عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-02-03, 08:49 PM   #316
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 42,019
افتراضي

هل يستحوذ الجنوبيون على المناصب القيادية؟

خلال الأسابيع القلية الماضية سمعنا من عدد قيادات الجنوب المشهود لها بالكفاءة والثقة رفضهم للمناصب التي عُرضت عليهم ليتقلدوها في الحكومة الشرعية، وهذا الأمر يحمل وجهة نظر منطقية بثناياه.

في الحقيقة هناك رأيين وكلى الرأيين لهما وجاهتهما وعذرهما المنطقي والمقبول ،الرأي الأول يرفض المشاركة في حكومة هادي الشرعية من مُنطلق بأن هذه الحكومة حكومة أحتلال ولم تُنتخب من الشعب الجنوبي ولاتُمثله ، وأن عرضها للمناصب على الجنوبين ماهو إلا محاولة للأحتواء والأنضواء تحت جناح الشرعية الذي لا يمثل الشعب الجنوبي ، وهذا المنطق في واقعه ومُعطياته صحيح والعديدين يتبنونه مقابل الأصرار على تحرير الجنوب وعودت دولة لما قبل سنة 90 .

أما الرأي الثاني فيتمثل ببراغماتية سياسية لها أيضاً حجتها ومنطقها وواجهتها ، ويرى بأن على كل جنوبي يتم عرض منصب قيادي عليه في الحكومة الشرعية ، عليه أن يقبله دون تردد ، ويسوق أصحاب هذا المنطق حجتهم القاضية بأنه في حال ما أذا سيطر الجنوبيون على مُعظم المناصب القيادية كوزراء ومحافظين ونواب محافظين ومدراء عامين ورؤساء قطاعات نفطية وغيرها من مناصب سيفرضون أجندتهم الجنوبية من خلال أمتلاكهم الشرعية المُعترف بها ، وعلى سبيل المثال في حال ما أذا تم السيطره على اغلب المناصب الحكومية في حكومة الشرعية فيمكنهم طرح قضية حق تقرير مصير الجنوب من خلال الطلب من الأمم المتحدة الأشراف على ذلك وبالتالي ومن المؤكد سيصوت الجنوبيون لصالح الاستقلال .

هكذا هو الحال الأن في الجنوب قد يكون سيناريو الرأي الثاني خيالي ومجرد أمنية ، ولكنه في الحقيقة قابل للتطبيق ويمكن أن يحقق النصر والتحرير بأقل الخسائر طالما أن ذلك جاء من حكومة شرعية مُعترف بها من كل دول العالم والأمم المُتحدة ولايمكن للمجتمع الدولي أن يعترض على رغبة شرعية .

ليس مهماً حالياً تحقيق ذلك وقد تكون الأمور الداعمة لكلى الرأيين لم تنضج بعد للتقرير فيما أذا كان يمكن تبني أي رأي منهما ، ولكن من المهم التفكير بهما ملياً والتباحث بشأنهما أصبح ضرورة تحتمها الظروف الموضوعية للجنوب الذي يُسيطر الأن على 80% من مساحة الجنوب ، أن السياسة البرغماتية هي السياسية التي تحقق الهدف النهائي المطلوب ومن يتبعها وفق خطوات محسوبة بأتقان وتخطيط سليم سيكسب رهان ذلك دون أدنى شك ، وهذا أمر عادي في التعاملات السياسية ، قد يكون المشاركة في حكومة هادي قبل استيلاء الحوثي على السلطة مغامرة غير محسوبة العراقب ولكن الان وفي ظل هذه الظروف اعتقد سيكون المشاركة بحكومة بحاح والأستحواذ على المناصب القيادية لاشك بأنها ستمثل ضربة معلم لصالح الجنوب.

فأي الرأيين يمكنها تحقيق التحرير والأستقلال؟
بقلم /أنور الرشيد. https://m.facebook.com/story.php?sto...89787887824969
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس