[نبيل العواذل]

بسم الله الرحمن الرحيم
الاستقلال الذي يحتاجه الجنوبيون وليس الذي يريدونه!!
أتمنى ان يتفهم الجنوبيون الفرق بين الحاجة والارادة..فقد تريد شيئا ولكن الواقع يفرض عليك حاجة معينة بصورة معينة ليست بذات التصور الذي تريده....الجنوبيون يريدون استقلالا تحرريا من الشمال مطلقا بحيث يصبح اليمني الشمالي لايدخل الجنوب الا مثلما يدخل دولة اخرى هذا اذا تم السماح له بالدخول اصلا وفق تصور البعض للاستقلال...وهذا يمكن ان يكون من حق هؤلاء فيما اذا تحرر الجنوبيون بفعل انفسهم دون ان يكون هناك مساندة خارجية واقصد بها –عاصفة الحزم-ساهمت بحمدالله بنسبة 90% من نجاحهم ولكن الذي بات يقينا انه لولا مساندة عاصفة الحزم لما تمكن الجنوبيون من السيطرة على منطقة جنوبية واحدة فموالاة الشماليين للرئيس السابق صالح والحوثيين مذهبيا وجهويا وحزبيا قوية واثبتوا انهم على شجاعة عظيمة واولي بأس شديد في الحرب ومن الرجولة ان نعترف لهم بذلك ولكنها للاسف كانت مناصرة موالاة باطلة غير شرعية جاهلية جهوية وحزبية
ماالذي نحتاج اليه؟



الحاجة الانسانية
الحاجة الأعمارية
الحاجة التنموية
هي ما نحتاج له قبل الحديث عن شكل الاستقلال الذي ينشده الجنوبيون والتي قد تمتد لاكثر من عشر سنوات ربما لليمن شمالا وجنوبا .....وهو مايستدعي التعامل مع الارادة الخارجية بتدخلها القوي عبر عاصفة الحزم باحترام وجهة نظرهم تلك التي ترى في التزامها للدول العربية والعالمية بوحدة اليمن في اليمن الاتحادي كلمة عربية يجب الوفاء بها من ملوك ورؤساء يشعرون بقيمة الكلمة والوعد
دعوني اكلمكم بكل صراحة....هل ضر الشيعة في العراق بقاء العلم العراقي الذي سن شكله صدام حسين رحمه الله في تعزيز الاستقلال الشيعي لصالح ايران ....لماذا بالله عليكم لانفكر سوى بطريقة عوجاء عرجاء عوراء للاستقلال والتحرر....نحن بأمس الحاجة اليوم في اليمن جنوبا وشمالا ان نستفيد من هذا التحول الايجابي لدى دول الخليج والسعودية في مقدمتها تجاه اليمن لنعزز اواصر الثقة بيننا ليكون ذلك ان شاء الله مدعاة موجبة لدخول مجلس التعاون –كل اليمن- وليس جنوبه دون شماله..نحن بأمس الحاجة للاستفادة منهم انسانيا واعماريا وتنمويا ...بأمس الحاجة لان نتيح الفرصة لابائنا واخواننا اليمنيين في السعودية ودول الخليج العودة الي موطنهم الذي طالموا حلموا بالعودة اليه ......ان نوفر لهم بيئة آمنة استثمارية لبناء اليمن
فكروا بمئات الالاف بل الملايين من الفقراء والمحتاجين فكروا بالجوع والفقر والحاجة ...ثم فكروا بالاستقلال الذي تنشدونه بتصور لايمكن للعرب والخليجيين بل والغربيين والشرقيين ان يدعموه ....ارجوكم الحاجة الانسانية مقدمة قبل أي ارادة سياسية اخرى فيوسف عليه السلام قدم الحاجة الانسانية قبل الحاجة العقدية وعمل مع المخالف له في مصر لان الحاجة الانسانية مقدمة على الحاجات الاخرى ...ارجوكم لاتجعلوا السعوديين يندمون على موقفهم الايجابي هذا معنا ويأتي اليوم الذي ربما يقولون لو تركناهم لكان احسن لنا ولهم..فكروا بفكر الاخرين الداخلين في المعادلة كلها وعناصرها الاساسية وليس بفكرنا المحدود..تجاوزوا اثار الحرب والغدر والقهر والظلم لصالح الاهداف النبيلة والمصالح الانسانية الملحة
كتبه نبيل العوذلي
السعودية القصيم