هل ستقوم السعودية بكسب ولاء الاصلاحيين بدلا عن تركيا وقطر؟!
بعد ماسمي ب "الإعلان الدستوري" لجماعة الحوثيين في صنعاء .. بدأت بيانات الرفض تتلاحق من كثير من المكونات السياسية اليمنية من احزاب وتجمعات مدنية
وعلى رأسها القبائل اليمنية التابعة لحزب الاصلاح (الإخوان) في كل من الحديدة وإب وتعز والبيضاء والجوف ومأرب
حيث خرجت مظاهرات غاضبة جدا في كل من الحديدة وإب احتجاجا على ما اسماه الحوثيون بالاعلان الدستوري.
وفي تعز خرجت مظاهرات معارضة ومظاهرات مؤيدة في نفس الوقت !..وانقسم الشارع فيها الى نصفين ، نصف مع الحوثي ونصف ضده!
بينماهددت قبائل مأرب بشن حرب لاهوادة فيها ضد الحوثيين متوعدة اياهم بالويل والثبور!..بالإضافة الى بيانات الرفض العارم الصادرة من قبل قبائل البيضاء والجوف.
وبنظرة سريعة على جغرافية تلك المناطق نجد بانها تقع ضمن الهلال الشافعي في جنوب الجمهورية العربية اليمنية والتي غالبا مايسيطر عليها حزب الاصلاح (الإخواني) بحكم ادعائهم بانهم من السنة.
وعودة إلى تاريخ 21 سبتمبر 2014م عندما قام الحوثيين بفتح صنعاء واسقطوا فراعين حزب الاصلاح ورموزه
التي تخلت عنهم السعودية بسبب رفضهم الاذعان لاوامرها في عدم دعم الاخوان المصريين
فقد اصبح حزب الاصلاح الإخواني في قمة ضعفه سياسيا وعسكريا في الجمهورية العربية اليمنية.. ولم تبق له سوى الويته التي تؤمّن له نهب النفط والغاز والذهب في حضرموت وشبوة والمهرة.
وماتهديد قبائل مأرب بقطع امدادات النفط مع عدم تنفيذها لتهديداتها الا دليل على انها غير قادرة على التصرف الفعلي وان ماينشر مجرد تهديدات اعلامية وظاهرة صوتية ستنتهي بانتهاء الغرض منها في حالة وجود تفاهم سياسي من اي نوع كان بين حزب الاصلاح الاخواني وجماعة الحوثيين في الفترة القادمة ليحدوا فيه من خطورة تحركات المخلوع العفاش ضدهم.
كما أن دخول كل من تركيا وقطر كلاعب سياسي في الساحة الجنوبية وهما معروف عنهما دعم الاخوان بكل مالديهما دعما غير محدود منذ سنوات ، هو في الأساس دخول لايخدم مصر ولايخدم ايضا السعودية بالذات ، باي حال من الاحوال
فحتى وإن حدث اي تحالف بين السعودية والاخوان فسيكون هذا التحالف مجرد تحالف وقتي أشبه ب "زواج المسيار".. قد ينقلب رأسا على عقب كما حدث مؤخرا في زواج المتعة مابين كل من المخلوع العفاش والحوثيين.
واي دعم ستقدمه السعودية للاخوان سياخذونه بالطبع ولكنهم سيتخلون عنها ويخذلونها لاحقا لصالح حلفائها الاصليين كما تخلت هي عنهم وخذلتهم من قبل.
وإذا كانت السعودية تعتقد بانها تستطيع كسب ود وولاء الاخوانيين فانها تراهن على سراب
لان ماحدث للاخوان من ضربات موجعة بل وقاتلة في كل من مصر والسعودية والامارات والكويت واخيرا اليمن لن يستطيع الاخوانيين تجاوزه مهما كانت الاسباب.
هناك خطر آخر يتربص بالسعودية من الجهة الجنوبية وهو وجود البوارج الفرنسية على سواحل شبوة هذا عدا عن البوارج الاخرى الرابضة في محيط خليج عدن والتي ارى بانها تستهدف السعودية قبل اي منطقة اخرى لما تمثله من مركز ورمز ديني عظيم للمسلمين
وباعتقادي ان تزامن وجود البوارج الحربية الفرنسية في شبوة في نفس الوقت الذي يتهم فيه البعض تركيا
بانها تقوم بتهريب الارهابيين من سوريا الى الجنوب عبر فتحها خط مباشر بين اسطنبول وعدن وزيادة اعداد رحلاتها الى رحلة يومية الى عدن يعتبر مثيرا للشكوك والاشتباه
ويرسل رسالة قوية للخصوم في كل من السعودية ومصر اللتان فضلتا اسلوب التعامي والمراهنة على الاخوانيين في اليمن (حلفاء تركيا وقطر اللتان تتربصان بهما) في حل مشاكلهما التي تواجهانها امنيا وعسكريا!.. بدلا من ايجاد حليف آخر ليكون في مواجهة دواعش الارهابيين من جهة.. وسدا مذهبيا منيعا امام الحوثيين من جهة أخرى (وهم الجنوبيين) حيث تتمادى كل من مصر والسعودية في تجاهلهم! ..ولكن هذا التجاهل سيكون وبالا على أصحابه وسينقلب السحر على الساحر إن عاجلا ام آجلا !
ولذلك ارى بان على الجنوبيين السكون والهدوء (سياسيا) في الفترة القادمة..وعدم استثارة الحوثيين او استعدائهم بل يجب ان نبقى على الحياد تجاه جميع الاطراف وأن نتركهم ليصفوا حساباتهم بعيدا عنا وبعد ان تخور قواهم يمكننا بكل سهولة ان نسيطر على ارضنا ونفرض سياسية الامر الواقع على الجميع.
سم الدحابيش
7- فبراير -2015