التعنت الروسي لن يغير الموقف الخليجي من اليمن
السبت 14 فبراير 2015 الساعة 06:21
الوطن السعودية
تخطئ روسيا إن كانت تريد استعادة هيبتها كدولة عظمى على حساب قضايا الشعوب، وهي ستخسر الكثير مستقبلا، لأنه لن يصح في نهاية المطاف إلا الصحيح، وعندها ستنقلب الأمور عليها، فتفقد ما بقي من رصيدها لدى الحكومات والشعوب المتضررة بسبب تعنتها في مجلس الأمن.
روسيا لم تكتف بحماية النظام السوري وهو يقتل شعبه منذ بداية الثورة السورية، واستمرت في حمايته حتى بعد أن وضح للجميع أنه لا نهاية للفوضى إلا بإسقاط النظام السوري بالتزامن مع تطهير المناطق من التنظيمات الإرهابية، بل تمادت أكثر لتجهض أول من أمس مشروع قرار خليجي لإصدار بيان في مجلس الأمن لتحميل الحوثيين مسؤولية تدهور الأوضاع في اليمن وإيجاد حل للأزمة، فما الذي تريده روسيا لتفهم أن الحوثيين سبب البلاء الحالي في اليمن، أم أنها تجامل حليفتها إيران التي ترعى الحوثيين وتدعمهم، وإن على حساب مصائر الشعوب؟
فإن كانت روسيا تظن أنها أدرى بمصلحة الشعب اليمني من دول مجلس التعاون الخليجي فهي تذهب إلى المسار الخاطئ، فما يربط اليمن بدول الخليج أكثر وأكبر مما يتخيله الساسة الروس، وما المبادرة الخليجية التي انقلب عليها الحوثيون إلا طريق فعلي للخلاص بدأت تحقق جدواه قبل أن يتحالف الحوثيون برعاية طهران مع أطراف داخلية لها مآرب ومصالح لا تنظر إلى مصلحة اليمن إلا كسلطة ونفوذ لها، فإن لم يكن فالخراب طريقها للوصول إليه.
والمشكلة الأخرى تكمن في عجز مجلس الأمن - كما حدث أول من أمس - عن كبح جماح روسيا وهي تعاكس رغبات المجتمع الدولي، وتقف ضد القرارات التي تحمي الشعوب وتنقذها، الأمر الذي يدعو إلى إعادة طرح ما طالبت به المملكة من قبل بأهمية إصلاح مجلس الأمن وإجراء تعديلات عليه لحماية الشعوب وعدم ترك مصيرها رهنا لمزاجية دولة تبحث عن مصالح ضيقة وتحالفات مقيتة.
التعنت الروسي لن يغير الحقيقة، فالمجتمع الدولي كله عدا التحالف "الروسي الإيراني السوري" دان الانقلاب الحوثي على السلطة في اليمن، والدول الأعضاء في مجلس الأمن رحبت أول من أمس بمشروع القرار المتعلق باليمن عدا روسيا التي عليها أن تعلم أنها لن تزحزح موقف دول مجلس التعاون الملتزم بوحدة الأراضي اليمنية واستقلالها انطلاقا من المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلام والشراكة، وغير ذلك عبث.
|