دعوة الجنوبيين إلى التضامن مع الشرعية الدستورية
د.محمد علي السقاف
الأحداث المتسارعة في صنعاء تتطلب استغلال اللحظة التاريخية والتحرك علي ضوئه ابعقلانية و بالسرعة المطلوبة.
اولا - أهمية تظامن جميع الجنوبيين مع الشرعية الدستورية
وهنا اتمني.لوقامت جميع القيادات الجنوبية من الزعامات الخارجية والقادة في الداخل إصدار بيان مشترك علي مستوي الخارج وعلي مستوي الداخل او علي انفراد يعبرون عن تضامنهم مع الشرعية الدستورية والمتمثلة بشخص الرئيس عبد ربه منصور هادي ودولة رئيس الوزراء الأخ خالد محفوظ بحاح والدكتور احمد عوض بن مبارك وكلهم شخصيات جنوبية يتوجب علينا جميعا التضامن معهم امام الهجوم الهمجي من قبل جماعة المسماة بأنصار الله بعد تخلي الأحزاب السياسية اليمنية التضامن معهم وعلينا نحن كجنوبيين تناسي الماسي والحساسيات والخلافات السياسية فيما بيننا فهذا ليس وقته الجنوب هو الأهم وليس الأفراد والشخصيات الجنوبية مع انها افراد ولكن مواقف الأحزاب والشخصيات في صنعاء وقفت ضدهم لأنهم منتمين الي الجنوب دعوة الوقوف مع الشرعية الدستورية لان شخصياتها جنوبية ولأنها لو جردت من الشرعية الدستورية لا تستطيع ان تقوم بعمل لصالح الجنوب مباشرة يجب تناسي اي مواقف سابقة نحو تلك الشخصيات من تبنيها مخرجات الحوار او غير ذلك فالوقت الحاضر كما يقول المثل. لا يجب ان تحجب الشجرة النظر الي ماوراء الشجرة وهي الغابة اي التفاصيل لا محل له امام القضايا الأكثر أهمية ومصيرية لشعب الجنوب.
ثانيا -نداء الي سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية
لم يعد هناك مجال أمامكم في التهرب عن تحمل مسؤلياتكم والاقتناع بإمكانية استمرار الوحدة بين الشمال والجنوب و إقامة. الدولة المدنية في ظل مجتمع يمني قبلي وعسكري ومدجج بالسلاح في كل مرة يظهر مشروع إقامة دولة مدنية يتم إجهاضه او إشعال الحرب لمنع تغيير النظام او العمل علي الانقلاب علي الشرعية الدستورية =مشروع العطاس.
لإقامة الدولة المدنية ( لا اذكر الاسم بالدقة ) في عام 1992 برغم تصويت مجلس النواب عليه لم ينفذ ويعمل به =وثيقة العهد والاتفاق الموقع عليها في عمان المملكة الاردنية في فبراير 1994 تم بعدها في مايو 1994 إشعال الحرب ضد الجنوب وإلغاء حزبي المؤتمر الشعبي والإصلاح لتواقيعهما علي الوثيقة بنهاية الحرب ( وأقرت الوثيقة صياغة دستور جديد ونحو ثلاث الي خمس مخاليف ) الخ ذلك ....
والآن بعد تفاوضات وتبادل الآراء والنقاشات المطولة التي أفضت الي مخرجات الحوار وصياغة مسودة دستور اتحادي جاءت الحركة الحوثية بالتمرد علي مخرجات الحوار تحت حجج وذرائع واهية وفي الجنوب وقفت الغالبية الشعبية ضد مخرجات الحوار والأقلية التي قبلته كمرحلة انتقالية لحل القضية الجنوبية لعل وعسي تتطور مواقف الإقليم والعالم اثناء ذلك نحو القضية الجنوبية وسيلاحظ ان الأحزاب التي وقعت علي مخرجات الحوار لم تدافع عنه امام انقلاب الحوثيين عليه ووافقوا وللأسف العالم علي ما سمي باتفاق السلم والشراكة الذي امليت شروطه من قبل أنصار الله وأصبح هو المرجعية الأولي فوق مخرجات الحوار في الماضي تم إجهاض وثيقة حيدر العطاس لعام 1992 ثم وثيقة العهد والاتفاق في عام 1994 والتي اجهضتها واشتعلت الحرب لم يكن هناك تواجد او تأثير او نفوذ لأنصار الله والآن انضم الي القائمة أنصار الله في رفضهم جميعا مشروع الدولة المدنية ماذا يعني ذلك ؟؟
أليس تلك الأحزاب الرافضة وأنصار الله تجمعهم موروث ثقافي واحد مع القبلية والمؤسسة العسكرية والتعصب الديني أليس كل ذلك يتعارض مع الموروث الرئيسي في الجنوب المؤمن بالدولة المدنية ومن هنا اختلاف الموروث هو جراء اختلاف الهويتين بين الشمال والجنوب كيف يمكن في إطار ذلك استمرار وحدة بين الشعبين:
1- الحاجة الي بسط الحماية الدولية علي الجنوب لتنظيم استفتاء شعبي حول مبدأ حق تقرير المصير.
2-وضع فترة انتقالية لاستعادة الدولة وهياكلها وتشكيل حكومة انتقالية من التكنوقراط مشكلة من النخب الجنوبية التي لم تكن طرف في اي من مراحل الصراع الجنوبي- الجنوبي لإعداد دستور الجنوب وفدرالية جنوبية وانتخابات حرة لاختيار قمة السلطة التنفيذية يتبعها انتخابات برلمانية.. الخ ذلك..
في الخلاصة :-
كلما حصل إهدار للوقت وإضاعة الفرص في التوقيت المناسب تتعقد الأمور اكثر اذا كان مطالب شعب الجنوب أقر به المجتمع الإقليمي والدولي منذ خروج المسيرات المليونية المعبرة عن رغبته في الاستقلال واستعادة دولته لكانت الخسائر اقل علي الجميع ولكن الان لاعذرامام المجتمع الإقليمي والدولي في التلكؤ بعسي ان الأمور قد تتحسن وان تكون هناك إمكانية تقبل الأخوة في الشمال القبول بالدولة المدنية من الواضح ان هذا بمثابة أوهام لن تتحقق والسياسات لا تبني علي الأوهام ومن المطلوب التأكيد ان الجنوب باستعادة دولته سيستعيد مواقفه الحضارية في طريقة التعامل مع اخوته الشماليين الموجودين في أراضيه ضمن ضوابط. معينة وايضاً سيحترم الاتفاقيات الحدودية الموقعة مع كل من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية بجانب توثيق علاقاتها بدول مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة وعلاقات طبيعية مع دولة ايران وتتولي تطهير أراضيها من عناصر الإرهاب الذي معظمه دخيل علي الجنوب فهل يمكن للقوي الجنوبية من جميع الفئات الشعبية ومكوناتها القبلية والعسكرية والأمنية ان تلتقط هذه اللحظة التاريخية والعمل بما ذكرناه أعلاه وهل القوي الإقليمية والدولية ستتحرك في الاتجاه الصحيح حماية لمصالحها في الجنوب وحماية حرية المنافذ البحرية التي تهم العالم اجمع .
بريطانيا 22 / 1 / 2015