[صوت الضالع]

كما ألقى الكاتب والناشط السياسي أحمد عمر بن فريد كلمة جاء فيها: «أحييكم جميعا وأحيي جميع لقاءات التصالح والتسامح والتضامن الجنوبية، وأحيي روح الشهيد المنتصر محمد فريد الذي أحيا فينا جذوة النضال في ذلك اليوم. إن المقولة التي تقال إن الظلم والتعسف والقمع لا يزيد الرجال إلا صلابة قد تجسدت وشاهدتها وعايشتها أنا شخصيا، لقد مثلت حادثة المطاردة والاختطاف لي شخصيا المنظور الحقيقي للوحدة في نظرهم وفي مفهوهم الذي لا يعترف على الإطلاق بالآخر الجنوبي ولا يريده إلا أن يكون ذليلا وساكتا وقانعا، وهذا لا يمكن أن نقبله على الإطلاق. إن محاولة إرهابنا وإسكاتنا هي محاولة لإسكات الجنوب».



وأضاف: »إنني أشد على أيديكم جميعا، ونرجو ونتمنى أن نرص الصفوف ونوحد الكلمة وننبذ الخلافات ونتناسى الماضي وننطلق إلى الأمام بروح واحدة نضالية جنوبية». وتساءل بن فريد: «أين شخصيات الجنوب، قادة الجنوب في هذه الوحدة التي نتحدث عنها في كل مكان؟ مشتتون هاربون.. هل هذه وحدة والمناضلون في السجون ومطاردون؟ هل هذه الوحدة التي ننشدها؟ أحيي كل الأبطال الذين تحركوا في الداخل».

كما ألقيت كلمة عن المقاعدين والمسرحين ألقاها الأخ العقيد محمد عبدالله الجعدي فقال: «باسم المتقاعدين عسكريين ومدنيين نحييكم بحرارة ونبارك جهودكم الطيبة التي أثمرت إنتاج هذا اللقاء في محافظة لحج، التي تحمل مشاعل الثقافة والتنوير والتسامح والمدنية المعاصرة».

وعن ممثلي أبناء شبوة ألقى الأخ شفيع محمد العبد علي كلمة جاء فيها: »أصالة عن نفسي ونيابة عن إخواني في المقهورة شبوة هذه القطعة الغالية من الجنوب التي أنهكها الثأر ومزق أحشاءها، أعبر عن عميق الشكر والتقدير والعرفان لمنظمي هذا الملتقى الذي يأتي تواصلا وامتدادا لملتقيات التصالح والتسامح والتضامن الجنوبية والتي كان لجمعية ردفان شرف إشهارها واحتضانها، وعوقبت من النظام القمعي بالإغلاق».

وأضاف العبد: «إننا نعلن رفضنا الكامل لمحاولة تقديم العميد الركن ناصر النوبة للمحاكمة كما يتردد حاليا، ونطالب بالإفراج عن المعتقلين في أبين على خلفية أحداث الشغب التي شهدتها مباراة لكرة القدم وكان مثيروها رجال الأمن.. إن الدماء الطاهرة التي أريقت في اعتصامات عدن وحضرموت هي القطرات الأولى لسيول استعادة الحق.. الحرية لمعتقلي الجنوب في سجون النظام وعلى رأسهم حسن باعوم ونجلاه وناصر النوبة».

كما تحدث في الملتقى الأخ وعد عبدالله باذيب قائلا: «نعم تصالحنا وتسامحنا عندما نهبت مصانعنا وأراضينا ومزارعنا في 7 يوليو.. هذه ليست وحدة عمر الجاوي وأحمد سالم عبيد والأحمدي وعبدالله باذيب».

وفي ختام الملتقى صدر بيان ختامي تلاه أمام الحاضرين الأخ علي منصر، وجاء فيه:

«يحيي اللقاء وبحرارة الحراك السياسي الجماهيري الاجتماعي المتواصل الذي تشهده كافة محافظات الجنوب وتنامي قوته وتأثيره على مجرى الحياة العامة، كما يدين لجوء السلطة إلى استخدام القوة ضد المشاركين في الاعتصامات السلمية والتي راح ضحيتها العديد من الشهداء والجرحى في عدن وحضرموت والضالع وأبين وغيرها، كما يطالب بترحيل الجرحى للعلاج في الخارج على نفقة الدولة والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين وبدون استثناء، ويأتي في مقدمتهم المناضلان حسن أحمد باعوم وناصر النوبة. يدين الملتقى الممارسات العدوانية وأساليب النهب والسطو على أراضي المواطنين أصحاب الحق من قبل متنفذي السلطة وتطويق قرى لحج بمخططات سكنية وهمية من أجل الاستيلاء عليها دون وجه حق، ويطالب بعودة جميع الأراضي لأصحابها ملاكها الشرعيين.




يعلن الملتقى عن تضامنه مع جمعية ردفان الخيرية في عدن ويطالب برفع القيود المفروضة عليها وإلغاء قرار إغلاقها، ويعبر الملتقى عن تضامنه مع صحيفة «الأيام» جراء ما تتعرض له من تهديد وترهيب لثنيها عن مواصلة رسالتها الإعلامية السامية في الدفاع عن حقوق المستضعفين وكذا التضامن مع كل الصحف وحملة الأقلام الشريفة من كتاب وصحفيين والمواقع الالكترونية التي تعرضت للإلغاء، كما يعلن عن تضامنه مع المحامي المعروف محمد محمود ناصر وأفراد أسرته لما تعرضوا له من اعتداء سافر من قبل أفراد شرطة المعلا ومع القاضي امذيب صالح البابكري، رئيس محكمة الحوطة الابتدائية ومع المفكر العربي الكبير الدكتور أبوبكر السقاف ومع كل المقهورين الذين تعرضوا لقمع الأجهزة الأمنية.

يشيد اللقاء بالنتائج الإيجابية التي تمخضت عن لقاءات التصالح والتسامح والتضامن في كافة محافظات الجنوب، ويؤكد على ضرورة استلهام دلالاتها ومعانيها وتجسيد مضامينها في الممارسة العملية وتدارس ماهية الخطوات والآليات والوسائل الأكثر نجاعة في تفعيلها، ويؤكد المشاركون في اللقاء أن المشكلة الجنوبية أضحت أعمق وأكبر من تسوية قضايا المتقاعدين، ويحذرون من مغبة تجاهلها أو محاولة اختزالها في قضايا مطلبية بحتة ومحدودة بدون ملامسة جذر المشكلة، ويعبر المشاركون في اللقاء عن إدانتهم للسياسات الاقتصادية القائمة التي كان من نتائجها تزايد الاختلالات في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية واستشراء الفساد في جميع مفاصل مؤسسات الدولة، ويطالبون بوقف جرعات الموت السعرية وتوظيف عائدات النفط لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وأن ينال مواطنو تلك المناطق النفطية نصيبا وافرا من عائداته وأسبقية العمل في الشركات العاملة فيها.

ويشيد اللقاء بتشكيل جمعيات الشباب والعاطلين عن العمل وغيرها من الجمعيات الأخرى، ويؤكد تضامنه مع أساتذة الجامعات وموظفيها وكل المدرسين والعاملين في مجالات العلم والثقافة والإعلام والاتحادات الإبداعية والمهنية، كما يؤكد اللقاء ضرورة إعادة النظر في مرتبات شهداء الثورة ومناضلي حرب التحرير وتقديم الرعاية والاهتمام الذي يليق بهم وبنضالاتهم وتكريمهم بمناسبة حلول الذكرى الأربعين لعيد الاستقلال الوطني المجيد.

ويؤكد المشاركون في اللقاء رفضهم الكامل لما يسمى بمشروع قانون حماية الوحدة الوطنية المقدم من قبل الحكومة والذي يحمل في ثناياه توجهات خطيرة تزيد من قبضة السلطة الحديدية وتقيد حرية وحركة نشاط الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني».