عدن. رغم كل الدمار وشدة الحصار. جامعة عدن تفتح ابوابها والطلاب يتدفقون أفواجا الى مقاعد الدراسة. الطلاب يعودون الى المدارس ويمتحنون لإنهاء المرحلة الابتدائية. المدارس والكليات تنظف وترمم. المستشفيات تنظف وترمم. الطرقات جميعها مفتوحه. التنقل امن من والى جميع المديريات. التنقل امن من والى خارج عدن. ميناء عدن يعمل مطار عدن أعيد ترميمة ويفتح حيناً ويقفل حيناً اخر نتيجة ضغوط كبرى يحاول العاملون عليه جاهدين على حلها. معظم الجرحى تم نقلهم الى الخارج. توجد صعوبة في الحصول على الكهرباء والغاز ولكنها أزمة مصطنعة وسنتغلب عليها. المدينة الوحيدة في العالم اللتي تتعرض لحرب والناس تعود اليها بكثافة ولا تفكر بالهجرة. المساجد أصبحت مليئة بالمصلين. نستطيع الحصول على المواد الغذائية بصعوبة وبسعر اعلى ولكنها موجودة. تشهد عدن اكبر حملة انشأ منظمات شبابية ومجتمع مدني في تاريخها بحماس منقطع النظير. الكل يريد ان يشارك في الأعمار ويتسابقون الى فعل ذالك. المقاومة تتنظم ولو ارجف المرجفون. الجيش والأمن يتشكل ببطء ولكن بثبات. الناس تنظر الى الغد بتفأول. قلقون ولكن بإيجابية. لم نعد نعاني من شحة المياه ولا انعدام الدواء. لم نعد نقصف عشوائيا. لم نعد نخشى الامن المركزي والسياسي والقومي والخاص والجمهوري والرئاسي. لم يعد بينا الكثير من الغرباء والمجهولين. اصبح لدينا أصدقاء كثر سعوديين اماراتيين كويتيون بحرانيين قطرين وعمانيين وأردنيين سودانيين ومصريين وآخرين كثر. أصبحنا نتحدث معهم مباشرة وبدون وسطاء يحسون بمعاناتنا بدون ان نئن يمدون يد المساعدة بدون ان نسال. اليوم أمامنا فرص للتعليم في الداخل والخارج اليوم أمامنا فرص للحصول على وظيفة وفرص الترقي في الوظيفة. اليوم هناك امل بمستقبل مشرق يلوح في الأفق. يكفي اليوم لنا اننا نرى أفق يلوح أمامنا وبإمكاننا الوصول اليه. هناك صعاب نعم. هناك مشاكل نعم. الحرب لم تنتهي بعد.تحملنا اكثر من خمسة وعشرون عاما من المعاناة والقهر ولم يبقى الا القليل معا سنتغلب عليه. ارفع رأسك فوق انت جنوبي حر.
* د. عبدالناصر الوالي
|