خيانة المخلوع للحوثيين بإعلانه المشاركة في مؤتمر الرياض ليكون وصيا وممثلا نيابة عنهم!
في الوقت الذي تواردت فيه الأنباء عن إعلان الحوثيين رفضهم الحضور لمؤتمر الرياض لحل الأزمة اليمنية فيها ..سارع المخلوع إلى تأكيد حضوره إلى المؤتمر على اعتبار انه لاتوجد له خصومة شخصية مع الرياض (...)
وتتوقع المصادر بأن المخلوع سيكون ممثلا للحوثيين في حالة عدم حضورهم إلى المؤتمر وسيتم إقرار القرارات باعتباره الوصي عليهم بحكم تحالفه الأخير معهم.
وهو إلى جانب ذلك يحاول دائما ان يقدم نفسه للخليجيين على انه هو الشخص الوحيد الذي بيده حل الأزمة !
وربما يقبل المخلوع بالمبادرة الخليجية بعد اضافة بعض التعديلات عليها وقبول دول الخليج بترشيح نجله احمد لولاية اليمن بدلا عن الحوثيين
مما جعل الحوثيون يرسلون سريعا وساطة إلى السعودية للتباحث معها في شأن مشاركتهم في مؤتمر الرياض.
ولكن يبدو ان الحوثيين غير راضين عن إعادة المبادرة الخليجية التي اسقطوها بعد اجتياحهم صنعاء أو الإلتزام بمخرجات الحوار
التي يرون انها تتناقض مع طموحاتهم في السيطرة على كامل مايسمى بـ "الجمهورية اليمنية ".
وفي نفس الوقت فإن إجراء المخلوع الأخير وانفتاحه على الرياض غرضه الدفع بهم إلى التهور والاتجاه جنوبا للحسم العسكري لايجاد واقع جديد يفرضون به انفسهم على دول الاقليم
بينما سيقوم هو بقصقصة اجنحتهم في صنعاء بعد ان يغرقوا في وحل مستنقع الجنوب حيث تتواجد قواته التي ستغدر بهم في الجنوب
وحيث ستكون المقاومة الجنوبية في منتهى الشراسة ضد اي اعتداء خارجي مهما كانت موازين القوى لغير صالحهم.
وأيا كانت التعقيدات في المشهد العام فإن الحوثيين ليس امامهم سوى طريقين هما:-
إما أن يوافقوا على المشاركة في مؤتمر الرياض لسحب البساط من تحت اقدام المخلوع وعرقلة المجتمعين وكسب الوقت فقط حتى تحدث تغييرات لصالحهم.
وإما الإنتحار عسكريا والاندفاع جنوبا مقابل "وهم" صنع واقع جديد على الأرض ستتصدى له الدول العربية التي ترى في الحوثيين خطرا يهدد أمنها الجغرافي والأمني والإقتصادي.
ومادخول مصر مؤخرا على الخط وإرسال سفيرها إلى عبدربه منصور ودعمها لشرعيته إلا دليلا ساطعا على ان محاولة اجتياح الجنوب
لن تكون نزهة مريحة كما يتصورها الحوثيون أو اتباع المخلوع الذين ينتظرون شهري مايو ويونيو
لتسهيل إسقاط العاصمة الجنوبية عدن من الداخل عبر معسكراتهم المنتشرة في طول الجنوب وعرضه
حيث تزداد معاناه الناس في هذين الشهرين بالذات اكثر من اي شهور اخرى .
فقد انسحبت شركة الكهرباء الامريكية من عدن في هذا التوقيت بالذات تحت اعذار واهية وفي تزامن واضح مع تهديدات الحوثيين والمخلوع باجتياح الجنوب.
إلاّ أن كل من روسيا والصين بدأت بالتنبّه إلى الفخ الذي يعده المخلوع لحليفيهما ايران والحوثيين.
بينما اكد سفير كل من روسيا والصين على شرعية عبدربه منصور وشددا على شرعية مؤتمر الحوار ومخرجاته كخارطة طريق حتى تتجنب المنطقة حربا اقليمية
ستختلط فيها الاوراق اختلاطا كبيرا جدا ولن يكون المتضرر الوحيد منها دول المنطقة العربية فقط بل العالم باسره .
إن روسيا وايران تعانيان من انخفاض اسعار النفط بسبب تخفيض اسعار النفط الخليجية وتحاول روسيا الآن ان تمد جسور الصلة بينها وبين السعودية
لتجنب الاثار السلبية التي خلفتها الازمة النفطية مقابل ضغطها على الحوثيين للمشاركة في مؤتمر الرياض وحتى لاتصبح خارج المعادلة الدولية في المنطقة
وستنفتح الرياض على روسيا والصين بعد ان هرولت امريكا باتجاه ايران وإدراك الرياض بان امريكا تحاول الدفع باتجاهه اجندة الحرب المذهبية الى الواجهة بينها وبين ايران.
إن الأحداث المتسارعة على الساحة اليمنية بشكل عام والساحة الجنوبية بشكل خاص لاتحتمل سوى طريقين اثنين لاثالث لهما
إما انفجار الوضع المضطرب والمنفلت والمحتقن جدا في الجنوب ودخول المنطقة كلها في كارثة انسانية لن تبقي ولن تذر.
وإما انفراجة سلام عبر اتفاق اقليمي ودولي على حل قد لايعجب الجميع ولكنه سيمثل "الحل الوسط" لكافة الأطراف المتنازعة على النفوذ في المنطقة.
سم الدحابيش
17 مارس 2015م