[علي المفلحي]

يحدث هذا في عدن!

نشرة صحيفة الايام البحرينية اليوم الخميس 29 اكتوبر 2015م الموضوع عما يحدث في عدن الانسانية والحضارة للكاتب البحريني اسحاف يعقوب الشيخ :ـــ


الحرب في مطلق توحشها إلا في (عدن) فانها في نسبية انسانيتها: وهو ما ينعكس في صلب الثقافة الانسانية في بنية شعب الجنوب العربي والعاصمة عدن، فالجنوب تماهته خواص ثقافة تاريخية لها مؤشراتها الموضوعية والذاتية التي لم تماهِ شمال اليمن ولذلك تحديداً من المسؤولية التاريخية بمكان عدم الخلط القومي الشوفيني في دمج شمال اليمن في جنوبه ودمج جنوب اليمن في شماله فتفاصيل تاريخ الجنوب خلاف تفاصيل الشمال ولا يمكن كسر ذراع التاريخ عنوة واغتصاباً وفق رغبة الحوثيين والايرانيين والمخلوع علي صالح وغيرهم!
وعلينا انسانياً ووطنياً ان لا ندع احداً يقوم بتزوير ارادة شعب الجنوب في حرية تقرير المصير وان لا نكون جرف مشاعر قبلية وقومية تستقر بنا في مواجهة هذا الشعب الجنوبي الأبي الذي ينشد حريته واستقلاله والعودة به الى جمهوريته الديمقراطية الشعبية!
إن في الحروب كلها وعلى وجه الارض تسود الكراهية والبغضاء في الانتقام والذبح والتنكيل بين المتحاربين إلا في عدن ومحاربيها: يأخذ نبل المحبة الانسانية شأناً انسانياً مذهلاً قد لا تجده عند احد إلا في الجنوب العربي وعاصمته عدن!
وفي حرب قاسية نتائجها تشنها مليشيات الحوثيين وقوات المخلوع علي صالح يقوم العدنيون بتشكيل ورش عمل لاعادة تأهيل صغار السن من الاطفال الابرياء المجندين من الحوثيين وقوى المخلوع علي صالح الذين سقطوا اسرى في ايدي المقاومين الجنوبيين وتقول «وردة بن سميط» كما يشير من عدن «بسام القاضي» في جريدة الشرق الاوسط اللندنية انه تم تشكيل ورش عمل ترشيد لصغار السن الذين اعتقلتهم المقاومة الجنوبية وهم يقاتلون ضمن مليشيات الحوثي وقوات المخلوع في حربهم ضد مدينة عدن، وقد استهدفت ورش العمل الاطفال الذين لم يتجاوزوا سن الرشد في القيام بتعليمهم فن الرسم وشراء ملابس ومواد تنظيف، ويبلغ عدد الاطفال الاسرى ما يفوق (300) أسير وهم ما دون الخامسة عشرة وينتمون الى محافظات (صعدة) و(صنعاء) و(عمران) و(ذمار) وغيرها.. وغيرها!
إن الحدب على رعاية الاسرى من الاطفال والقيام بتسليمهم الى اسرهم في اعادتهم الى بيوتهم موقف انساني نبيل ان دل على شيء فانه يدل عن موقف انساني نبيل ينم عن خصال شعب “يحسد الاهداف الانسانية حتى في اشد الحروب ضراوة قتال وكراهية لا انسانية في قصف المنازل الآمنة بنيران عشوائية مدافع الحوثيين والمخلوع علي صالح.
وتقوم مبادرة (فداك يا عدن) في حملة نظافة بمشاركة طلاب واساتذة كلية التربية شملت تنظيف القاعات الدراسية من مخلفات الزجاج وخلافها. ان الروح الثقافية الانسانية والوطنية في الاصرار على التحرير وبناء وطن وهو ما يتجلى بثقة واثقة لدى العدنيين الذين تتفتح مواقفهم الانسانية في اشد الظروف واقساها حرباً تدميرية تجتث اليابس والاخضر الانساني في انسانية عظمة أهل الجنوب وتصميماتهم البطولية في الدفاع عن حرية واستقلال الوطن!