عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-09-07, 03:58 AM   #2
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 42,534
افتراضي

مفهوم الجنوب العربي عند الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية
..................................................
ان تاريخ الجنوب العربي يمثل سلسلة طويلة من التفاعلات والأحداث القديمة والوسطى والحديثة ، وهو السجل الذي يحوي حقائق تلك الحضارات العريقة( عاد الاولى وعاد الثانية الأحقاف وثمود) التي عاشها العرب العاربة ، ويسجل مراحل تطورها ودرجات نموها وتقدمها ، ويتميز تاريخ الجنوب العربي بانه وحدة جغرافية مترابطة على ساحل واحد وسهول وهضاب وجبال تشكل سلسلة متصلة ، وتعكس وحدة مجتمعية لا مثيل لها ... وكانت كل حضارة تهيء لمجيء حضارة اخرى وعلى نفس الارض.

هذه الوحدة الجغرافية للجنوب العربي شكلت وحدة الانسان والتراث والحضارة والمصير المشترك( عندما غزا البرتقاليون عدن جاءت النجدة من سواحل الشحر والغيضة وبئر علي ، وعندما غزا البريطانيون عدن ظلت صحاري عاد الثانية - ابين ولحج - ملتهبه ، وجاءت النجدة من المهرة وحضرموت وشبوة - بالضبط كما جاءت ضد الغزاة اليمنيين عام 2015م - وهو الذي خلق القرابة المتينة بين الأجداد والاحفاد.

ان تاريخ الجنوب العربي لا يجب ان ينظر اليه من جهة واحدة ، بل من جهات متعددة ... حيث كان هناك ارتباطا وثيقا بين الحضارات القديمة وبين الحضارات المجاورة وبين الاسلام. فقد اختار الله سبحانه وتعالى ارض الجنوب العربي منطلق الأمة العربية الى الشام وإفريقيا .. فحيث توجد اللغة العربية يوجد عرب الجنوب العربي .. وهم يملكون مؤهلات طبيعية لتعمير اي ارض يحلون بها ( اندونيسيا ، الخليج العربي ، ماليزيا وغيرها) ، وان تلك المؤهلات هي التي اعدتهم للنهوض بالحضارات العربية ، وبالرسالة الإلهية. وهي بعض خصائص هذا الشعب العظيم الذي هيأه الله للنهوض بالشعوب التي يحل بها.

الجنوب العربي ، اليوم ، يناضل من اجل استعادة هويته ، هوية النقاء والنخوة والبناء والسلام .. هوية الأمة العربية... وكل نضالاتنا منذ اعلان الانتفاضات الاولى ضد الاستعمار البريطاني ، وثورة أكتوبر 63م ، صبت بهذا الاتجاه ، اتجاه يكرس الهوية الوطنية التي تجسدت( وان بنسبة معقولة) يوم 30 نوفمبر 1967م. حتى ان الاستقلال الذي كانت تطالب به بعض القوى القومية الجنوبية كنا نرى فيه مطلبا مشروعا ولكنه صعب التحقيق ، وكنا نرى ان في كفاحنا من اجل الهوية الجنوبية التي تجسدت ليلة استقلال الجنوب المدخل اليها ... ولكن الكل سواء كانوا وطنيين ، ام وطنيين قوميين ، وغير ذلك من الاتجاهات الفكرية الجنوبية المتعلقة بالوحدة السياسية العربية ، أعلنوا بوضوح بناء الدولة الجنوبية اولا ، ومن ثم ممكن تنطلق رؤيتهم الوطنية القومية من نفس الدولة .. وهذا الذي حفظ جزء كبير من هويتنا الجنوبية.

ان هناك أسبابا جغرافية وحضارية منعت الاتحاد بين الجنوب العربي واليمن( لم تعلن الوحدة بين الجنوب واليمن يوم 22 مايو 1990 الا بعد سقوط الأنظمة الاشتراكية في اسيا وأوروبا التي كانت تدعم نظام الجنوب) ، ومنعت الاتحاد بين مصر وسوريا ، ومنعت الاتحاد بين العراق وسوريا ولبنان ، ومنعت الاتحاد بين مصر والسودان (رغم ان الملك فاروق كان يسمى ملك مصر والسودان) ، اذن ، فقد تعذرت الوحدة بين هذه الدول العربية نتيجة شكل الأنظمة السياسية التي لم تساعد حتى على التقارب بين الدول العربية فما بالك بوحدة أنظمة لا تعرف الا لغة الإقصاء والاستبداد... حيث لم تكن هناك وحدة سياسية داخل نفس الأنظمة العربية ، فتخيل كيف ستكون الوحدة السياسية بين نفس الدول؟!.

ولكن اذا نظرنا للشعب الجنوبي على ضوء هذه الحقائق ، فإننا نجد ان هذا الشعب تاريخيا لم يقبل الغزاة من النصارى او اليهود او اصحاب المذاهب غير السنية ، لهذا ظل مستقلا استقلالاً حقيقيا ، ومن هنا سهل بناء الدولة ، وسهل العيش بين أبناءها ، حتى في ظل انعدام الدولة ، كما هو حاله اليوم .. لكن نجد - ونقول ذلك بألم - ان الشعب اليمني المصاب بالمذهبية ( وان كانت مذهبية سياسية) فهذا الشعب لم يشهد عبر تاريخه وحدة سياسية داخليه ، ولا بينه وبين الدول المجاورة ، ولا نتصور ان تكون في الزمن القريب.
ان الوحدة اليمنية الداخلية (اي الوسط بين الجنوب العربي والمملكة العربية السعودية) لا يمكن ان تقوم اذا استولى على السلطة في عاصمتهم صنعاء احزاب او نخب قبلية ومذهبية ، الوحدة اليمنية ستقوم اذا امتلك الشعب اليمني قرارها السياسي ، وهذا لا يتوفر في شعب عظيم ولكنه مغلوب على أمره.
علي هيثم الغريب المحامي
عدن 6 سبتمبر 2015م
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس