وحدة الرؤية الجنوبية والإطار المشترك!
د.عبدالرحمن الوالي
نسمع هذه الأيام عن سعي مستعجل لتأسيس مجالس جديدة في إطار الحراك الجنوبي بداعي التقاط اللحظة التي تتفاعل في صنعاء ومايمكن ان تجره من تداعيات على الجنوب.
من وجهة نظرنا ان الأمر يجب إلا يتعلق بلحظة انفعال أو رد فعل على أمور يعتقد البعض أنها (جديدة) بل إننا نرى ان الأمر يجب ان يتعلق بالجنوب وترتيب أمور الجنوب استعدادا لبناء مستقبل الجنوب بعيدا عن الانفعال أو الانشغال بتوترات اللحظة الحاضرة ولهذا لابد من تخطيط للمستقبل لتوحيد الرؤية والقيادة .
ونرى ان أي دعوه جديدة لأي عمل يجب ان يراعى فيها بعض المعايير الأساسية وهي أولا ان يتم تعريف الجهة التي تدعو إلى هذا العمل وثانيا ان يتم تقديمها مشروع مكتوب لأهداف هذه الدعوة وآليتها وثالثا ان توضح الجهة الداعية من هي بالضبط الاطراف الجنوبية المقصودة بهذه الدعوة ورابعا ان تسلم الدعوة والمشروع إلى الاطراف المقصودة قبل فتره كافيه لتدرسها في أطرها ، لأننا نرى ان أي دعوه تتحدث عن (الجميع) هي دعوه لن يكتب لها النجاح لأن من غير المنطقي ان يأتي (الجميع) حتى مع افتراض ان هؤلاء (الجميع) يتحدثون بلهجة واحده من الناحية النظرية.
ان العمل من اجل مستقبل الجنوب هو عمليه مستمرة ومتواصلة في كل وقت وليس خاضعة لتوترات انفعاليه لحظيه ولهذا فهي تقع في مستوى أعلى واما متابعة مستجدات الحاضر وتغيراته فهي عمليه لحظيه ربما لتحالفاتها ان تصيب وربما تخيب ولكن يجب إلا توقف عمل المستقبل.
ونرى ان الجنوب ليس في حاجه إلى تكتلات ومكونات جديدة بل هو في اشد الحاجة إلى توحيد الأغلبية الأساسية الموجودة حاليا في إطار مشروع جنوبي يحقق استقلال الجنوب. وفي هذا السياق فنحن على قناعه ان الانخراط في إطار (موحد) في ظل وجود مشاريع (مختلفة) لايمكن له الاستمرار أو النجاح وسيكون مبرر لخلافات جنوبيه جديدة ليس لها داع لأن كل طرف في الإطار سيحاول ان يجير هذا الإطار لصالح مشروعه وهذا هو مايقود إلى صراعات في أي إطار وبين أي أطراف غير موحدة الرؤية.
ولهذا فأن بداية الحل الناجح هي في الاتفاق على (رؤية) موحده بين قوى جنوبيه لمفهوم كيفية حل القضية الجنوبية وبناء الدولة الجنوبية ثم يتم بعد ذلك نقاش توحيد الإطار لأننا على قناعه انه بدون وحدة الرؤية سيكون من الصعب توحيد الإطار أو العمل المشترك المؤسسي الناجح. ولهذا أطلق البرلمان الجنوبي قبل أشهر مبادرته لمحاولة توحيد ست قوى جنوبيه رئيسيه في رؤية موحده تكون أساس لوحده تنظيميه نحو تشكيل قياده جنوبيه موحده بهدف مشترك ولازال العمل متواصل في هذه المبادرة.
وللعلم ان قوى الشمال جميعا لن تتغير نظرتها للجنوب كمنطقة احتلال وفيد وليس ابلغ على توضيح ذلك من مشاهدة اللواء 33 في الضالع يقصف ويدمر ويقتل بدون حسيب أو رقيب مع ان المفروض ان هذا اللواء يكون في تخوم صنعاء ليقاتل من تصفهم قيادته بأنهم الحوثيين المسلحين المتمردين على الدولة ولكن من الواضح ان هذا اللواء يعتبر الحوثيين حلفاء في (هدف مشترك) بينما أبناء الضالع بالنسبه له هم الاعداء الذين يهددون الهدف المشترك ..... احتلال الجنوب.