أيها الأعزاء، أيها المقاومة الجنوبية الأبية في السلطة وفي الساحات الجنوبية ... أيها الابطال الذين حملتم اكفانكم بايديكم لمواجهة عصابات الطاغية صالح وسيد الجن الحوثي ... إنكم تدركون أن هذا القرار بالنسبة لنا جميعاً (قرار السلطات المحلية بتثبيت الأمن والأستقرار وقرار المقاومة بضرورة تسليم المرافق بعد استيعابهم استيعاب وطني حقيقي في مؤسسات الجيش والامن والجهاز المدني) إنما هو بمثابة تجرع الكأس المر ، كأس نتجرعة جميعا لأن امكانياتنا لا تفي - ايها المقاومة البطلة- حتى بتحقيق أبسط حقوقكم .. ولإرضاء الله تعالى وصيانة ديننا، والمحافظة على الأهداف العظيمة التي ضحى من أجلها خيرة شباب وشابات الجنوب وشعبنا الابي ، أقدمت السلطة المحلية على هذا الأمر ، فتقبلوا مشروع بناء الدولة الجنوبية حتى على حساب مطالبكم المشروعة ، كما ونطالب السلطات المحلية بعدم الافراط بالعنف وعدم ملاحقة ابطال المقاومة ، وعلى ابطال المقاومة الجنوبية ان تدرك انه لو كانت السلطات المحلية تمتلك الامكانيات لما سالت قطرة دم واحدة ...
إننا قد ثرنا من أجل ديننا ووطننا ، وكذلك حاربنا، الغزاة والآن ومن أجل هذا الدين وهذا الوطن قبلنا التحدي.
فقد قامت السلطات المحلية بشرح دواعي قرار تسليم المرافق والمؤسسات لكم ، طوال الاشهر السابقة حتى لا تفهم المقاومة هذا المشروع على نحو خاطئ، ولا ينحرف أي إنسان عن مبادىء واهداف المقاومة.
وفيما يلي نص البيان الذي كتبه الاستاذ علي هيثم الغريب ، اول سجين سياسي ، واحد مؤسسي الحراك الجنوبي السلمي ونائب رئيس مجلس قيادة المقاومة الجنوبية ...
الصادر في هذا اليوم 4 يناير 2015م ، والمسمى ببيان البيانات:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بيان البيانات
أيها الشعب الجنوبي العظيم
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة في مجلس التعاون الخليجي ودول التحالف
أيها الرجال الابطال في المقاومة الجنوبية
يا اخوتنا في السلطات المحلية الجنوبية
إنّه يومكم جميعاً(نعم جميعاً) ، أنّه يوم تأسيس ملامح الدولة الجنوبية الفتية ، فقد جاء هذا اليوم بعد حراك جنوبي سلمي قدم شعبنا خلاله آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين ، وبعد قتال شرس أثبتت المقاومة الجنوبية فيه أنها آهله لطرد الاحتلال اليمني وغزاة مران والطاغية صالح استمر مائة يوم في الجنوب قاوم فيها الشعب الجنوبي قوى البغي والعدوان اليمنية ، بكل ما تجمع لديها من إمكانات عددية وعتاد ، ومن خبرة الدجل والشعوذة في إطار تعبئة الشر واستنفار الحقد على الجنوب العربي في أعمق مكامنه حتى ظن الأشرار وظن معهم كثيرون أنّ احتلال الجنوب وتصفية الحراك الجنوبي السلمي سيكون بنفس طريقة غزو 1994م ، إلا أنّ الله وهمم الجنوبيين رجالا ونساء مدعومين بدول التحالف العربية وبجهد ودعاء كل الخيّرين قد خيبت آمالهم ووصل حالهم إلى ما وصل إليه بعد طول منازلة وقد وضعتهم معارك المقاومة الجنوبية وآخرها معركة رمضان المبارك وعمليات رأس عمران والمطار والوادي الكبير في موضع الإعياء والعجز العام بصورة رسمية ، وكان الفرار والاستسلام كتعبير عن هذه الحقيقة بعينها...
إنّه الانتصار العظيم الذي يسجله الجنوب العربي اليوم باسم المقاومة الجنوبية ، وباسم كل المسلمين في المعمورة والإنسانية إنّه انتصار للحاضر والماضي والمستقبل، لذلك فإنّنا ندعو السلطات المحلية الجنوبية والمقاومة الجنوبية الاحتفاظ بهذا الانتصار العظيم من خلال معالجة حقوق ومطالب المقاومة الحقيقية وعلى المقاومة الجنوبية ان تساعد السلطات المحلية في استتباب الأمن والشروع بالبناء ، وبغض النظر عما ستكون عليه نتائج ما ينتظرنا من تطبيق للفقرات الأخرى من قرار مجلس الأمن رقم 2216 والذي سوف وبأذن الله ستنفصل نتائجه عن الحقائق التي سنثبتها على الارض من خلال بناء مؤسسات الدولة من خلال دمج المقاومة باجهزت السلطات الجنوبية ، فالجنوب بين أيدينا ولم يبق إلى بناءه ، وهذا يتطلب يقظة شعبنا واقتداره المتنامي في تثبيت الأمن والاستقرار في عدن وفي أنحاء الجنوب ، ودعم دول التحالف العربية لهم بتفاعل أخوي عظيم ...
ثبتوا الأمن أيها المقاومون الابطال الأماجد فأنتم الجيش الوطني الجنوبي وأنتم الشرطة المدنية وأنتم الأمن ...
ثبتوا الآن دولتكم وإلا لا انتصارات لكم ستذكر ...
وعلى دول التحالف ان تعالج مطالب المقاومة لان السلطات المحلية لا تمتلك الامكانيات المطلوبه لذلك بل ان السلطات المحلية الوليدة تتجرع الكأس المر كما تتجرعه المقاومة الجنوبية ....
أنه يوم البناء النقي ويوم الأصوات الشريفة... ويوم الأيدي البيضاء التي تمتد لكل أبناء الجنوب الجنوب من حوف المهرة الى سناح في الضالع الى عبد الكوري في سقطرى والى باب المندب في عدن بالعون الأخوي إلى حيث البطولة والجهاد الملحمي في بيحان ومكيراس وكرش . وإنّه يوم كل يمني رفض الحرب والعدوان ، واكتشف، وإنْ بعد حين، أنّ طريق السلام واحترام حقوق الجار وإرادة الشعب الجنوبي هو الطريق الذي لا طريق غيره إلا طريق الهزائم والدمار والمهانة...
نعم أنتم أيها الرجال في المقاومة الجنوبية أربطوا الأحزمة على بطونكم الجائعة ... وأنتم أيها الابطال في السلطة المحلية في عدن نكسوا البنادق من فوق اكتافكم فالعدو الحقيقي قادم لا محالة ، أنتم وجه المقاومة أعملوا فإن الله معكم ، ولكن دون أن تفقد عيونكم اتجاهها إلى العدو المتربص بنا جميعا فأنتم المعنيين بحماية المقاومة الجنوبية التي ضحت وقدمت للوطن الكثير بل وجاعت وتريد عمل شريف يحقق لها استقرارا وأمنا ... فكما الجنوب بحاجة الى الأمن والاستقرار فالمقاومة الجنوبية هي الأخرى تحتاج إلى الاستقرار ... وكما احتفلنا بهروب آخر غازي يمني من عدن والجنوب في يوليو الماضي ، علينا اليوم ان نقطف أتعابكم وثمار عرقكم ودمائكم وما قاسيتم في بناء الجنوب ... وأنتم أيها الشهداء يا أسياد النصر وساريته وعنوانه... أيها الأكرمون إنّكم يقينا ستحتفلون على طريقتكم الخاصة، لأنّ أرواحكم الطاهرة حفظت الجنوب ومنعت المعتدين من أنْ يدوسوا أرض العرب العاربة ... إنّ أرواحكم بيننا وإنّنا نعلن عهد أصحاب العهد (المقاومة الجنوبية) بأنّنا سنحفظ الأمانة وسنصون العهد...
والله أكبر... الله أكبر والحمد لله على نصره المبين.... وليخسأ الخاسئون
علي هيثم الغريب
4 يناير 2015م
|