عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-06-05, 03:59 AM   #2
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,997
افتراضي

صراع الارادات الدولية في جنوب الجزيرة العربية

بقلم الشيخ/ عبدالرب محمد النقيب

من خلال متابعة المشهد في جنوب الجزيرة العربية وبالتحديد فيما يسمى بالجمهورية اليمنية (الجنوب العربي + اليمن)، يتضح ان ما يدور يخيم عليه الغموض تارة والعشوائية تارة اخرى. وقد يقود ذلك لصراع اكبر من المتصارعين انفسهم. صراع الارادت الدولية على مستقبل المنطقة.
ان الحرب التي تخوضها قوات التحالف تبدو وكأنها حرب ناقصة احيانا. وقد تكون حربا عشوائية او حرب المستهدف منها جميع الاطراف بما فيها قوات التحالف انفسهم. مع اننا نحن كجنوبيون نكن لهم جميعا وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية كل الشكر والتقدير على موقفهم الصارم لحماية الشعوب العربية ومواجهة الامتداد الفارسي الذي يهدف الى تدمير كل العرب والمسلمين ويهدف عقيدتنا الإسلامية ومقدساتنا الدينية. والذي تخوضه ايران من خلال وكلائها الحوثيون في اليمن.
ومن حرصنا الشديد على انتصار دول التحالف بهذه الحرب والحاق الهزيمة للمليشيات الارهابية الحوثية، نرى ان المثير للتساؤل .. كيف تكون الحرب بغطاء جوي دون ان يكون لها ركيزة برية موازية لقوات العدو على الارض بالعتاد والخبرة كأقل تقدير! اضف الى ذلك غياب التأمين المطلوب كتأمين مناطق آمنة من خلالها يتم التزويد والامداد القتالي والانساني والاغاثي للحلفاء (المقاومة) وهذا مالم توفره قوات التحالف حتى اللحظة.
بل ان الذي يحصل هو تجاهل المقاومة الجنوبية التي تخوض اقوى واشرس المواجهات ضد مليشيات الحوثي وصالح.
ناهيك عن ان العدو المقابل يقف صفا واحدا، فلم تمارس ضده سياسة التفكيك.
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف تفسر قوات التحالف العربي اسمرار وصول خطوط الامداد الطويلة إلى مليشيات الحوثي وصالح المتواجدة في الجنوب وبالاخص إلى العاصمة عدن ؟!.
وهذا امر لا يقل اهمية عن الالة العسكرية ذاتها. فمن المنطقي ان تخطط اي قوات تعتزم الدخول في حرب الى تمزيق الفريق المواجه لها. وهذا مالم تسلكه مطلقا قوات التحالف حتى يومنا هذا. فلم تبحث عن ايجاد طريقة عملية لشق الجيش اليمني وتمزيقه الى فرق وكتائب والوية متصارعة لتضعف قوة الجيش وتدمر قدراته
وبهذا فإن الحرب تبدو انها ناقصة وتفتقر لمقومات مهمة للنجاح من ناحية عامة. ولدى قوات التحالف الفرصة السانحة لسد الثغرات خصوصا وانها تمثل دول وشعوب وليست فئات وطوائف كما هو الحال لدى العدو المقابل.
واذا تطرقنا لأسباب اكثر دقة وتفصيل. واتجهنا نحو الحليف الرئيسي على الارض لقوات التحالف والمتمثل بالمقاومة الجنوبية. سنرى بكل وضوح الفجوة العميقة بينهما مع انهما يحملان هدف آني مشترك وهو التخلص من مليشيات الحوثي وصالح. ومع ذلك فإن قوات التحالف لم تقم بالواجب المناط بها تجاه المقاومة الجنوبية كما ينبغي، مع انها اول واخر الحلفاء لقوات التحالف في المنطقة. وقد يكون العائق هو ما تمارسه القيادات اليمنية من تضليل ومكر ضد شعب الجنوب وضد دول التحالف. حيث ان عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية اليمنية تقدم معلومات غير سليمة لقوات دول التحالف وتقف عائقا لنجاحها على الارض. وتمنع وصول اي امدادات للمقاومة الجنوبية في عموم الجنوب من خلال تقديم احداثيات خاطئة. حيث ان تلك الشخصيات تعمل بطريقة او بأخرى ضد نجاح قوات التحالف بإعتبار ان الحوثي جزء من نسيجها الاجتماعي وتلتحم معه في حربه ضد الجنوب بكل وضوح. وهي تعمل بالمقام الاول لمنع تحقيق الهدف الاستراتيجي للمقاومة الجنوبية وهو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة. واذا استمر الوضع كذلك واستمرت قوات دول التحالف بالاعتماد على الشخصيات اليمنية في حربها ضد الحوثي وتجاهلت ارادة شعب الجنوب واجلت التعامل معها، فإن الخطر المحدق بالمنطقة سيستمر وسيتضاعف لإن الشعب في اليمن (الشمال) لن يقف ضد الحوثي وصالح مطلقا بل انه يمثل الحاضنة الشعبية لهذه المليشيات. بينما شعب الجنوب يرفض تماما هذا الفكر ويتقارب اكثر مع دول الجوار ولا سيما المملكة العربية السعودية. وبهذا فشعب الجنوب من خلال اقامته لدولته الحرة المستقلة سيرجح الكفة لصالح تحقيق اهداف دول التحالف لمنع السيطرة الايرانية الفارسية على جزيرة العرب. وسيشكل الحليف الحقيقي لدول الجوار بإعتباره شعب ودولة تطل على بحر العرب ومضيق باب المندب. واستمرار تجاهل ارادة شعب الجنوب وتأخير اهدافه المشروعة لن يقود الا لمزيدا من تحقيق انتصارات حلفاء ايران في المنطقة.
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس