[طبيب العقول]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سم الدحابيش

مشكلتك انك لاتفهم ثم تتهم الآخرين بعدم الفهم!
يااخي اذا كنت لاتفهم الكلام استعن بصديق فربما اعانك على الفهم
المهم.....في (كل التاريخ الانساني) لم نسمع ابدا ان شعبا من الشعوب قام بتحرير نفسه دون ان (يتحين فرصة سانحة) لتحقيق ذلك
فمثلا عندما اعلن عن قيام ثورة 14 اكتوبر كانت بسبب اشتعال ثورة كبرى من قبائل ردفان بسبب مقتل الشهيد راجح بن صالح لبوزة
وكانت هذه هي (الفرصة المناسبة) لتحرير الجنوب والضغط على بريطانيا ومحاصرتها من كل جانب بالتنسيق مع جميع القبائل الجنوبية الاخرى خاصة مع الضغط المصري من جهة قناة السويس وبالمثل كانت غزوات البرتغاليين لمدينة عدن والتي كادت ان تكون سنوية لاكثر من عشر سنوات ولكنها لم تستطع ان تسقطها حتى اتى علوج تركيا وطلبوا من سلطانها مرجان تسليم المدينة لحكمهم الفاسد والذي بات ينخر فيه كالسوس ممارسة الرشوة والمحسوبية واكل المال الحرام فرفض مرجان تسليم عدن فقام المماليك بدك تحصينات عدن ودمروا اكثر اجزاءها وانهكوا شعبها ولكنهم مع ذلك لم يستطيعوا ان يسقطوها فعاد علوج تركيا ادراجهم بخفي حنين بعد ان انهكهم التعب ولكن عندما جاء البرتغاليين بكامل قوتهم وجدوا ان هذه هي
(فرصتهم المواتية) وبالفعل لم يستطع السلطان مرجان حينها ان يتصدى لهم ففضل الحيلة على المواجهة وتظاهر بانه سلمهم مفاتيح عدن فذهبوا الى وجهتهم الثانية وهي ميناء جدة وكان هدفهم تحطيم الكعبة المشرفة ونبش القبر النبوي الشريف ومهاجمة الحامية العسكرية المملوكية عدوتهم اللدود والمنافس الاكبر للاوروبيين في التجارة والسيطرة على طرق الملاحة البحرية ولكن الله شتت سفنهم وتم اسر المئات منهم وارسلوا الى الاستانة في تركيا
ثم رست بقية السفن في جزيرة ميون في نفس الوقت استنجد السلطان مرجان بالسلطان الحضرمي بدر بن طويرق
فأنجده وارسل له سفن محملة بالمؤن والاغذية والمال بعد ان كاد الجوع يفتك باهالي عدن واستطاع السلطان مرجان بتلك الاموال ان يصلح التحصينات التي دكتها الحامية المملوكية (واغتنم فرصة) موسم الاعاصير والرياح الشديدة في البحر والتي عرقلت عودة البرتغاليين لتعزيز تحصينات المدينة
وعندما عاد البرتغاليون ليتسلموا عدن رفض السلطان مرجان تسليم المدينة فقاموا بالهجوم على عدن بمنتهى الوحشية الا ان شعبها العظيم استبسل في المقاومة فرجع البرتغاليين بخفي حنين ايضا كسابقيهم المماليك وعندما عرفوا ان ابناء حضرموت وبالذات الشحر والحامي هم من ساعدوا اهالي عدن على الصمود ذهبوا للانتقام منهم لكسر شوكتهم حتى لايكونوا عونا لاهالي عدن في المستقبل ولكنهم بعد ثلاثة ايام متواصلة من الحرب الضروس والصمود الاسطوري والملاحم البطولية العظيمة هربوا كالفئران الى سفنهم وعادوا من حيث اتوا مهزومين مذلولين مدحورين.
وهكذا الحال في كل ثورات العالم (دون استثناء) والتي تقوم اساسا على (اقتناص فرصة ضعف العدو او غفلته في زمن من الازمنة) لتنقض عليه وتكسر شوكته
وليس في الامر غش او اي شيء من هذا الكلام السخيف وانما هي سنة الله على الأرض
وبناء على كل ماسبق فإن الحروب الناجحة
هي الحروب التي (تقتنص الفرص) كما اقتنص المصريين في التاريخ الحديث يوم عيد الغفران لشن حربهم على اسرائيل
في العاشر من رمضان عام 1973م واسقطوا اسطورة الجيش الذي لايعرف الهزيمة.
فهل فهمت الآن درس التاريخ أم تريدني ان اعيد لك الدرس مرة اخرى؟!
اخيرا ماتراه فينا نراه فيك اضعافا مضاعفة وارهابك وتهديداتك لنا لن ترهبنا ولن ترعبنا وانما فقط ستقطع آخر خيوط الاحترام الرفيع الذي حافظنا على بقاءه وتهدد انت بقطعه
فإذا ماقطعته فلا تلم الا نفسك !

نعم اقتناص الفرص تكتيك ممتاز و لكن اقتناص الفرص التي هي موجودة و ليس اقتناص الفرص الغير موجودة و التي لا تدري ما هي و كيف طبيعتها و هل ستأتي أو لا تأتي؟......لأوضح لك الفكرة أكثر....جماعة القاهرة جوهر تكتيكهم هو اقتناص فرصة تدويل الوضع اليمني و الاستفادة من وجود الفصل السابع و ثورة الربيع العربي الخاصة باليمن و العملية السياسية الجارية و التي تشرف عليها دول عظمى ....جماعة القاهرة يريدون استثمار كل هذه الظروف لإيجاد مخرج آمن للجنوب من المأزق التاريخي الواقع فيه .....هذا هو اقتناص الفرص بالمعنى الحقيقي
و سأتجاوز عن ما لونته بالأحمر في مداخلتك باعتباره ناتج عن نرفزة و ضيق و عدم تحمل للنقاش الجدي القوي....و سعوا صدوركم عادكم ما شفتم من الجمل إلا أذنه......ههههههههاااي