحمد سيف العمر المديد والصحة والسعادة الدائمتين، والسبب الثاني هو أن اللواء أحمد سيف صديق وزميل وابن منطقتي وابن الدائرة الانتخابية والحي السكني وهو ما يجعل شهادتي فيه مجروحة، وظننت أن ما كتب عنه من آراء وما ناله من تأييد واستحسان لأدواره الرائعة في تصميم خطة تحرير عدن ورسم وتنفيذ خطة استعادة العند وتحرير لحج المحافظة وتمكين المقاومة والسلطة الشرعية من حصد ثمار معركة لم تكن متكافئة، لا في العدة ولا في العتاد، ناهيك عن أدواره السابقة التي لا يعرفها الكثيرون، أعتبرت أن كل هذا يغنيه عن شهادتي.
لكن ما تداولته وسائل الإعلام ومواقع ووسائل التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، عن وضع اللواء اليافعي تحت الإقامة الجبرية على خلفية تقديمه الاستقالة بسبب عدم الاستجابة لمطالب فصائل وأفراد المقاومة وعجز السلطة (الشرعية) عن القيام بما ينبغي من تأمين حقوق الأفراد والضروريات المادية واللوجوستية والفنية لمواجهة الوضع الأمني المنفلت في عدن والمنطقة الرابعة عموما، كل هذا دفعني لتناول هذه القضية ليس من منظار الموقف الشخصي لكن من باب تأكيد ما سبق وإن قلناه مرارا، ويهمني هنا التأكيد على القضايا التالية:
1. لقد استلم اللواء أحمد سيف قيادة المنطقة الرابعة بعد استشهاد القائد العملاق الشهيد اللواء علي ناصر هادي وفي أعقد مراحل المعركة مع الغزاة الانقلابيين، وكان يمكن أن يكون مصير الأخ أحمد سيف كمصير الشهيد علي ناصر هادي لكن عناية الله وحدها حفظته وكان إشرافه على معركة تحرير عدن تأكيدا لا يقبل الجدال على أن تلاميذ مدرسة جيش جمهورية اليمن الدينقراطية الشعبية لم يفقدوا المهارة والكفاءة والقدرة على خوض المعارك وصنع الانتصارات وقد كان أحمد أحد هؤلاء التلاميذ النجباء لتلك المدرسة الخالدة الذكر.
2. لقد نجح القائد أحمد سيف في تمتين روابط الكفاحية بين من تبقى من القادة العسكريين وبين قيادات المقاومة الجنوبية والتعاون مع قوات التحالف العربية التي دخلت عدن بعد تلقي الغزاة ضربات موجعة على أيدي المقاومة الجنوبية، واستطاع من خلال هذا أن يصنع جيشا جديدا خاض المعركة بنجاح لم يكن يتوقعه الكثيرون بما في ذلك أنصار المقاومة الجنوبية أنفسهم.
3. لم يتنطط القائد أحمد سيف ولم يتدلل على قيادة السلطة (الشرعية ) ولم يتطالب بالترقية أو الحصول على مكاسب ومكافآت شخصية كما فعل بعض الذين أدلوا بأربعة أو خمسة تصريحات وراحوا يطالبون بالتوزير أو الحصول على منصب مستشار، كما إنه لم يتنقل في مواقفه بين مختلف الموائد الدسمة، بل ظل منكفئا على نفسه زاهدا في الألقاب متورعا عن المكاسب التجارية والاستثمارية، ولم يأت إلى موقعه القيادي إلا تكليفا وفي لحظة مخاطرة كان يمكن أن يكون رأسه ثمنا لأبسط غلطة يمكن أن تحصل في حين كان النافذون والمتفيدون يتنقلون بين المدن والعواصم ويسكنون الفنادق الفارهة ليأتوا لاحقا يدعون صناعة النصر.
4. إن اللواء أحمد سيف ليس لديه مطالب شخصية تتعلق بوضعه الوظيفي أو المادي أو ما يستحقه من مكافآت، وهو يستحق الكثير، بل إنه يطرح أمورا ينادي بها كل المسؤولين والوزراء والمستشارين وكل المواطنين وبالتالي فليس لديه ما يخشى منه أو يخاف عليه ومواقفه معروفه وموقعه الحالي معروف.
5. إنني أدعو جميع أصدقاء الزميل اللواء أحمد سيف وكل المتضامنين معه إلى التروي والتصرف بهدوء وعدم اتخاذ أي مواقف انفعالية أو اندفاعية والاكتفاء بالتضامن بالوسائل الحضارية والمدنية حتى تتم تلبية المطالب التي يطرحها قائد المنطقة والتي هي مطالب كل رجال المقاومة وكل المواطنين.
إننا بهذا ندعو فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه الأستاذ خالد محفوظ بحاح وكل وزراء الحكومة إلى تحمل مسؤولياتهم السياسية والوطنية والأخلاقية في معالجة المشكلات التي تعاني منها المناطق (المحررة) من خلال اتخاذ التدابير البناءة التي يمكن أن تنقل الوضع من حالة الحرب إلى مرحلة الاستقرار وإعادة الإعمار وجعل المواطن يشعر بالأمان والسكينة وأن لا يتركوا مدخلا للعابثين والمتربصين ليدمروا ما أنجز ويمنعوا تحقيق أي نجاحات قادمة أما معالجة المشاكل من خلال الاستقواء في وجه الشرفاء واللين مع العابثين والمستهترين فلن يكون من نتائجها إلا حصد المزيد من الخسائر التي نسأل الله أن يجنب وطننا الحبيب إياها.
هذا ما نراه والله من وراء القصد وهو أعلم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور
#عيدروس نصر ناصر
|