عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-15, 02:15 PM   #5
سم الدحابيش
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2014-04-17
المشاركات: 2,143
افتراضي

الخليج وإيران فرضوا على الجنوب الدعوشة أو المحوثة

عبد السلام بن عاطف جابر


فشلت المفاوضات الإيرانية الأمريكية حول السلاح النووي الإيراني ؛ ومع كل جولة فشل للمفاوضات تتجه إيران إلى تحريك رجالها في كل مكان لخلط الأوراق في المنطقة ، كي تحصل على تفاهم جديد لفتح جولة مفاوضات جديدة . . . وفي رأيي أن خطف بن مبارك ؛ وكذلك اقتراب عناصر حزب الله من حدود الجولان المحتلة وقتل هذه العناصر ، والمحاولة الانقلابية للحوثي في صنعاء أجزاء من منظومة الإرباك الإيرانية .
هكذا هي العقول الاستراتيجية لاتنظر إلى بين أرجلها ؛ ولذلك سأتجاوز قدور كبسة الشيخ حسين بن شعيب التي أغلق على شعبنا داخلها ، وأتناول الجنوب في الاستراتيجية الإيرانية مباشرةً .
وقبل ذلك أذكركم بالعراقيين الذي ضلَّوا يبحثون عن العروبة فلم يجدوها...! وعن الأمَّة الإسلامية فلم يجدوها...! وعن المجتمع الدولي فلم يجدوه . . . لم يجدوا إمامهم غير طريقين إمَّا التبعية لإيران أو الدعوشة "فتدعوشوا" . . . وجاء العرب والعجم من كل مكان يضربون الأسود العراقية بتهمة "الإرهاب" .
كذلك حدث في اليمن ؛ فهاهي البيضاء خرجت قبائلها للذود عن حياضها ؛ فتخلَّى عنها الجميع ، فانضم عناصر القاعدة للقبائل -بصفتهم القبلية- لصد المد الإيراني "فالصقوا بها تهمة القاعدة" ؛ واشترك في ضربها الرفيع والوضيع والطائرات بدون طيَّار ، لكنَّها لم تسقط فمازالت قبائلها البطلة في معركة تبييض صفحتها من الارهاب ؛ وهاهي مأرب تقاد إلى نفس المصير .
أمَّا في الجنوب فالأمر أسوء من جارتيه "البيضاء ومأرب" : فإيران والحوثي تمكنوا من اختراق صفوفه ، ونسج التحالفات مع أغلب القوى الجنوبية ؛ دعاة التحرير والاستقلال ؛ دعاة الفدرالية ؛ دعاة الأقلمة . . . لقد اعتمدت الخطة الايرانية في الجنوب على استراتيجية الخطوط المتوازية غير المترابطة ؛ بمعنى تعاملت مع كل فريق من الفرق الفدرالية على حدة ، وفي قوى الاستقلال تعاملت بنفس النهج .
و لإنَّ قوى الاستقلال هي التي تهمنا فسوف نوليها شيء من التفصيل ؛ فقد دفعت إيران بكل اتباعها للسيطرة على كل خطوط قوى التحرير والاستقلال
- اتباعها من العسكريين شقَّوا المقاومة الجنوبية وسيطروا على الفصيل الأكبر ، وجعل الحوثي هذا الفصيل الأكثر والأقوى تسليحاً
- اتباعها من المستقلين سيطروا على عدد من المنابر الإعلامية الجنوبية كالصحف والمواقع الالكترونية ، وفرق الإشاعات المنظمة .
- اتباعها من الشباب سيطروا على قرار القوى الشبابية
- اتباعها من المكونات تمكنوا من السيطرة على القرار السياسي
- اتباعها من السياسيين المستقلين تمكنوا من التحكم والتوجيه لبعض رجال الدين وشيوخ القبائل ليصبحوا أدوات في المنظومة الإيرانية وهم لايعلمون .
وهذه المنظومة الاستراتيجية الإيرانية الحوثية مهمتها : (١) تعطيل أي تكوين سياسي يقود الشعب الجنوبي .. (٢) تعطيل انعقاد إي مؤتمر حوار جنوبي ، وإفشال أي مؤتمر ينعقد .. (٣) توجيه الوعي الجنوبي بالعداء إلى جنوبيي السلطة باعتبارهم "الاستعمار وهم العدو وليس القوى الشمالية التي يقودها الحوثي" . . .
والهدف من ذلك ؛ إفساد قيادة الحراك ، والدفع بالشعب إلى حالة من اليأس في قدراتهم الذاتية ، وعندما يتم القضاء على جنوبي السلطة يقبل الشعب الجنوبي التبعية لإيران وحليفها الحوثي .
والمصيبة الكبرى أنَّ دول الخليج تسير سير السلحفاة في التعامل مع الوضع الجنوبي ؛ والسلحفاة الخليجية لايمكنها إدراك الثعلب الفارسي . . . والرئيس هادي وجنوبيو السلطة ساروا بنفس النهج الإيراني "إفساد قيادة الحراك وتعطيل وحدة الصف الجنوبي" باعتقادهم أنَّهم سيكونون هم القيادة الجنوبية الوحيدة ، وبالتالي نجاح استراتيجيتهم "دولة وحدة ونحكم اليمن كله أو ننفصل ونحكم الجنوب"

وأظنها استراتيجية خاطئة وسوف يبوء أصحابها بالفشل . وقد بدأت ملامح الفشل اليوم بالهجوم على الرئيس هادي ومن معه ، سوف يدفعون ثمن تلاعبهم بالجنوب وثورته بأيديهم .

ومن عجائب العقلية المناطقية التي مازالت تأثيراتها في رأس الرئيس هادي كان شرعنة اللجان الشعبية له فقط ؛ فقد شكل أكثر من ١٦٠٠٠ جندي لجان شعبية في أبين ؛ رحبنا بها في ذلك الحين على أمل أن تعمم في الجنوب كله ، ولكنَّه اقتصرها على نفسه . . . ثمَّ جاء الوزير الصبيحي ليجند الآلاف من قبائل "الصبيحة" بنفس العقلية .
حاولنا توظيف هذا المشروع جنوبياً ؛ عرضنا عليهم مساعدتهم عن طريق توظيف شباب وناشطين الحراك في أجهزة الدولة ؛ فتلاعبوا بنا . . . كانت استراتيجية الرئيس هادي والصبيحي في التعامل مع المناطق الجنوبية وعلى رأسها يافع معتمدة على مرض المناطقية "استجلاب المرتزقة والضعفاء فقط" ؛ على افتراض أنَّ هذه المناطق تسير خلف أي شخص . . . ورأيي الشخصي أنَّ هذا غير صحيح وسوف يندمون ؛ وقد قلت هذا الكلام للواء الصبيحي في شهر شوال الماضي في لقاء دام ٦ ساعات "الناس تتمحوث وتتدعوش ياسيادة اللواء بسبب سياساتكم الخاطئة وسوف تندمون عليها"
عموماً ؛ لافائدة من ذكر هذا الكلام ، ونعود إلى الإستراتيجية الإيرانية وبطلها الحوثي فهي المهمة الأن ؛ لقد استفاد الحوثي من شرعنة الرئيس هادي للمليشيات بمسمَّى اللجان الشعبية ؛ فقام بتحويل مئات الآلاف من اتباعه إلى لجان شعبية ، وبذلك أصبح الجيش القبلي العقائدي التابع للحوثي شرعي دولياً ولايستطيع أي طرف الطعن في شرعيته .
وهذا الجيش القبلي العقائدي يقوم بالضغط على المناطق اليمنية "باسم الثورة" حتى تنهار وتستلم له ، أو تقاومه وبالتالي توسم بالقاعدة وداعش .
وفي كثير من المناطق الجنوبية وخلال الستة الأشهر الماضية رصدت أنا شخصياً الخلايا الحوثية . . . و رصدت التململ الشعبي مما يجري ؛ بل وصل الحال بكثير من الشباب إلى التهديد العلني بأنَّهم سيتجهون إلى الانضمام إلى -داعش- دولة الخلافة الإسلامية إذا استمر التخلِّي الخليجي .
خلاصة ما أريد قوله بكل وضوح :-
أيُّها الجنوبيون ؛ لا يخدعكم أحد وأنا مسؤول عن كلامي ، لايوجد لاعب خليجي على الأرض الجنوبية . اللاعب الوحيد هو إيران والحوثي . . . هذا هو واقعكم ؛ اتفقت السلحفاة الخليجية والثعلب الإيراني على وضع خيارين أمامكم ، هما :-
- إمَّا أن تتمحوثوا
- أو تتدعوشوا
أمَّا رأيي الشخصي فأنت شعب عريق "أقدم من هذه الشعوب" ؛ شعب عظيم ؛ تملك كل القدرات والامكانيات كي تكون أنت صاحب القرار . . . والحرية بأيديكم ؛ وتبدأ بإسقاط الفاشلين والمرتزقة الذين يقودونكم وترفعون صورهم ، ثمَّ اسقاط الفكر الإقصائي المقيت ، وحينها يمكنكم تقديم قيادة قادرة وفكر يوحدكم وتنتصرون بإذن الله .
والله أعلم
سم الدحابيش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس