[علي المفلحي]

الاخوة الكرام ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احب اوضح لأحبتي في الله تفاصيل ماحدث في الميناء ..

في يوم 28 رمضان الماضي قامت المقاومة الجنوبية بتحرير مدينة المعلا من الحوثة بفضل من الله تعالى .. وبعد تطهير ميناء عدن قمنا بتأمين الميناء واشركنا معانا بعض شباب المقاومة من المعلا و القلوعة .. لانهم من ابناء الارض .. وذلك كي نتمكن من الذهاب للمشاركة في تحرير قاعدة العند وبنفس الوقت الحفاظ على اهم مرفق حكومي وهو الميناء ..

بعد ذلك قدر الله وانفجر بنا لغم ارضي في قاعدة العند بعد تحرير القاعدة من الحوثه .. وسافرت على اثرها الى الاردن للعلاج ..

وحينما عدت من الاردن بعد علاج دام اربعة او خمسة اشهر تقريبا .. وجدت ان افراد المقاومة التي تقوم بتأمين الميناء اكثر من 500 فرد ومقسمين الى 13 مجموعة وقد كانوا قبل سفري الى الاردن اقل من 100 فرد على شكل 3 مجاميع ..

فقمت اولا بتوحيد جميع فصائل المقاومة تحت قيادة واحدة وتحت مسمى واحد وهو المقاومة الجنوبية بميناء عدن ..

وبعد ذلك رأيت ان كثير من افراد المقاومة في الميناء يشتكون من الفساد المتواجد في الميناء وذلك بعد عودة الموظفين المتمثل بالمسئول عن الرصيف ويدعى احمد حسين .. حيث كانت هناك صفقات يقوم بها احمد حسين مع بعض التجار لتهريب بعض البضائع دون خضوعها للجمركة .. وهذا مما اثار غضب افراد المقاومة .. حيث كانت تخرج تلك البضائع تحت حراسة من بعض البلاطجة الذي كان يستعين بهم احمد حسين من خارج الميناء والذين لاتربطهم اي صله بالمقاومة .. وقد قام عدد من افراد المقاومة بتقديم عدة شكاوي الى الجهات المختصه ولكن دون جدوى وهذا قبل عودتي من الاردن ..

فعقدت اجتماع موسع لافراد المقاومة في الميناء لتحديد المطالب الشرعية ورفع تلك المطالب للاخ المحافظ كي ينظر بها وهي كالتالي :

1- تشكيل لجنة رقابية على الاعمال الادارية والشحن والتفريغ داخل الميناء وتكون مرتبطة بالمحافظ مباشرة .. واما تكون معينة من المحافظ او يتم تعيينها من قبل قيادة المقاومة في الميناء ..
2- ترتيب اوضاع المقاومة بوظائف عسكرية او مدنية .. للحد من تفاقم البطالة وسوء المعيشة التي يعانون منها افراد المقاومة وعدم التمييز المناطقي في التوظيف ..
3- صرف رواتب لكل افراد المقاومة في الميناء دون اقصاء احد طوال الفترة الماضية والتي هي حق الخمسة اشهر للفترة التي حافظوا بها على اهم منشأة وهي الميناء .. اسوة بباقي افراد المقاومة والذين كانوا يحمون باقي مرافق الدولة ..

وبالفعل التقيت بالمحافظ ورفعت له هذه المطالب ووعد بتنفيذها وطلب مني ان يتم تسليم الميناء للشرطة العسكرية باسرع وقت ممكن .. وكان ذلك يوم الاربعاء قبل الماضي ..
واخبرته ان المقاومة ليس لديها اي مانع بتسليم الميناء ولكن يجب اولا ان يتم احتواء افراد المقاومة بوظائف معينة كي لا يشعر ان اهتمام قيادة المحافظة باستلام الميناء اكثر من اهتمامها بترتيب اوضاع الذين قاتلوا وحرروا هذا الميناء .. فوعدني المحافظ انه سياتي الى الميناء يوم السبت الماضي وسيجلس مع افراد المقاومة ..

وبالفعل حضر يوم السبت كل من المحافظ وشلال وحسين عرب واحمد سيف قائد المنطقة ..

فوعد المحافظ بتلبية جميع المطالب ولكن بعد تسليم الميناء له .. فكان ردة فعل جميع الافراد رافضة كل الرفض بتسليم الميناء الا بعد تلبية مطالبهم المشروعة .. والسبب في ذلك يعود الى ان مبنى محافظة عدن الكائن في المعلا والذي كان تحت حماية سامح بازرعة وافراد مجموعتة وعدوهم بتلبية مطالبهم مقابل تسليم مبنى المحافظة للشرطة العسكرية وقد كان ذلك قبل شهر ونصف تقريبا وحتى الان لم يتم الاستجابة لمطالبهم والتي هي شبيهة بهذه المطالب .. فاصبح عامل الثقة مفقود بين المقاومة وبين قيادة المحافظة ..

بعد ذلك خرج جميع المسئولين من الميناء وهم المحافظ وشلال وحسين عرب واحمد سيف وبقي داخل الميناء الاطقم التابعة لمعسكر الصولبان وكذلك اطقم الشرطة العسكرية .. حيث دخلت تلك الاطقم مع موكب المحافظ حينما زار الميناء .. فقامت بالانتشار داخل الميناء وهذا مما اثار حفيظة افراد المقاومة .. واحس افراد المقاومة في حينها أنهم خدعوا وان حقوقهم سلبت .. فقاموا بالمقابل بالانتشار داخل الميناء مقابل انتشار الاطقم العسكرية ..

اتصلت بالمحافظ لتهدئة الوضع وحاولت اقناع الطرفين بالعدول عن هذا الانتشار .. و ذكرتهم بالخندق الواحد الذين كنا نقاتل منه للدفاع عن ارضنا ولكن دون جدوى ..

المحافظ وشلال طلبوا ان تخرج المقاومة من الميناء اولا ثم يتم تلبية المطالب ..

والمقاومة طلبت ان يتم تلبية المطالب قبل خروجهم من الميناء والجلوس بالشوارع دون توظيفهم .. لان كما اخبرتكم ان عامل الثقة اصبح معدوم بين الجانبين ..

استمر الحال كما هو طوال يوم السبت حتى ظهر اليوم التالي .. وانا احاول اقناع الطرفين بالقبول بطلب الطرف الاخر ولكن دون جدوى ..

بعد ذلك اتت طلقات نارية من العمائر المجاورة للميناء الى اماكن تمركز المقاومة وكذلك الى المواقع التي انتشر بها افراد الجيش .. فاندلعت الاشتباكات من الطرفين دون توقف .. واصيب من خلالها ثلاثة من افراد المقاومة .. ومن جهة اخرى قامت مقاومة المنصورة بالسيطرة على جولة كالتكس وقطع الطريق لمساندة مقاومة ميناء عدن ( المعلا) وكذلك قامت مقاومة لحج بقطع الطريق العام في لحج والقبض على كل من ينتمي الى الضالع كي تساند مقاومة الميناء .. واستمر الحال كما هو عليه حتى الساعة الخامسة عصرا .. حيث انتقلت الاشتباكات بعد ذلك الى شوارع المعلا .. وانتشرت اطقم تابعة للمحافظة بشوارع المعلا .. وقامت ادارة الامن بتعزيز عدد من الاطقم الى جانب قوات معسكر الصولبان وذلك بعد انسحاب اطقم الشرطة العسكرية من الميناء وعدم الدخول بالاشتباكات .. وهذه نقطه يشكرون عليها واخص بالذكر احمد الحدي قائد الشرطة العسكرية ..

وبعد الحاح قام المحافظ مشكورا بسحب اطقم المحافظة من شوارع المعلا للحفاظ على الدم الجنوبي ووحدة الصف بين ابناء الجنوب ..

وبعد انسحاب اطقم المحافظة استجاب افراد المقاومة لوقف اطلاق النار من جانب واحد .. وهذه خطوة يشكرون عليها ..

اتصلت بابو همام بعد المغرب وطلبت منه التدخل السريع لحل هذه المشكلة بحكم ان ابو همام هو قائد المقاومة الجنوبية في عدن .. وبالفعل ذهب ابو همام الى عقد لقاء سريع مع قائد القوات الاماراتية .. والذي وعد قائد القوات الاماراتية بتلبية كافة مطالب المقاومة دون قيد او شرط .. اتصل بي ابو همام واخبرني بذلك وطلب من كافة فصائل المقاومة في عدن الى تهدئة الوضع والعودة الى منازلهم حقنا للدماء .. وبالفعل بعد ذلك انسحبت افراد المقاومة من الميناء استجابة لأوامر ابو همام وقد كان ذلك تقريبا مع الساعة الحادية عشرة مساء يوم الاحد .. ولان الوقت كان ليلا مكثت انا ومجموعتي لحراسة الميناء في المواقع التي كان يسيطر عليها افراد المقاومة خشية من قيام سرقات في المكائن والبضائع المتواجدة في الميناء .. واتصلت بقائد الشرطة العسكرية احمد الحدي و ابلغته ان المقاومة انسحبت من الميناء وطلبت منه الحضور كي يستلم مننا باقي المواقع في الميناء .. واتفقت معه على ان يتم التسليم صباح اليوم التالي ..

وبالفعل صباح الاثنين استلم احمد الحدي الميناء وكلا منا عاد الى منزله .. ونحن نأسف الى كل قطرة دم ذرفتها العروق الجنوبية .. ونسئل المولى ان يغفر لنا ذنوبنا وان يوحد صفنا ويبعد عنا الفتن ..

وفي يوم الثلاثاء اتصل بي قائد المنطقة العسكرية احمد سيف وصرف لافراد المقاومة مبلغ وقدرة 500 ريال سعودي لكل فرد .. والان نحن نعد ونرتب الكشوفات الخاصة بأفراد المقاومة كي يتم استيعابهم بوظائف في مرافق دولتنا الجنوبية ..

هذا ماحدث بالتفصيل .. والله على ما اقوله شهيد ..

وارجو من ابناء الجنوب جميعا ان لا ينجرفوا الى داء المناطقية القذرة وان يتحد الجميع للحفاظ على امن واستقرار عاصمتنا عدن .. وان نكون اداة بناء لا اداة هدم ..

وتحياتي لكل جنوبي غيور على وطنه .. ولا نامت أعين الجبناء ..
غسان السعدي