مقال رائع جدا
منقول...
قال احدهم مفاخراً ..زعيمنا قال "الحرب لم تبدأ بعد "
فأجابه الأخر وسيدنا قال "سنقاتل إلى يوم القيامة"
في المجتمعات التي يرتع فيها الجهل تتخذ لها معايير للزعامة والبطولة تختلف عن تلك المعايير التي تضعها المجتمعات الأكثر تعلماً ومعرفة .
فهناك مجتمعات تقدس وتمدح من يجلب لها الحروب ويجعلهم وقوداً لها ومجتمعات أخرى تنظر بإعجاب لمن يجنبها الحروب ويتحاشا إشتعالها .
كما تنظر لمفهوم القائد بأنه ليس الأكثر تضحية بأتباعه ولكن الأكثر حرصاً عليهم .
ولهذا يظل اليابانيون مفاخرون بالإمبراطور "هيروهيتو" ويرفعون صوره لأنه أعلن التنازل من أجل ايقاف الحرب وجنب بلاده مزيداً من الخراب والدمار بعد أن قُصفت بلاده بقنبلة نووية .
فيما تجد الألمان يصفون هتلر بالدكتاتور والنازي ومازالوا يعتذرون عن ماقام به ويقدمون التعويضات لانه جعل من جيشه وأتباعه أدوات حرب ودمار وضحى بالملايين منهم وظل نقطه سوداء في تاريخهم .
لا يمكن للأمم ان تتقدم وهي تمجد سفك الدماء ولايتحقق العدل من خلال إذلال الناس وقمعهم ولاتنتصر أي جماعة عن طريق الأشلاء ولاتصنع الزعامات على أصوات العويل والبكاء .
أصبحت بوصلة الشعوب في تقييم حكامها وقادتها من خلال ما مدى تقديسهم للإنسان وإنحيازهم لحقه في الحياة والعيش بحرية وكرامة سوا كان معارضا لهم أو موالي .
حتى الإسلام من غرس ثقافة
« وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنمَا أَحْيَا النَاسَ جميعًا » والذي لم يميز في إحيائها بحسب دينها أو لونها أو عقيدتها بل توسع حتى شمل إنحيازه للحياة للحيوان والطيور والشجر وأخبرنا أن إمرأه دخلت النار بسبب هره حبستها واخرى دخلت الجنة بسبب كلب أسقته .
لا يمكن لدين وضع هذه القواعد أن يكون هو نفسه من يبيح مهاجمة الناس وقتلهم داخل بيوتهم ومحاصرة مدنهم وتجويعهم وتعذيبهم في السجون ويحل نهب أموالهم وممتلكاتهم لمجرد إختلاف أرائهم .
من ينتمى لدين الإنسان والسلام فهو مسلم فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .
|