السؤال الأهم هنا ماهو الخطأ في خطبة الشيخ الهباب والذي جعل الهيئة تتبرأ منه؟!
وهل خرج الشيخ الهباب عن الثوابت الوطنية الجنوبية للمعتصمين ؟!
فإذا كان خرج عنها لماذا لم يشر البيان إلى الأخطاء التي وقع فيها الشيخ الهباب
حتى تكون براءة الهيئة من خطبته مقبولة منطقيا ولا تستند على مبدأ لاصوت يعلو فوق صوت الهيئة؟!
في الوقت الذي صدرت فيه تصريحات من رئيس الهيئة الشرعية اثارت غضب الشعب الجنوبي لخروجها الواضح عن الثوابت الوطنية الجنوبية
كتصريحه المنشور في وسائل الإعلام مع الاسوشيتدبرس في 14 نوفمبر 2014م والذي دعا فيه الجنوبيين إلى تاييد رئيس الإحتلال اليمني عبدربه منصور هادي
لان ذلك يخدم القضية الجنوبية حسب ادعائه!
وكذلك إشادته بقوات امن الإحتلال اليمني وزعمه بانها تمارس ضبط النفس! رغم كل حالات القتل الوحشية بالآلآف
ضد المتظاهرين الجنوبيين السلميين العزل!
http://hdgatewaynews.com/hd_10/2144-201641025.html
ناهيك عن مقابلته للإرهابي الإصلاحي وحيد رشيد محافظ عدن السابق! والتقائه برئيس الإحتلال اليمني عبدربه منصور في صنعاء
ليس ذلك فحسب بل وتكريسه لمبدأ اليمننة بقوله ( نحن أولا يمنيين) وبانه من الخطأ القول بأننا لسنا "يمنيين" وبأن تسمية الجنوب العربي هو اختصار لكلمة عرب الجنوب !
مع ان كلمتي الجنوب العربي ليست كما قال اختصارا لكلمتي عرب الجنوب (كشعب فقط) وإنما تفسيرا لخصوصية دولة الجنوب (كشعب وأرض وهوية ودولة ايضا) حيث تبدو خصوصية ذلك المعنى الجغرافي في إظهار وتقديم مسمى الجنوب (الخاص بجغرافيته) والذي لايشابهه وضع اي دولة عربية أخرى..على صفة العرب (العامة) والشاملة لعرق من الأعراق الإنسانية
إضافة إلى أن مسمى (الجنوب العربي) يجعل من شعب الجنوب (الأصل) الذي انحدر منه جميع العرب (كما ورد في التاريخ) لا الفرع والجزء المنتمي لجغرافية محددة في محيط عربي واسع (أي عرب "الجنوب" فقط).
وكذلك من حقنا أن نتساءل هل قامت الهيئة بماهمها المفروضة عليها على اكمل وجه وكما ينبغي لها؟!
في الحقيقة أنا لاأرى ذلك. فعلى سبيل المثال لم تقم الهيئة بابطال فتوى الديلمي والزنداني
ومشائخ الضلال في الجمهورية العربية اليمنية الخاصة بغزو واحتلال الجنوب عام 1994 م
أُسوة ببعض مشايخ الحرمين الشريفين وكذا فتاوى مشائخ الازهر الشريف (ولو حتى بأثر رجعي)
وانما مازالت تلتزم الصمت المريب حيال هذه الفتوى! وقامت بإغفال الفتاوى السابقة
التي كفرت الجنوبيين وحللت دماءهم ونهب اموالهم من قبل حزب الاصلاح الارهابي التكفيري المتشدد !
كما انها لم تقم باصدار (فتوى رسمية) للجنوبيين تعطيهم الحق في الدفاع عن انفسهم بالسلاح
وإنما ابقت هذه المسالة ضمن اطار خطابها السياسي في الساحات أو في حدود بياناتها التنظيمية
والتي (لاتعتبر فتاوى رسمية ذات مرجعية دينية معتمدة) يمكن للجنوبيين ان يستندوا عليها
في حالة أن فرضت عليهم الحرب او المواجهات المسلحة من قبل اي طرف من الاطراف ولأي سبب من الأسباب
ومع أن إبقاء (نزاع القيادات الخرفة) بعيدا عن خطب الجمعة مطلوب جدا من قبل الجميع
إلاّ أن ادعاء الهيئة بأن المنبر (خاص بها وحدها) أمر يدعو إلى السخرية والإستهجان والإستغراب!
فلاتوجد دولة في الجنوب أصلا حتى نقول بانها قامت بتعيين هذه الهيئة كممثل للدولة كما هو معمول به في كل الدول
فمنذ متى كانت الهيئة (شرعية فعلا) ؟!..أو أن وضعها القانوني ملزم لشعب الجنوب حتى تدّعي بان المنبر خاص بها وحدها وان لها الحق الحصري فيه ؟!
إن هذه التصريحات الغير مسئولة والغير شرعية من رئيس الهيئة وممارسات الوصاية على مكونات الثورة السلمية الجنوبية هو مايجعل الجنوبيين يتخوفون من تغول الهيئة وتحولها من هيئة داعمة للثورة السلمية الجنوبية ومكوناتها كما يجب عليها ان تكون الى مكون مهيمن على تلك المكونات وناطق باسمها دون تفويض منها !
خاصة وان علاقات رئيسها المشبوهة مع رموز الإحتلال اليمني اصبحت واضحة للعيان ويعتبر تصريحه الأخير والذي ادلى به نهاية العام المنصرم خير دليل على أن هذا التخوف من الهيئة لدى الجنوبيين (له مايبرره).