عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-01-21, 02:28 PM   #1
سم الدحابيش
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2014-04-17
المشاركات: 2,143
افتراضي ترتيبات حثيثة من قبل الحوثيين لاستقبال علي ناصر كرئيس بديل لعبدربه منصور هادي

ترتيبات حثيثة من قبل الحوثيين لاستقبال علي ناصر كرئيس بديل لعبدربه منصور هادي

بعد الأحداث المتسارعة يوم امس (واستكمال) إستيلاء الحوثيين على كامل صنعاء بما فيها دار الرئاسة وهو المكان الوحيد الذي لم يكن قد أسقطوه في قبضتهم منذ دخولهم الى صنعاء فاتحين لغرض في انفسهم وهو ابقاء الجنوب تحت احتلالهم (بوجود المحلل الجنوبي عبدربه منصور على رأس السلطة ولو صوريا) الى ان يكملوا ترتيباتهم لاستبداله بجنوبي آخر يكون أكثر موالاة لهم ولمشروعهم. ولم يبق أمام الحوثيين سوى ان يرتبوا لعودة علي ناصر محمد إلى صنعاء وبأسرع وقت ممكن ليكون البديل الجديد لعبدربه منصور هادي الذي رغم تنفيذه لاغلب إملاءات الحوثيين عليه ، إلاَّ أنهم يرون فيه متآمرا ضد بلادهم - بسبب تبنيه لنظام الأقاليم - وأنه يسعى إلى تمزيقها "وربما" يسعى إلى فصل الجنوب عن (المملكة المتوكلية اليمنية الجديدة) .حيث تجلت أول مظاهر الحكم الإمامي لهم في إلغاء الإحتفالات الرسمية والشعبية بما اسموه ثورة 26 سبتمبر والتي لم تكن سوى انقلابا على الإمام البدر الحاكم في المملكة المتوكلية اليمنية في فترة الستينيات من القرن الماضي والاحتفال بدلا عن ذلك بيوم عودتهم الى صنعاء في 21 سبتمبر2014م .

وفي كل الأحوال فقد كان هدف الحوثيين الأول من الاستيلاء على صنعاء بمساعدة الرئيس اليمني المخلوع وفلوله ومن ثم احتلال دار الرئاسة هو ايقاف مشروع فيدرالية الأقاليم ومخرجات مايسمى بالحوار اليمني نهائيا والتي يعتبرونها عملية تمهيدية "لإنفصال" الجنوب على مراحل على حد زعمهم.
وبالتالي كان لابد من إلغاء المبادرة الخليجية واستبدالها بمبادرة السلم والشراكة الحوثية وإلغاء الدستور وكل مايتعلق بتشريع الفيدرالية في اليمن.

وهاهي قد اكتملت الآن فصول مسرحية اسقاط صنعاء ونظامها "الجمهوقبلي" وجاءت الفرصة الذهبية لإعادة (حكم الإمامة الكامل الأركان) ولكن مازالت هناك بعض المنغصات التي يجب تجاوزها قبل الاعلان التام عن النظام الامامي الجديد للعالم وحل بعض المشكلات العالقة وأهمها على الإطلاق القضية الجنوبية التي لم تحل منذ غزو اليمنيين للجنوب في 7-7 1994م (بطريقتهم وحسب مزاجهم هم) لا كما يطالب به الشعب الجنوبي منذ عام 1994م وهم في ذلك لايختلفون عن من سبقهم ولا عن من سيحلق بهم.

بيد أن وجود الرئيس اليمني المخلوع في صنعاء إلى هذه اللحظة يمثل خطرا كبيرا على علي ناصر محمد في حالة عودته حتى ولو تعهد الحوثيون والروس والايرانيون مجتمعين بحمايته. كما أن وجود علي ناصر نفسه يعتبر خطرا أكبر على وجود الرئيس اليمني المخلوع بما له من حظوة كبيرة وعلاقات واسعة ونفوذ كبيرعند الروس والايرانيين والحوثيين على حد سواء فهو. يعتبر الحليف القوي لهم منذ عقود، في الوقت الذي تحالف فيه الرئيس اليمني المخلوع مع الحوثيين والروس والإيرانيين قريبا و(مؤقتا) انتقاما من الرئيس الحالي عبدربه منصور حليف امريكا وبريطانيا اللتان اوقعتا به العقوبات الدولية بايعاز من عبدربه منصور هادي وادرجتا اسمه ضمن أسماء المعرقلين للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني فاعتمد المخلوع اسلوب لوي ذراع أمريكا وبريطانيا في صنعاء بتحالفه مع روسيا وايران وتمكينهم من صنعاء ليضعف تهديدات امريكا وبريطانيا له اولا ومن ثم لروسيا في منطقة القرم واوكرانيا وكذا تهديداتهما لايران في سوريا وضد المفاعل النووي الايراني.

وبالتالي فإن الحوثيين سيسارعون إلى إعادة علي ناصر إلى صنعاء حتى لايحصل الرئيس المخلوع على فرصة استغلال الوضع الأمني الهش لضرب الحوثيين والعودة إلى السلطة وسيثبّتون شرعية علي ناصر في اقرب فرصة ممكنة بعد عملية التلميع والترويج الإعلامية السابقة في وسائل الاعلام له لانه لن يكون محللا للاحتلال اليمني للجنوب كما كان عبدربه منصور هادي فحسب ، وإنما سيقوم بالتبصيم لهم على كل مايريدونه منه دون اي تردد!

وبما ان علي ناصر بينه وبين الرئيس اليمني المخلوع خصومة كبيرة منذ ان قام بطرده مع اتباعه من صنعاء إلى سوريا قبيل ماسمي بالوحدة اليمنية بعد أن رأى في علي ناصر تهديدا مباشرا على حكمة حيث كان علي ناصر يحظى باحترام كبير لدى قبائل ومشائخ اليمن وقام بتوطيد عرى الصداقة والمصاهرة مع الكثيرين منهم اثناء تواجده في صنعاء بعد هروبه من عدن اثر احداث يناير المشؤومة لكل ذلك فإن المخلوع لن يكون بمأمن من انتقام وبطش علي ناصر الذي ينتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر ليرد الصاع صاعين للمخلوع الذي سبب له اذى كبيرا ومعاناة دائمة ، وكان يقوم بتشويه سمعته لدى الرؤساء العرب كما ان محاولة اغتيال فاشلة بالسم قام بها المخلوع ضد علي ناصر عام 1996م اي بعد سنتين فقط من الاحتلال اليمني للجنوب أسفرت تلك المحاولة عن تفجر شرايين قلب علي ناصر واسعافه الى بريطانيا لإجراء عملية معقدة له في القلب على يد الجراح العالمي المصري مجدي يعقوب تكللت بالنجاح.

واعتقد بأن علي ناصر بعد عودته وبالتنسيق واتفاق كامل مع الحوثيين سيقوم بفتح ملفات الفساد التي قام بها المخلوع وعائلته واتباعه وكذا ملفات الحروب الستة في صعدة وعمليات الاغتيالات وجرائم القتل التي ارتكبها في بدايات حكمه اثناء محاولة حزب الناصريين الانقلاب عليه عام 1987م والتي تم فتح ملفاتها مؤخرا في وسائل الاعلام بعد الاطاحة بالمخلوع واظهار فضائحه ووحشيته في التعذيب الذي مارسه ضد الناصريين ونسائهم واطفالهم في كل من تعز وإب . وسيتحمل علي ناصر مسئولية محاكمة المخلوع نيابة عن الحوثيين الذين سينتقمون من المخلوع بطريقة غير مباشرة وقد يحمّلون وزرها لعلي ناصر وحده في يوم من الايام في حالة أن أرادوا الاطاحة به لاي سبب من الأسباب وسيظهرون انفسهم بانهم لم يشتركوا في هذا الاتفاق ولم يخلّوا أو يخونوا اتفاقهم مع المخلوع واتباعه. وربما سيلقى الرئيس اليمني المخلوع نفس مصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي كان صديقه وقدوته في يوم من الأيام . خاصة بعد ان اصبح اليوم وحيدا دون حلفاء وتخلى عنه الامريكان والبريطانيين والخليجيين ..وسيتخلى عنه الروس والايرانيين ايضا بعد ان استنفذوا منه كافة أغراضهم .



كاتب التحليل سم الدحابيش

الأربعاء 1 ربيع الثاني 1436 هـ

الموافق 21 يناير 2015 م

التعديل الأخير تم بواسطة سم الدحابيش ; 2015-01-21 الساعة 02:35 PM
سم الدحابيش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس