عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-08-10, 12:01 AM   #21
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,943
افتراضي

حضرموت ساحة للذبح، من يصدّق؟

( صدى عدن ) خاص :
كتب المحرر السياسي - صدى عدن
مٓن كان قد خطر على باله، ولو في أكثر كوابيس اليقظة سواداً، بأنه سيأتي زمنٌ حضرميٌ تُذبح فيه الرقاب الآدمية كرقاب النعاج في العلن، وينتشر الرعب والقتل بألوان وفظاعات لا حدود ولا مثيل لها؟ ومن كان يجرؤ على التشاؤم بان يأتي زمن تستباح فيه حضرموت إنساناً وحضارة وتاريخ وجغرافيا وثروات وأرض وهواء وتصبح موطن وملاذ لأكثر المجموعات القاتلة رعباً وبربرية، ولاشيء في التاريخ يحاكيها غير جنود التّتار الذين أحرقوا الحضارات والإنسانية والمدن لمجرد الإبادة دون أهداف محددة ؟؟؟.
نفهم الان بان حضرموت كانت المبتغى والهدف في مسيرة أنصار الشريعة، وأن أبين وشبوة كانتا محطتين على الطريق.. فحضرموت جغرافيا واسعة وتضاريس متنوعة ومدن وقرى وسهول وأودية ومجتمع مسالم وقبل كل ذلك ثروة بترولية، وفهمنا من أخوات القاعدة في العراق وليبيا والشام بانها تسعى لاحتلال مناطق النفط واصبحت استراتيجية جديرة بالسعي اليها لتامين المصادر والموارد الحيوية لبقاء وتوسع مجاميع القاعدة والدولة الاسلامية وكافة الاسماء التي تنضوي تحت هذا اللواء. إذن النسخة اليمنية من القاعدة تسيطر الان على منابع النفط في حضرموت او تكاد، لكنها تتحين الفرصة السانحة لوضعها تحت اليد، وهذا أهم الأهداف الذي سيؤهلها من إدارة إماراتها ودولتها المرجوة في حضرموت ومناطق الجنوب.
لكن الهدف الذي تم تبنيه منذ بداية البدايات هو أن يظل الجنوب أولاً وأخيراً من عَدَنِهِ الى حضرموتِهِ رهين القاعدة وهو المتفق عليه والمعمول لأجله من قبل مراكز القوى الشمالية الدينية والقبلية خاصة في فترة الصراعات بينهم للحؤول دون قدرة الجنوب على استعادة دولته في هذه الظروف وهناك تقاطع للمصالح بين القوى الشمالية المهيمنة والمتنفذة وبين مجموعات القاعدة في هذه الفترة لإبقاء الجنوب في قبضة الاخيرة، ولكل منهما في أمر الجنوب شأن يعنيه وهدف يبتغيه الا ان الوسيلة واحدة ويفهمها الجميع داخل اليمن وخارجه.
والحقيقة الجارحة هنا لها شقان واضحان: اولا ان القوى الشمالية المتصارعة متفقة على أمر الجنوب ووضعه تحت هيمنة القاعدة لابتزاز أهله والمجتمع الدولي في آن واحد كي لا يجرؤ احد ان ينادي بعودة الجنوب لا في الداخل ولا في الخارج. اما الشق الثاني من الحقيقة فهو أكثر مرارة ويتعلق بحالة الحراك وقياداته التي اصبحت تناضل من اجل الموارد والمصادر والأضواء اكثر مما تفعله من اجل الوطن واصبحت تتنافس على الشعار وعلى الحارات والساحات والأقلام والشطحات... واكثر شيء تتنافس عليه هي الخيبة والفشل فأصبح كل شيء لا يعنيها غير الخطابات والبيانات في المناسبات التي يسعى فيها حفاة الجنوب وفقراؤه للمطالبة بحقوقهم الوطنية، ثم يتواروا.
تلك الحقيقة اصبحت واقعاً ماثلاً على الارض... واكتشف الجنوب من أقصاه الى أقصاه بانه مخدوع متروك مبعثر لا جدار له ولا طريق واضح. ذهب الشهداء الى ربهم وعاد الجرحى من مراقدهم وتفرقت الأقلام حسب الفرص فانقلب بعضها الى مداحين والبعض تبنى عقلانية مفرطة تفوح منها رائحة اليأس والاستسلام والبعض لم تسعفه الدبلوماسية فأعلن الفضيحة وانقلب على كل ما كان يقوله ويفعله.
لكن يظل السؤال في حرب القاعدة يطرح نفسه بقوة اليوم : ماذا فعٓلٓت كل تلك الحروب في أبين وشبوة ولحج وغيرها...الحروب على القاعدة والبيانات النارية لوزارة الدفاع وأين تذهب مئات المليارات من موازنات الدفاع والأمن وأين وصلت الحملات والتعزيرات والحشود والرعود التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى.. انها ربما حكاية يمانية لا تختلف عن ما كان يفعلها المخلوع علي عبد الله صالح لجلب المساعدات من الخارج وجلب الدعم السياسي.
القاعدة بقيت كما كانت واضحة كالشمس لا قناع ولا تورية بل أصبحت أقوى وأشد مراس وبأس ومعنوية واكثر بشاعة ورعب وانتشرت وتوغلت اكثر وكبرت طموحاتها وأهدافها.
اذا كانت الدولة بهذه الهشاشة والارتباك والمغالطات فلماذا تحمِّل نفسها أهداف أشبه بأحلام اليقظة ومخرجات حوار لا تستطيع حملها اكثر الدول ديمقراطية واستقرار ورفاهية... وشعارات مثل الدولة المدنية والديمقراطية والحرية وفردوس الخلد والرخاء ... الخ، بينما الواقع يشير بان اليمن يتراوح بين الدولة الفاشلة والدولة تحت الوصاية ... فلماذا إذاً لا تعترف بالواقع وتتعامل على أساسه وتدعو العالم لان يساعدها بان تحل مشاكل الجنوب في الجنوب ومشاكل الشمال في الشمال.
مسائل عصيبة وأزمات موجعة وفساد وصل الى حد الفظاعات ودماء لا يتوقف نزفها والخطاب هو الخطاب.
اذاً الملخص المفيد ان كل شيء يدعو للحيرة والخوف ولم يعد أحد يثق بأي أحد خاصة وأن أعداء الشعب في الشمال والجنوب، مثلما كانوا، ما يزالوا يديروا كل تلك الأزمات... وفي كل هذا السيناريو المؤلم يبدو ان الجنوب هو الاكثر ضياعاً وكأنه شعب من الدهماء العقيمة، يلعبون به شرقا وغربا يبيعونه ويشترونه كيفما شاؤوا يقربونه ويبعدونه، يقتلونه ثم يخدعونه مرة اخرى.
لا نريد القول بأن الحراك قد أصبح عبئ على الجنوب لان الحراك ثورة شعب وإن همدت إلا أن جذوتها في الأرواح ستتجدد اليوم أو غداً، لكن نقول أن قيادات الحراك عبئ على الجنوب وقيادات الجنوب كلها عبئ على شعب الجنوب .
ويظل الخطر الاول الان متمثل في وجود القاعدة كذراع سوداء متوحشة لمراكز القوى الدينية والقبلية والسياسية في الشمال من ناحية وكإمتداد حيوي للإرهاب المتجذرة في المنطقة العربية من ناحية اخرى، يظل خطر كبير ومعيق جداً امام تحقيق أدنى طموح لشعب الجنوب. إنه وباء عظيم ومن يقول بان هذا لا يعنينا فقد دخل التاريخ من أغبى أبوابه ولن يخرج منه سوى جثة متعفنة .
الرئيس هادي على المحك فهناك أقلام مادحة ليل نهار جعلت منه ولياً مبينا وهذا شأن المثقفين في كل المراحل، الا انه على المحك لان الجيوش التي تحت إمرته تقتل الحراكيين والمسالمين في عدن والضالع وردفان وحضرموت، وما تزال وحشية ضبعان في إبادته للمدنيين في ذاكرة الداخل والخارج وما يزال يحكم هناك، بينما الجيش يضيع وينتكس ويتوارى حين يكون الامر متعلق بمحاربة القاعدة، وإن تحرك الجيش يوم أو أيام لا يتغير شيء على الارض سوى أن تعمل القاعدة على تغيير مكان عملياتها وتصبح أكثر وحشية.
الرئيس هادي على المحك لان الجنوب اليوم مسرح لعمليات إرهاب فظيعة، بلغت ذروتها، من عدن حتى حضرموت ومسرح للهمجية التي يتحلى بها الجيش ضد المدنيين في احيان متكررة ... فكيف سينفذ مخرجات الحوار المزعوم وكيف يوزع الأقاليم بين الجماعات ، أليس هذا هو سؤال الأسئلة ؟.
إن الجنوب هو الضحية الاولى فاحسبوها كيفما شئتم وفلسفوها كيفما كانت قريحتكم وانثروها شعراً أو نصوصاً كيفما أبدعت الأقلام الجاهزة دوما وحلّقوا في فضاءات تحليلاتكم كما تشاء لحظات التجلي المسطحة.. الجنوب هو الضحية.. ضحية أهله أولا وأخيراً... أهله في سدة الحكم في صنعاء وأهله في الخارج وأهله في الميادين فهم في كل زمن يقدمونه طبقاً شهياً للعصابات تحت شعارات تتجدد في كل مرحلة.
حضرموت الان جرح مفتوح على جراحات الجنوب ولا أحد يعلم ما تخبئه الايام والليالي ولا مكان للتفاؤل فبعض التفاؤل تتطفل على الحقائق المُرّة.. إن أكثر ما يحتاجه الجنوب اليوم هو الصدق والصراحة والشفافية وتفكيك الولاءات وقبل كل ذلك الجنوب " أرض الخسارة" بحاجة الى جرعة معنوية تعمل على استعادة النبض تدريجياً..
" فهل رجلٌ يعيد للناس بعد اليوم ما خسروا".
__________________
استكمال الحوار الجنوبي الجنوبي
استكمال تحرير الأرض الجنوبيه
استكمال هيكلة
المجلس الانتقالي
والقوات المسلحه الجنوبيه
علي المفلحي متواجد حالياً   رد مع اقتباس